لم يُعتبر الفُشار مصدراً للسعادة؟

05 مارس 2018

يُربط عادةً بين الفُشار والسُمنة لذا يُنصح بعدم تناوله لتجنب الوزن الزائد. ولعلّ تناول هذه الوجبة الخفيفة في النزهات، أو عند الاسترخاء أمام شاشة التلفزيون أو في السينما، يُحيل حبات الذرة التي حوّلتها الحرارة المرتفعة إلى حبات قطنية بيضاء شهية إلى واحدة من مسببات الزيادة في الوزن في الأذهان، لا سيما وأن إعدادها بالزيت، أو السمن، أو الزبدة، يجعل منها وجبة دسمة فعلاً. ومن ثم جاءت النكهات المبتكرة للـ pop-corn كالشوكولاتة، والكاراميل، لتعطيه "الصيت" الشائع بحسب ما يؤكّد "المنطق.

آمنة منصور

قد لا يكون محبو الفُشار بحاجة إلى حضّ أو تشجيع على تناوله من خلال تعريفهم إلى فوائده، ولكن هؤلاء مع أولئك الذين أقلعوا عن تناوله تحت تأثير الشائعات، ستعنيهم تفاصيل الإجابة على السؤال التالي: هل يُعدّ الفُشار مصدراً للسعادة؟.

متعة الإعداد والأكل

متى نأكل الفُشار؟. غالباً في المناسبات السعيدة كأعياد الميلاد، والحفلات، أو النزهات العائلية، وفي المنزل خلال استقبال الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم ممتع.

والفُشار في هذا الإطار هو جزء من الإحتفالية، ومتعته لا تقتصر على مرحلة الأكل، بل الإعداد أيضاً حيث سهولة التحضير التي يتخللها انتظار فرقعة الحبات الواحدة تلو الأخرى.

ماذا عن السعادة بالمفهوم العلمي؟

يؤثر الفُشار على مستوى هرمون السيروتونين أي هرمون السعادة. وبالتالي فهو يساعد على تنبيه خلايا المخ تماماً كالمنبهات، دون أن يرفع دقات القلب، وهذا على المدى القصير. أما على المدى الطويل، فإن دراسة أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة سكرينتونسكوم الأمريكية، كشفت عن فوائد صحية عديدة لتناول الفُشار منها وبناءً على ما يحتويه من كمية كبيرة من مضادات الأكسدة: "مقاومة الأمراض وهزيمة خلاياها، وتحسن أداء الجهاز المناعي في الجسم، وحماية الجسم من مختلف أنواع الأورام الخبيثة والالتهابات".

وقد شرح العالم جو فينسون، أحد أعضاء المجموعة، أن "الفشار يحتوي على تركيزات عالية من البولينيفول الموجودة في الخضروات والفاكهه والشيكولاته، والتي تحمي خلايا الجسم من التلف، وتقي من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان". موضحاً أن الـ pop-corn "يحتوي على نسبة عالية من الحديد".

وتابع: "تناوله يساهم في القضاء على الأنيميا وفقر الدم، بالإضافة إلى احتوائه على الألياف الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي، فضلاً عن ضبط معدل السكر في الدم بشكل طبيعي".

الحفاظ على الرشاقة

يُشكل الوصول إلى الوزن المثالي أو الحفاظ على الرشاقة هدفاً يؤثر في طريقة تفكير الأفراد وفي سلوكهم اليومي ريثما يبلغونه ويحققون السعادة والرضا عن الذات. ولأن الفُشار وجبة خفيفة ذات سعرات حرارية قليلة، إذا ما أُعدّت على البخار أو في الفرن الكهربائي، بالإمكان تناولها كـ "سناك صحي" بديل عن المقرمشات عالية السعرات، لتخفيف الشعور بالجوع، لأنه يعطي إحساساً بالشبع.

وفي هذا الإطار، تحدّثت كبيرة أخصائيي التغذية في جامعة "سانت جورج" في بريطانيا كاثرين كولينز، عن فوائد صحية عديدة للفشار، لا سيما على من يتّبعون حميات غذائية لتخفيض الوزن. إذ نقلت صحيفة "دايلي مايل" عنها القول أن "الكثير من الناس لا يعرفون بأن الفُشار هو من الحبوب الطبيعية الكاملة، وقد أظهر فعالية في تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، ومجرد 30 غراماً منه، أي علبة صغيرة كالتي يتم شراؤها في السينما، تعادل حصة يومية من الأرز الأسمر، أو الباستا من القمح الكامل".

كولينز التي أشارت إلى أن "الفُشار يحتوي على ألياف ثلاث مرات أكثر من حبوب عباد الشمس"، رأت أن ذلك "يساعد من يسعون لتخفيض وزنهم على الشعور بالشبع لفترة أطول"، كاشفةً أن الـ pop-corn "يقوم بموازنة معدلات السكر في الدم، ولذا لا شعور بالحاجة لتناول وجبات من السكريات، كما أنه يخفض الكوليسترول السيّء، ويعطي جرعة من الفيتامين "ب" ما يرفع معدلات الطاقة في الجسم".