الشاشات الذكية.. أضرار لا تنتهي

27 فبراير 2018

سنان العرب    

تعددت الشاشات، والأضرار واحدة. آلام في الرقبة والكتف، صداع في الرأس، أرق، صعوبة في التركيز، إجهاد وجفاف في العين، وعدم وضوح في الرؤية، وغيرها من المشاكل الصحية التي قد تصيب شبكة العين، وتلحق بها أضرارًا بالغة على المدى الطويل.

مزيد من الأضرار
يحذر المختصون بالبصريات، من التعرض للأضواء المنبعثة من شاشات الهواتف الذكية، واللوحات الرقمية، والحاسوب، وبخاصة في ساعات الليل، حيث يمنع الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الدماغ من الإفراج عن هرمون الميلاتونين، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في المخ، والذي يساعد على النوم حين تواجه عينا الإنسان الظلام ويشعر بالنعاس. كما يمكن للكميات الزائدة من الضوء الأزرق أن تسبب أمراضًا أخرى، مثل الإجهاد البصري.
وبحسب دراسة حديثة نشرها موقع " بيزنس إنسايدر"، وجد العلماء أن استخدام الهاتف المحمول بعد إطفاء الضوء، يسبب مزيدًا من الأرق، كما تحتوي الأجهزة الذكية على الكثير من الأنشطة المنبهة للعقل، مثل الأخبار وشبكات التواصل. فالإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن شاشات الأجهزة، تمنع مستخدمها من الاستمتاع بليلة هادئة.
ووفقاً لدراسات نشرتها جامعة "هارفرد"، ربط العلماء بين العمل في الليل والتعرض للضوء ليلاً، وبين سرطان الثدي والبروستات والسكري وأمراض القلب والسمنة. 

القاعدة
وينصح المختصون والأطباء بتخفيف إضاءة الهاتف وجعلها معقولة لتجنب عضلات العينين، وبخاصة في ساعات الليل، للوقاية من امراض العين عند استعمال الهاتف المحمول، واتباع قاعدة (20 -20 -20)، التي تنص على ضرورة أخذ استراحة عند استعمال الهاتف المحمول أو عند استعمال أي شاشة رقمية لمدة 20 ثانية، كل 20 دقيقة، والنظر لمسافة بعيدة بمقدار 20 قدماً (6.096 متراً).

ناقوس الخطر
"الاستهلاك المفرط للهواتف، واللوحات الرقمية يبطئ تطور اللغة لدى الأطفال، وله صلة باضطراب نقص الانتباه"، بحسب أطباء عددوا التأثيرات السلبية للشاشات الرقمية على الأطفال، كما يزداد الخطر مع زيادة عدد الأطفال، الذين يلعبون بهواتف أهلهم، وهو ما يدق ناقوس الخطر.
لم تعد القصص المصورة والملونة موجودة بين أيدي الأطفال، واستبدلت بالأجهزة الذكية الإلكترونية، التي تجعلهم أكثر عرضةً لتأخير مهارات النطق، بحسب البحوث الجديدة التي تم تقديمها في اجتماع الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لعام 2017.
وأظهرت تلك البحوث أن 20 في المئة من الأطفال، لديهم متوسط استخدام جهاز إلكتروني محمول يوميًا لمدة 28 دقيقة. واستنادًا إلى أدوات فحص تأخر مهارات اللغة، وجد الباحثون أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل مستخدمًا شاشة إلكترونية محمولة، كلما كان تأخر الطفل في الكلام واستخدام اللغة التعبيرية واردًا.
ووجدت الدراسة أنه مع كل زيادة مدتها 30 دقيقة أمام الشاشة المحمولة، يزداد خطر تأخر الكلام بنسبة 49 في المئة، في حين لم يتم تأكيد صلة واضحة بين مدة استخدام شاشة الجهاز المحمول، وتأخر مهارات التواصل الأخرى، مثل لغة الجسد أو الإيماءات.
ونتيجة هذه الأرقام، ينصح الأطباء الآباء الذين لديهم أطفال صغار يستهلكون الأجهزة الرقمية بشكل كبير، أن يستشيروا المختصين لتجنيبهم خطر الوقوع في الإدمان الالكتروني.