اللقاحات التذكيرية ضرورية للبالغين...

أمراض مزمنة, لقاح, الجرعة التذكيرية, الوقاية من الإنفلونزا, الوقاية من أمراض القلب والشرايين, إنفلونزا الخنازير

26 فبراير 2013

نربط دائماً فكرة اللقاح بالطفل كوسيلة لحمايته، لكن الطفل لا يحتاج وحده إلى اللقاح، بل هو ضرورة للبالغين أيضاً رغم أن كثراً لا يدركون ذلك.
إذ يسود اعتقاد أن الطفل هو أكثر من يحتاج إلى اللقاح لضعف مناعته وأن لا خطر على من هم أكبر سناً باعتبار أنهم اكتسبوا المناعة اللازمة التي تحميهم من الخطر عند تعرضهم لأي مرض فيروسي. في الواقع، يزداد خطر المضاعفات نتيجة أمراض كالجدري والحصبة مع التقدم في السن، خصوصاً أن الحماية التي نكتسبها من اللقاح تتراجع بعد سنوات وتصبح الجرعة التذكيرية ضرورية لتجديد المناعة ضد هذه الأمراض.
البروفسور اللبناني الاختصاصي في طب الأطفال فيليب شديد أوضح أن الجرعات التذكيرية ضرورية للبالغين لأن المناعة التي نكتسبها من اللقاح تخف مع الوقت، كما أن بعض الأمراض تكون أكثر حدة عندما تصيب البالغين منها عندما تصيب الأطفال وترتفع نسبة المضاعفات والوفيات في هذه الحالة.

- هل تعتبر أن الجرعات التذكيرية للقاحات ضرورة أم يمكن أن يكون اللقاح في الطفولة كافياً؟
تخف المناعة التي يعطيها اللقاح خلال سنوات. فعلى سبيل المثال تخف فاعلية لقاحات الجدري والحصبة والحميراء بعد 5 سنوات إلى 75 في المئة فيما تقارب 97 في المئة عند إجرائها.
لا تستمر الحماية طيلة الحياة، وتعتبر الجرعات التذكيرية ضرورية إذ أظهرت الدراسات أن نسبة الوفيات تتراجع بنسبة تراوح بين 65 و85 في المئة في حال أخذ جرعات عدة تذكيرية.
لذلك، تصبح الجرعة التذكيرية ضرورية بعد سنوات لأن الحماية الناتجة عن اللقاح لا تعود موجودة في ذاكرة الجسم.

- في حال الإصابة بمرض قبل الحصول على اللقاح أو الجرعة التذكيرية هل يمكن إجراء إي منهما مباشرةً والاستفادة من الفاعلية فوراً؟
في حالة الكزاز مثلاً، أي في حال التعرض للسعة حشرة أو لجرح أو اي عامل آخر يسبب الكزاز، وفي حال ظهور الاعراض، لا علاج للمرض ولا حل إلا بالسيطرة على الأعراض.
كما تجرى حقنة الكزاز، لكنها لا تحلّ محلّ اللقاح الذي يجب أن يعطى بجرعات خمس للأطفال ثم تعطى جرعات تذكيرية منه كل 10 سنوات.
علماً أنه بشكل عام، نسبة 95 في المئة من الأهل لا يعرفون تفاصيل عن اللقاحات التي أجريت لأطفالهم ليعطوا معلومات محددة.
وبالنسبة إلى مختلف الأمراض تكمن أهمية اللقاح بإجرائه في وقته. خفت الآثار الجانبية للقاحات إلى درجة أنها أصبحت شبه معدومة،خصوصاً أن بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تحصل أحيناً لا تذكر مقارنةً بالمناعة القوية التي يوفرها اللقاح.
على سبيل المثال للقاح الشهاق الجديد آثار جانبية أقل. قد يسبب ارتفاعاً في الحرارة بنسبة 10 إلى 20 في المئة بدرجة أقل من السابق.
اللقاحات الحديثة لها آثار جانبية أقل وتؤمن مناعة كبرى. حتى أن احتمال حصول ارتفاع في الحرارة صار أقل مما كان عليه في السابق.

- لكن، أليست لدى البالغين مناعة كافية للتصدي للأمراض التي يمكن التعرض لها والتي قد تكون أكثر خطراً في الطفولة؟
يسود اعتقاد بأن البالغ لا يعود عرضة للخطر عند مواجهة الأمراض التي تؤخذ لها لقاحات والتي تكون أخطر في الطفولة.
في الواقع تكون بعض الأمراض كالجدري أخطر عند التعرض لها في سن متقدمة، رغم كون احتمال التعرض لها يكون أكبر في سن صغيرة .
إلا أن صعوبتها في سن صغيرة تكون أقل وتزداد المضاعفات صعوبة في سن كبرى.
لكن يمكن أن تختلف طبيعة المضاعفات بين طفل وراشد. فمع التقدم في السن يمكن أن يسبب الجدري مضاعفات خطيرة وصعبة كذات الرئة وأعراض أكثر حدة في الجلد.
لكن لا بد من التوضيح انه مع ظهور لقاح الجدري مثلاً انخفضت نسبة الوفيات الناتجة عن المرض ومضاعفاته 97 في المئة. علماً أنه عند التعرض للمرض مرة يصبح الشخص أو الطفل محمياً بنسبة كبرى.

- هل تزول فاعلية كل اللقاحات بعد المدة نفسها؟
تزول فاعلية لقاح شلل الأطفال بعد 10 أو 15 سنة. أما لقاحا الكزاز والخناق فتجرى الجرعة التذكيرية لهما بعد 10 سنوات.
لكل لقاح مدة فاعلية معينة تختلف عن اللقاحات الباقية. لكن المناعة تخف فيها كلّها في حال عدم إجراء جرعة تذكيرية.
مع الإشارة إلى أن اللقاحات الحديثة لها آثار جانبية أقل وتوفر مناعة كبيرة. حتى أن احتمال حصول ارتفاع في الحرارة صار أقل مما كان عليه.


مبررات للقاح البالغين

1 زوال مفعول اللقاح: فبعد سنوات من إجراء اللقاح تخف الحماية التي يؤمنها إلى أن تزول نهائياً . فلا يعني إجراء لقاح في الطفولة أن الحماية أصبحت مؤمنة طيلة الحياة. تحتاج بعض اللقاحات إلى جرعات إضافية بعد سنوات من إجرائها كلقاح الكزاز مثلاً .

2 إجراء اللقاح يحمي أطفالك: ينصح بلقاحات معينة للأشخاص الذين يعتنون بأطفال رضّع، خصوصاً إذا لم يحصل الأطفال على الجرعات المطلوبة من اللقاحات، منها لقاح الأنفلونزا الذي لا يجرى للأطفال الذين هم دون سن 6 أشهر.

3 بعض اللقاحات تجرى للبالغين فقط: تعتبر الزوناHerpes Zoster إحدى الحالات التي تتطلب لقاحاً في سن متقدمة كون خطر الإصابة بها يرتفع مع التقدم في السن. لذلك ينصح بإجراء اللقاح لمن تعدوا سن 60 سنة.

4 الحاجة إلى اللقاح عند السفر: ثمة أمراض كثيرة يمكن التعرض لها في السفر. فعلى سبيل المثال ينصح بلقاح الحمى الصفراء قبل السفر إلى البلدان الأفريقية وإلى أميركا الجنوبية. كما تفرض المملكة العربية السعودية لقاح meningococcal المرض الفيروسي المسبب للسحايا، في فترة الحج.

5 الكل يحتاج إلى لقاح الأنفلونزا: تنصح الCDC (مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها) بأن يجري الكل لقاح الأنفلونزا بعد سن 6 أشهر، إلا في حال وجود مشكلة صحية تحول دون ذلك.

6 تم تطوير لقاحات جديدة للبالغين: ثمة لقاحات متطورة ينصح بها للبالغين، فعلى سبيل المثال وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية FDA على لقاح ال (Human Papillomavirus) HPV الأول عام 2006.

7 العمل في مجال العناية الصحية: يتعرض العاملون في المجال الطبي إلى الكثير من الأمراض والالتهابات . لذلك، من الضروري أن يحصلوا على مختلف اللقاحات للحصول على الحماية اللازمة، إضافةً إلى لقاح الأنفلونزا . ومن اللقاحات التي يجب أن يحصلوا على جرعات إضافية منها بعد سنوات، لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والكباد «ب».

8 في حال الإصابة بالربو أو أمراض القلب أو الرئتين أو السكري أو غيرها من الأمراض المزمنة، أو في حال التدخين، وأيضاً في حال وجود مسببات لضعف المناعة، يساعد لقاح Pneumococcal على توفير الحماية من ذات الرئة وداء السحايا والتهابات الدم التي تسببها عقدية ذات الرئة Streptococcus Pneumoniae.

9 عدم الحصول على كل اللقاحات اللازمة في الطفولة: في حال عدم الحصول على كل اللقاحات المطلوبة في الطفولة، من الضروري الحصول عليها لاحقاً، خصوصاً انه في الماضي كانت اللقاحات تعطى بشكل مختلف عن طريقة إعطائها اليوم.

10 على مثال الأطفال: كما أن الطفل يلزم بالحصول على اللقاح، ولتأكيد الأهل أهمية اللقاح بالنسبة للطفل، يجب أن يحصلوا عليه أنفسهم.