في الوجه أو في الجسم

بودرة الوجه, العناية بالجسم, الاختصاصيين

09 يناير 2013

الجراحة التجميلية من أهمّ ما توصّل إليه العلم من إختراعات، إذ إنّ غرضها تجميليّ ترميميّ جسدّي وذات نتائج نفسيّة أيضاً، لأنها «تجمّل الشكل» وتُريح النفسيّة.
ولا تزال الدراسات تتعاقب حول سبل تحسين مختلف نتائج الجراحات التجميلية، سواء كانت في الوجه او في الجسم. ومن هذا المنطلق، أُدخلت عناصر حديثة تساهم في الحصول على الشكل المطلوب بسهولة وفعاليّة.
ولعلّ من أبرز ما يُستخدم حالياً هي Prothesis أو Implants التي تُزرع لتعطي المظهر المطلوب.
وهذه المواد المصنّعة تدخل في جراحات الخدّين والأنف والعينين والذقن والأذنين والجبين والثديين والمؤخّرة والمعدة والذراعين والرجلين والردفين! فهي مختلفة ومتنوّعة حسب الحاجة، ويستعين بها الجرّاح التجميليّ لينحت الطلّة المطلوبة للشخص، وفق الحاجة والرغبة.
فكيف يتمّ إختيار Implant المناسب ومتى؟

كثيرون غير راضين تماماً عن شكلهم الخارجيّ ويبحثون بالتالي عن التحسين. ومن جهة أخرى، تترك الحوادث ندبات جسديّة وتجميلية لا بدّ من ترميمها. وبات طبيب التجميل يؤمّن هذا الغرض بفعالية أكبر ونتائج أفضل، نظراً إلى مختلف المواد التي يمكنه حقنها أو زرعها في الجسم أو الوجه للتحسين و«النحت» حسب المطلوب.
وتبرز Implants كحلّ جذريّ في حالات معيّنة، لأنها تُعطي الشكل المفقود أو تؤمّن مظهر العضو المبتور أو المستأصل أو تكبّر ببساطة المنطقة المعيّنة.
وما هذه إلاّ عظام صناعيّة synthetic أو حشوات سيليكون تحلّ مكان الخسفة.
يشرح الدكتور جهاد الخوري، إختصاصي أنف أذن وجنحرة، وجراحة وترميم الفكّ والوجه، دواعي إستعمال هذه المركّبات الصناعية في منطقة الوجه، لمختلف الأعضاء.
كما تتطرّق الدكتورة ميراي سمَيرة ، إختصاصية في جراحة التجميل والترميم والفك والوجه، إلى إستعمال Prosthesis في مختلف مناطق الجسم، عند الحاجة.
ويبقى أنّ الهدف الأساسيّ هو الحصول على نتائج فُضلى وعلى شكل طبيعيّ قدر المستطاع ولمدّة طويلة.

زرع في الوجه
يقول الدكتور جهاد خوري «إنّ ما يتمّ زرعه في منطقة الوجه هي مادّة صناعيّة صلبة، عبارة عن عظم صناعي، يأخذ شكل المنطقة المزروع فيها، من ذقن، خدّ، عين، حاجب،  أذن أو أنف».
وتخضع هذه المواد لإختبارات عديدة كي لا يرفضها الجسم عند الزرع وكي لا تنقل أمراضاً.
يضيف الدكتور خوري: «في الشقّ Maxillo-Facial  أي المتعلّق بالوجه، يلجأ الطبيب المختصّ إلى زرع Implants في مناطق لا يمكن الخضوع فيها للعملية، أو نزولاً عند رغبة المريض الذي يفضّل هذه الطريقة على الجراحة التقليديّة.
ففي بعض الأحيان، قد تغني هذه التقنيّة عن الجراحة التجميلية الدقيقية، وهي لا تستغرق وقتاً طويلاً في الإستشفاء وقد تعطي نتائج أفضل، مثل زرع عظم في الفكّ على سبيل المثال.

لماذا الزرع؟
غالباً ما يلجأ المرء للتحسين والتجميل للحصول على الطلّة المطلوبة، إمّا بسبب مجرّد الرغبة، أو بهدف الترميم، أو لغاية صحّيّة. يقول الدكتور خوري: «في بعض الحالات، نستعين بالزرع في منطقة معيّنة في الوجه لأنّ العظم قد ذاب مع العمر في منطقة الذقن مثلاً أو بسبب عدم وجود عظمة بارزة في الخدّ أو بهدف ملء فراغ حول العين .
وهنا، تكون الجراحة تجميلية بحتة. كما يمكن اللجوء إلى الزرع للترميم، بعد حادث أو بتر أو قطع، خاصةً في الجمجمة والأنف والأذن. وأخيراً، يعمد الطبيب إلى زرع قوقعة للأذن بهدف تحسين الشقّ السمعي لكي يتمكّن المرء من التمتع بحاسة السمع عبر Bionic Ear».
وهذه هي أهمّ الأسباب التي تستدعي هذا النوع من العمل التجميليّ.

إلتهابات ورفض للمادة
يشدّد الدكتور خوري على أنه «لا يمكن إجراء الزرع لمرضى داء السكري، أو للمصابين بأمراض جرثومية إلتهابية. وهذه العملية غالباً ما تطلب بعد سن الخمسين في حالات التجميل البحت، والمادة المزروعة  في الوجه تبقى فترة طويلة، ولا إنتهاء لمدّة صلاحيتها، وإنما يجب التأكد من طريقة الزرع السليمة تفادياً للإلتهابات».
أمّا العواقب الجانبية، فتكون نادرة ولكنها محصورة بالإتهابات أو برفض الجسم للمادة الغريبة عنه. ويمكن إزالة Implant بعد فترة إذا أراد الشخص ذلك.

نصيحة                                                                  
يلفت الدكتور خوري إلى أنّ «مدّة الإستشفاء بعد الزرع أقلّ نسبياً من مدّة الإستشفاء بعد الجراحة التجميلية التقليدية. وفي بعض الحالات، لا بدّ من الإستعانة بالمواد الصناعيّة كي لا نأخذ من ضلع المرء مثلاً.
وإنما Implant أسرع وأفضل للطبيب والمريض أحياناً لأنّ المواد متوافرة بأشكال وقياسات مختلفة مدروسة وقابلة للتعديل، لتناسب مختلف أعضاء الوجه».
ولكن من جهة أخرى، تفضَّل الجراحة التقليدية في بعض الحالات لضمان النتيجة المطلوبة.

زرع في الجسم
تقول الدكتورة سمَيرة من جهتها إنه «من الممكن زرع Prosthesis في مختلف مناطق الجسم، من الثديين إلى المؤخرة، مروراً بالمعدة والذراعين والرجلين والردفين».
وإجمالاً، تكون المادة المزروعة في كل هذه المناطق من الجسم مصنوعة من السيليكون الصناعي، بإستثناء الثدي الذي يمكن فيه إستخدام السيليكون أو مركّب من الماء والملح، حسب الحالة والطلب. وتشدّد الدكتورة سمَيرة على أنّ «المادة المزروعة في الجسم لا تتفاعل معه، بل هي تتخاوى معه، كما Prosthesis الطبية الخاصة بالقلب أو الركبة أو المفصل.
لكنّ الجسم ينتج أليافاً لفصل المادة التي يعتبرها «دخيلة» بغية عزلها. لذلك، من المهمّ القيام بحركات تدليك للمنطقة المحدّدة منعاً لإلتصاق الألياف بالحشوة».

في منطقة الثدي
تشير الدكتورة سمَيرة إلى أنّ «اكثر Implant مستعمل في الجسم هو حشوة الثدي، سواء كانت لهدف تجميليّ مثل تكبير حجم الصدر، أو لغاية ترميمية إثر حادث أو إستئصال أو بتر.
ويوجد لهذه الغاية نوعان من الحشوة: حشوة من السيليكون أو أخرى من الماء والملح، وهي توضع تحت العضلة مباشرة أو تحت الغدّة». أمّا عن طريقة إجراء الجراحة، فترى الدكتورة سمَيرة أنه «يمكن إدخال الحشوة عبر الهالة المحيطة بالحلمة، أو من تحت الإبط، أو من الصرّة، أو حتى من البطن ضمن جراحة شدّ البطن مثلاً.
ولكلّ طريقة حسناتها، لكن تجدر الإشارة إلى أنه إذا تمّ إستعمال طريقة تحت الإبط أو الصرّة، فلا يمكن إستخدام سوى حشوة الماء والملح، لأنه يتوجّب إدخال الحشوة فارغة ومن ثمّ ملؤها».
وفي ما خصّ الفرق بنوعية الحشوة، فتؤكّد الدكتورة أنّ حشوة الماء والملح قاسية الملمس وقد تفرغ مع الوقت، بينما حشوة السيليكون ذات ملمس أفضل وهي لا تسبّب مرض السرطان كما يعتقد ثيرون. إلاّ أنه لا بدّ من تغييرها كلّ عشر سنوات بسبب ترهّل الجلد وإحتمال هبوط الحشوة. ولا بدّ من التشديد أنّ هذه Prosthesis  لا تتأثر بركوب الطائرة ولا بالعلاقات الحميمة، لكن لا بدّ من إستخدام النوعية الجيّدة الحاصلة على موافقة FDA.
وأما بالنسبة الى المضاعفات، فقد تحدث إلتهابات بسبب إنخفاض المناعة، لذلك، لا يُنصح بهذا الإجراء لمرضى داء السكري أو المصابين بالسرطان.

مناطق مختلفة من الجسم
تقول الدكتورة سمَيرة أنه «يتمّ زرع Implants  أيضاً في مناطق مختلفة من الجسم مثل المؤخّرة والمعدة والذراعين والمنطقة الخلفية من الرجلين والأرداف أيضاً. وتكون مصنوعة من مادّة السيليكون فقط.
أمّا المؤخّرة، فتستدعي تغيير الحشوة كلّ بضع سنوات، لأنها قد تتحرّك من مكانها. ويتخلّل الإجراء ألم لنحو أسبوعين.
وللمعدة جراحتها الخاصة، بحيث تُزرع حشوة  السيليكون لإعطاء المظهر الرياضي  وشكل العضلات البارزة ولا ضرورة لتغييرها مع الوقت.
وفي ما خصّ الذراعين Biceps ، فتكون الجراحة لتحسين شكل العضل فيهما، وأمّا الرجلين، فتكون العملية لنحت شكل العضل المفقود وإعطاء الشكل الجميل.
كما يمكن زرع الحشوة في منطقة الردفين لإعطاء الشكل الجميل ، إمّا بسبب التشويه من الشفط، وإمّا بسبب نقصه خلقياً». وهذه الجراحات التجميلية كلّها تهدف إلى تحسين الشكل الخارجي وإعطاء الطلّة التي يتمنّاها المرء.


ختاماً

تنوّه الدكتورة سمَيرة بـ «ضرورة  إختيار الطبيب الكفوء، المتمرّس والماهر بغضّ النظر عن أتعابه، فلا ترابط بين المهارة والسعر. كما من المستحسن عدم القيام بهذا النوع من الجراحات في العيادات، لأنّ المريض يكون عُرضة لإلتقاط الإلتهابات».

أسباب لنزع Implant:

  • عدم الحصول على الشكل المتوقّع أو المطلوب.
  • عدم الإحساس بالراحة النفسية تجاه الشكل الجديد بعد إجراء الزرع.
  • تغيير شكل الحشوة أو تجربة قياس مختلف.
  • المعاناة من مشاكل صحية أو إلتهابات أو جرّاء ثقب الحشوة.