كيف تتجنب شر القاتل الصامت؟

01 مارس 2018

هبة الحياه عبيدات    

9.4 مليون شخص يلقون حتفهم حول العالم سنويًا، بسبب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية. كما يصيب ارتفاع ضغط الدم، أو ما يسمى "القاتل الصامت" واحدًا من بين كل خمسة بالغين.

ويرجع سبب تسمية ارتفاع ضغط الدم بـ"القاتل الصامت" إلى أن معظم المصابين بفرط ضغط الدم لا يظهرون أعراضًا إطلاقًا، ولكنه يتسبب أحيانًا في ظهور أعراض مثل الصداع، وضيق التنفس، والدُوار، وألم الصدر، وتسارع دقات القلب، والنزيف من الأنف.

وتعرف منظمة الصحة العالمية ارتفاع ضغط الدم بأنه "اعتلال تحدث فيه زيادة مستمرة في الضغط داخل الأوعية الدموية، ما يجعلها تحت إجهاد مرتفع"، ومع ضربات القلب المستمرة، يضخ الدم في الأوعية التي تحمل الدم في الجسم. وينشأ ضغط الدم عن قوة دفع الدم أثناء ضخه من القلب، وكلما ارتفع ضغط الدم اشتد ضخ القلب للدم.

وأشارت دراسة نشرت عام 2017 بمجلة "The Lancet" العلمية، وشملت 200 دولة تحت عنوان "الاتجاهات العالمية في ضغط الدم من عام 1975 - 2015" ، إلى زيادة أعداد المصابين بارتفاع ضغط الدم، بنسبة الضِّعف خلال الـ40 عامًا الماضية، لتصل إلى أكثر من بليون مصاب حول العالم في 2015.

وقامت الدراسة بتحليل نتائج 1479 دراسة استقصائية، شملت أكثر من 19 مليون بالغ، لاحظ الباحثون خلالها ارتفاع الإصابة بارتفاع ضغط الدم، في الدول الأقل دخلاً، مثل دول جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء.

وفي عام 2013 أصدر البنك الدولي، تقريرًا عن العبء العالمي للأمراض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أظهر زيادة في معدلات الأمراض غير المعدية في المنطقة، مثل أمراض القلب التي زادت بمقدار 44 في المئة، وارتفاع ضغط الدم الذي زاد بمعدل يصل إلى 59 في المئة، خلال الفترة بين عامي 1990 و2010.

ضغط الدم الطبيعي
ويعرَّف ضغط الدم الطبيعي للشخص البالغ وفق منظمة الصحة "بأنه ضغط الدم الذي يبلغ 120 مليمتراً/ زئبق مع دقة القلب (ضغط الدم الانقباضي) و80 مليمتراً/ زئبق مع ارتخاء القلب (ضغط الدم الانبساطي)".
وعندما يبلغ ضغط الدم الانقباضي 140 مليمتراً/ زئبق أو أكثر و/ أو يبلغ ضغط الدم الانبساطي 90 مليمتراً/ زئبق أو أكثر يُعتبر ذلك زيادة أو ارتفاع في ضغط الدم.

عوامل مساعدة للإصابة
دراسة "The Lancet"، عددت عوامل الخطر التي تتسبب في الإصابة بارتفاع ضغط الدم وهي: التقدم في السن، والتاريخ المرضي للعائلة، والزيادة في الوزن والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، والتدخين، وكذلك اتباع نظام غذائي غير متوازن يحتوي على كميات عالية من أملاح الصوديوم، وكميات قليلة من أملاح البوتاسيوم وفيتامين (د)، إضافة إلى الضغط العصبي.

المخاطر
كلما ارتفع ضغط الدم زادت مخاطر تضرر القلب والأوعية الدموية في أعضاء رئيسية، مثل الدماغ والكُلى، حسب منظمة الصحة. ويُعد ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الرئيسي لأمراض القلب، والسكتة الدماغية، ويسبب أكثر من 12 في المئة، من مجموع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية.
ويمكن أن يتسبب ضغط الدم داخل الأوعية الدموية بتسرب الدم إلى الدماغ، فتحدث السكتة الدماغية، كما أن فرط ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكُلوي والعمى، وضعف الإدراك.


الوقاية
تشير منظمة الصحة إلى خمس خطوات عملية لتقليل احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم:

1- النظام الغذائي الصحي
باتباع نمط حياة صحي، والتركيز على التغذية السليمة للرضع، وصغار السن، وتقليل تناول الملح إلى أقل من 5 غرامات في اليوم، وتناول خمس حصص من الفاكهة والخضروات يومياً، وتقليل مدخول الدهون الكلية والمشبعة.

2 - تجنب تعاطي الكحول

3 - التوقف عن تعاطي التبغ، والتعرض لمنتجاته

4 - النشاط البدني
بممارسة النشاط البدني بانتظام وتشجيع الأطفال وصغار السن على ممارسة النشاط البدني، 30 دقيقة يومياً على الأقل، والحفاظ على وزن طبيعي.

5- التغلب على الإجهاد بطريقة صحية
سواء بواسطة التأمل والتمارين البدنية الملائمة والتواصل الاجتماعي الإيجابي.


خطوات دولية للحد من ارتفاع ضغط الدم

أصدرت كل من رابطة القلب الأميركية، والكلية الأميركية للقلب عام 2017، مجموعة من الإرشادات للوقاية، ومتابعة، وتقييم ومعالجة ارتفاع ضغط الدم، معتبرة أن عتبة تشخيص المرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم، هي ما فوق 130 على 80 مليمتراً/ زئبق، بخلاف الإرشادات السابقة التي تعتبر تلك العتبة ما فوق 140 على 90 مليمتراً/ زئبق.

بينما اتخذت السلطات الكويتية إجراءً جريئًا عام 2013 للحد من محتوى الملح في أكثر أنواع الخبز انتشارًا، بالعمل مع المخابز الرئيسية في البلاد. وجاء القرار بعد أن أظهرت النتائج عام 2010 أن ربع الكويتيين من الذكور والإناث البالغين من العمر 20-49 عامًا، يعانون من فرط ضغط الدم، وكان أكثر من 60 في المئة من الكويتيين الذكور البالغين من العمر أكثر من 50 عامًا، يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وكان أحد الأسباب التي تقف وراء ذلك أن الكويتيين البالغين يتناولون في المتوسط ما بين 12 و15 غراماً من الملح يومياً، وهو ما يزيد عن الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، وهو 5 غرامات يوميًا للشخص البالغ.