رامي عياش: المخرجة إنجي جمال من اكتشافي أنا!

هنادي عيسى 03 مارس 2018

يتمتع الفنان رامي عياش بصفات الفنان الشامل، فهو إضافة الى وسامته، يمتلك صوتاً قوياً، وموهبة فذّة في التلحين والغناء. خاض مجالات عدة، منها التمثيل من خلال مشاركته في فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني.
لكن، هل يخوض عياش التجربة مرة أخرى؟ وماذا تحوي جعبته الغنائية بعد إصداره أغنية منفردة بعنوان «في مكان ما»؟


- أصدرت اغنية منفردة بعنوان «في مكان ما»، هل ستصوّرها فيديو كليب؟
سأصوّرها مع المخرجة إنجي جمال، في تعاون هو الثالث بيننا، بعدما صوّرنا معاً أغنيتَي «مجبور» و«جبران».

- أغنية «في مكان ما» جميلة جداً، لكن لماذا لا تروّج لها في الإذاعات والانترنت؟
الأغنية وصلت إلى الناس الذين أحبّوها، وأنا بطبعي لا أحبّ بثّها حوالى 20 مرة يومياً عبر أثير الاذاعات، لأن هذا الأمر يُشعر المستمعين بالملل.
ومنذ انطلاقتي في عالم الفن وأنا أرفض هذه الطريقة في تسويق الأغاني، وأعتقد أن رفضي لهذا الأسلوب هو السبب في استمرار نجاح أغنياتي.

- «أمير الليل» أغنية عدا عن أنها جميلة، لكن بثّها بشكل يومي من خلال تتر المسلسل جعلها محفورة في أذهان المشاهدين؟
حدث ذلك بسبب عرض المسلسل الدرامي يومياً. وكما أكدت، أنا لا أحبّ بث أي أغنية مراراً عبر أثير الاذاعات، فهذا يُحبط العمل الفني الذي تترافق معه. لكن للأسف، كل هذا لا ينفع لأن أي أغنية تموت بعد أسبوع من بثّها.

- ما الأسباب التي أدت الى خفوت وهج أي أغنية جديدة بعد مرور أيام معدودة على صدورها؟
يحصل هذا لأن الأغنيات الصادرة حديثاً لا تتضمن أي جمل موسيقية جديدة. الناس بحاجة إلى نغمات مبتكرة، علماً أن عدد النوتات الموسيقية هو سبع فقط، لكن في إمكان أي ملحن أن يصنع مليون قالب جديد للأغنية من خلال هذه النوتات السبع.
لكن يبدو أن المطربين خائفون من التجديد، فهم حين ينجحون في عمل أو لون غنائي معين، يستمرون في الدوران حوله، وهذا يُصيب المستمع بالملل. والأسوأ من ذلك، أن جمهور الفنان، وخوفاً على مشاعره، لا يصارحه بحالة الملل من أعماله التي تسير على المنوال نفسه.
وأؤكد أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل معي، لأنني أستغرق أشهراً من العمل المتواصل كي تبصر أغنياتي النور، وتحقق النجاح الباهر.

- هل لا تزال للفنان اللبناني قاعدة جماهيرية عريضة في العالم العربي؟
خُلقت الجماهيرية من أجل الفنان اللبناني، فهي تليق به، وهو الذي علّم العالم العربي معنى الجماهيرية. ربما أقصوا المطربين اللبنانيين عن بعض المهرجانات، وهذا خوفاً منهم لا أكثر ولا أقل.

- ذكرت أن الناس بدأوا يملّون من المطربين الذين يعيشون على أمجاد الماضي، لأن أعمالهم الجديدة عادية ولا ترقى الى مستوى قديمهم الفني؟
المطرب الذي يحيي نحو 20 مهرجاناً في موسم الصيف في بلد صغير كلبنان، حتماً سيشعر الناس بالملل من أغانيه القديمة، فالمطرب ليس صوتاً جميلاً فقط، بل مطلوب منه الإبداع في فنه. لذا، أُفضّل إحياء ثلاثة مهرجانات لا أكثر في بلدي، وعلى فترات متباعدة كي يبقى الإقبال جيداً على أغنياتي.

- أنت خريج برنامج «استديو الفن»، ومعظم النجوم الموجودين على الساحة الفنية اللبنانية هم خرّيجو هذا البرنامج، أما الباقون فقد غابوا عن المشهد الفني، ما السبب في رأيك؟ علماً أن هناك عدداً كبيراً من برامج المواهب...
بصراحة، برنامج «استديو الفن» الذي عُرض مع بداية الألفية الثالثة لم ينجح بسبب انتشار برامج مواهب أخرى منافسة، مثل «ستار أكاديمي» و«سوبر ستار» وغيرهما.
ورغم أن هذه البرامج تجارية، لكنها ألحقت الضرر بالبرنامج الأساسي، وهو «استديو الفن» الذي انطلق في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان الفن اللبناني بألف خير. ومع ذلك، أنا اليوم فخور بأن النجوم المسيطرين على الساحة الغنائية العربية هم الفنانون اللبنانيون، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

- إلامَ تحتاج الأغنية اللبنانية كي تتطور؟
عدم تطور الأغنية اللبنانية يعود الى المطرب نفسه، فهو الذي يذهب إلى أحد الملحنين فيسمعه سبعة ألحان ليشتري أربعة منها... في رأيي، هذا ليس فناً.
فعلى الفنان أن يبذل جهداً ذاتياً ويترك بصمة تميّزه في عالم الفن. صدقاً، أنا أمكث في الاستديو ستة أشهر كي أصنع أغنية واحدة، وأُقيم ورشة عمل حقيقية مع الملحنين والموزعين. الفن يحتاج الى السخاء في الإنتاج، كي يستمر النجوم في تألقهم.

- في رأيك، هل أساء المطربون اللبنانيون الى أنفسهم بعدما تبعوا «موضة» علي وحسين الديك؟
أكنّ لحسين وعلي الديك كل الاحترام والتقدير، وبصمتهما الفنية المميزة جعلت كبار المطربين يسيرون على خطواتهما، وهذا يدل على ذكائهما المتوقد.

- تحضّر اليوم لألبوم جديد، هل ترى أن موجة الألبومات لا تزال سائدة أم أن الأغنية المنفردة أصبحت الأجدى حالياً؟
أُحضّر حالياً لأكثر من عشر أغنيات، لكن ربما أصدرها كلها في ألبوم كامل، أو متفرّقة.

- مع من ستتعاون من الملحنين والشعراء؟
لا شك في أنني سأتعاون مع الأشخاص الذين حققت معهم نجاحاً في السنوات الأخيرة، وهم: نزار فرنسيس، جان ماري رياشي، داني حلو، موريس طويلة، منير عساف ومحمد يحيى، إضافة الى ألحاني الخاصة. كما سأتعاون مع الملحن نور الملاح الذي غاب طويلاً عن عالم التلحين.

- بعد نجاحك في مصر بأغنية «بحب الناس الرايقة» وإحيائك عشرات الحفلات هناك، لماذا لم نشهد لك أغنية مصرية موازية لهذا النجاح؟
منذ إصداري أغنية «قلبي مال» في عام 2002 وإلى اليوم وأنا أُحيي عشرات الحفلات في مصر، لكن نجاح «بحب الناس الرايقة» لم يبلغه أي عمل فني في العالم العربي، فمثل هذه الأغنية التي تنتمي الى اللون الطربي- الشعبي لا تتوافر دائماً.

- بمجرد استماعه الى أغنية معينة، هل يعرف المطرب أنها ستنجح أم لا؟
أولاً، النجاح والتوفيق من الله سبحانه وتعالى. وبالطبع يجب أن تتوافر للأغنية شروط النجاح لكي تحقق الانتشار المطلوب.

- صوّرت مشاهد عدة من مسلسل «حبيبي اللدود»، وبعد يوم واحد من بدء التصوير أعلنت انسحابك، وقيل إن السبب هو خلافك مع المنتج حول بطلة العمل؟
أولاً، صوّرت مشهداً واحداً من المسلسل ثم أعلنت انسحابي، لكن ليس بسبب بطلة العمل بشكل خاص، فهناك عوامل عدة، أهمها أنني كنت متفقاً مع المنتج إميل طايع على نقاط عدة، لكن الاستعجال في كل الأمور اضطرني الى الانسحاب من العمل. وفي ما بعد، اتفقت مع المنتج وكاتبة العمل منى طايع على أن نتجاوز هذا المسلسل، والتعاون في عمل آخر، خصوصاً أن علاقة صداقة وطيدة تجمعني بهما.

- اجتمعت أخيراً مع المنتج زياد الشويري، هل تنوي تقديم عمل تلفزيوني درامي معه؟
لا شيء رسمياً بعد، لكن علاقتي جيدة بالجميع، وتربطني بزياد الشويري علاقة مودة قبل أن أتعرف إلى منى وإميل طايع.

- قدّمت فيلماً في مصر بعنوان «باباراتزي» مع الممثلة إيمان العاصي، ولعبت بطولة مسلسل «أمير الليل»، هل أنت مقتنع بنفسك كممثل؟
لا أستطيع أن أُقيّم نفسي في التمثيل، لأن المشاهد هو الذي يحكم على موهبتي بالفشل أو النجاح. وبالنسبة إليّ، كانت التجربتان ناجحتين، سواء في السينما أو التلفزيون.

- هل تتلقّى دروساً في التمثيل؟
لا، بل أعتمد على عفويتي أمام الكاميرا.

- لكنّ أداءك التمثيلي في «أمير الليل» عرّضك لانتقادات كثيرة...
سمعت بهذه الانتقادات، لكنها لا تهمني، لأن نجاح المسلسل كان مدويّاً.

- لا شك في أن «أمير الليل» نجح في لبنان، لكن ألا تعتقد أن اسمك كان يمكن أن يساهم في بيعه لمحطات تلفزيونية عربية؟
كانت المشكلة لدى المنتج إميل طايع الذي وضع شروطاً تعجيزية رفضها أصحاب المحطات التلفزيونية العربية. يكفي أن «أمير الليل» حقق نجاحاً كبيراً في لبنان، وهذا يُسعدني كثيراً.

- ماذا عن جديدك في مجال التمثيل في مصر؟
أُحضّر حالياً لفيلم سينمائي لبناني- مصري مشترك.

- هل أنت راضٍ عن مخرجي الكليبات في لبنان أم أننا بحاجة الى جيل جديد؟
راضٍ تمام الرضا عنهم، فالمخرج فادي حداد أبدع في كليب «يلا نرقص»، أما المخرجة إنجي جمال فشهادتي بها مجروحة لأنها من اكتشافي أنا.

- لماذا لم تتعاون مجدداً مع المخرج سعيد الماروق؟
لم أعد أتعامل معه، فعلى المخرج أن يدهشني في أعماله كي أُجدّد تعاوني معه.

- كيف تصف حياتك الزوجية بعدما أصبحت أباً؟ ذلك أن العلاقة بين الزوجين تختلف بعد الإنجاب...
بالطبع، بعد الإنجاب يختلف إيقاع الحياة الزوجية، لكن الحب والاحترام يبقيان، وأؤكد أن الأهل يتعبون ويعانون في تربية أولادهم، والطفل الثاني الذي تحمله زوجتي داليدا في أحشائها سيزيد أواصر الحب واللُّحمة بين أفراد عائلتي الصغيرة.

- بمَ تشعر خلال غيابك عن عائلتك لفترة طويلة؟
لا أبتعد كثيراً عن عائلي، فأسفاري في الغالب لا تتعدى اليومين، وبعدها أعود إلى بيتي وعائلتي. أما الجولات الفنية الطويلة التي تُقام في عالم الاغتراب فلا أُحبّذها.