إبهار زخرفي CHANEL COSTUME JEWELLERY

25 فبراير 2018

لطالما أحبت الآنسة شانيل دمج الأشياء، والجمع بين الحقيقي والزائف، وبين القطع النفيسة والمجوهرات الزخرفية. إنها متعة محفزة، تعمل بمثابة مصدر إلهام وتراوح بين البساطة والتكلف. ظهرت أولى المجوهرات الزخرفية التي ابتكرتها دار شانيل في عشرينيات القرن الماضي، وبفضل تعاون العديد من صانعي المجوهرات الحقيقية والمجوهرات الزخرفية، حظيت ابتكارات المصممة شانيل بفيض غزير من مصادر الإلهام والخبرات الحرفية والتقليدية. وعلى الفور، أصبحت المجوهرات الأكسسوار المكمل لأية طلة، ولا يزال الحال هكذا حتى اليوم بالنسبة إلى أية طلة تحمل توقيع شانيل.

حرصت غابرييل شانيل على استلهام تصاميم الأزياء من حياتها وشغفها، فيما تأثر تصميمها للمجوهرات الزخرفية بلقاءاتها الفنية والاجتماعية. وعمدت عارضاتها إلى التزيّن بفيض من المجوهرات الزخرفية، ووضع طبقات عدة من العقود، وكميات كبيرة من المشابك والأساور. أما إصرارها على الخطوط النقية والرزينة فيتعزز بفيض من الحجارة واللآلئ الزائفة والمعادن النفيسة.

بعد ذلك، ابتكرت المصممة شانيل مجوهرات أساسية لكل طلة، فجعلت السوار العريض بديلاً لطرف الكم، والحزام المرصع بالمجوهرات وسيلة لإبراز جمال الخصر، والمشبك طريقة لزخرفة الفستان. مجوهرات باروكية أو بيزنطية، شلالات من اللآلئ وخطوط مستوحاة من فن Art Deco... ولجعل المجوهرات الزخرفية أكثر مثالية، وكسر الخطوط الفاصلة بين الحقيقي والزائف، طلبت غابرييل شانيل المساعدة من صانع المجوهرات الزخرفية غريبوا Gripoix في عشرينيات القرن الماضي، وصانع الذهب فرانسوا هوغوين François Hugoin في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي العام 1954، بدأت تتعاون مع صانع الذهب روبير غوسنز Robert Goossens الذي منحها رؤية جديدة للمجوهرات الزخرفية.

تاريخ زخرفي في سطور: كان العمل على المعادن مشابهاً لعمل صانع المجوهرات، مع زجاج وحجارة كريستال عوض الحجارة الحقيقية. هكذا، قامت شانيل بابتكار سلسلة من رموزها المفضلة: الأسود، الشمس، النجوم والريش. أثناء تصميم تلك المجموعة، كانت شانيل تلتقي مع غوسنز في 31 شارع كامبون كل يوم تقريباً.

نتيجة المشاورات بينهما، والمطالعة وزيارة المتاحف، تم ابتكار مجوهرات حققت نجاحاً هائلاً وباتت من الأكسسوارات الكلاسيكية (مثل أقراط الأذنين التي على شكل «عش» والقلادات الطويلة والمشابك).

توقف التعاون بين روبير غوسنز والآنسة شانيل عام 1971 نتيجة موت الأخيرة، لكن العلاقة استمرت بين غوسنز ودار شانيل. وفي العام 2005، انضمت محترفات غوسنز إلى مجموعة Métiers  d’Art الخاصة بشركة Paraffection ، الشركة التي أسستها دار شانيل للحفاظ على الخبرات الفريدة في الدور الإبداعية المتصلة بالأزياء الراقية.

بعد غابرييل شانيل، تابع كارل لاغيرفيلد مهمة ابتكار المجوهرات الزخرفية. وفي كل موسم، نرى الحرفين C على القلادات الطويلة والأساور وأقراط للأذنين، فيما اللآلئ الزائفة والستراس موزعة على قطع من الفضة أو مطلية بالذهب. انضم أيضاً الراتنج والبلكسيغلاس وبعض أنواع القماش إلى مجموعات المجوهرات الزخرفية.

تقليد لا يخبو: واليوم، لا يزال هذا التقليد مستمراً بحيث يتم تخصيص قسم كبير من الإنتاج لشركة Desrues صانعة المجوهرات الزخرفية والأكسسوارات، التي تتعاون معها دار شانيل منذ العام 1965، وباتت جزءاً من الدار منذ العام 1985. بالفعل، تشتمل كل مجموعات الأزياء الجاهزة والكروز والميتييه دار على كميات كبيرة من الأكسسوارات الزخرفية. يتم تصميم المجوهرات للتزين بها بطرق جديدة، ولتكون مكملات أساسية لكل طلة.

مجموعة كروز 2017/2018: ألقى كارل لاغيرفيلد الضوء على رموز من العصور القديمة ودمجها بذكاء مع رموز الدار. بالفعل، تم تزيين الفساتين والبذلات بمجوهرات زخرفية ومزيج أنيق من الرموز اللافتة المستوحاة من علم الأساطير والحضارة الإغريقية بالترافق مع رموز شانيل الشهيرة. هكذا، نجد النحلة برفقة حلى أخرى على شكل أوعية إغريقية، فيما بومة أثينا وأزهار حديقة أولمبوس تتناوب مع الحرفين C والمعدن المضرب واللآلئ الزائفة المحببة على قلب الآنسة شانيل.

المعدن المطلي بالفضة أو الذهب، والراتنج، والحجارة شبه النفيسة- مثل الزمرد والعقيق والكوارتز المدخن- والجلد تزين مجموعة من المجوهرات الزخرفية التي تطغى عليها الألوان الترابية والبرتقالية الشائعة أيام الإغريق، بالترافق مع مجموعة ألوان نابضة (مثل الأزرق الملكي، والفيروزي، والأخضر، والوردي).

هنا، تم وضع الأساور على أعلى الأذرع، فيما تألفت عصابات الرأس من السلاسل، وأصبحت الأزهار الجلدية مجوهرات حقيقية للرأس. إنها مزيج من القوة والدقة، من الجمال والفن الهندسي. أما العقود المربوطة حول العنق فتضفي لمسة جديدة على السلسلة المزينة بالجلد، وتترافق مع العقود الطويلة المزينة باللآلئ والحجارة.

على المعاصم، تزينت الأساور الجلدية الملونة بالحرفين C، فيما الأساور المصنوعة من المعدن المطروق أو الجلد التفت حول الذراع. وفي طلات أخرى، لاحظنا مجموعة من السلاسل الناعمة تزين عقداً بأزهار ستراس على الكتفين، أو تطوق المعصم على شكل سوار، وتحذو حركة الجسم بأناقة. أنوثة مفعمة بالقوة والجمال عبر العصور.