الدكتورة إيناس عبدالدايم: أشعر بسعادة ومسؤولية كبيرة وأدرك ضرورة وجود فكر مختلف

طارق الطاهر (القاهرة) 10 مارس 2018

منذ عام2013 ، يتردد اسم إيناس عبدالدايم بقوة مع كل تغيير وزاري، لتولّي وزارة الثقافة، وفي كل مرة لا تؤدي اليمين الدستورية، لكن لخبرتها وحسن إدارتها تستمر رئيساً لدار الأوبرا المصرية، إلى أن تولت المنصب منذ أيام قليلة، كأول سيدة تجلس على هذا المقعد، منذ إنشاء الوزارة في عهد ثورة تموز/يوليو 1952، خلفاً للكاتب الصحافي حلمي النمنم، الذي تولى منصب الوزير مدة تقترب من العامين ونصف العام.


الدكتورة عبدالدايم من الأسماء التي يعرفها المثقفون والفنانون في شكل كبير، وبينها وبينهم ثقة متبادلة، بل ثاروا من أجلها، حينما حاول الدكتور علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة في حكومة الإخوان المسلمين المنحلة، إبعادها عن رئاسة الأوبرا، فاعتصموا في مقر الوزارة، حتى قامت ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، ليغادر علاء والإخوان مقاعدهم، وتبقى إيناس عبدالدايم رمزاً من رموز ثورة يونيو على المستويين الثقافي والفني.

- كأول سيدة تشغلين هذا المنصب الرفيع، ما هو شعورك إزاء هذه المسؤولية؟
شعرت بسعادة شديدة كوني أول سيدة تتولى أمر هذه الوزارة المهمة والمؤثرة في الوجدان، وبمقدار سعادتي تأتي المسؤولية الكبيرة التي أتمنى أن أقوم بها بمساعدة الجميع، هذه المسؤولية تنبع من إحساسي بأن هذه المرحلة تحتاج إلى فكر مختلف، فكر يقوم على تعظيم دور الوزارة الخدمي، لكن في الوقت نفسه لا بد من أن تجلب قطاعات بعينها في الوزارة موارد ذاتية أكثر، حتى نستطيع أن نؤدي أدوارنا ونتوسع في تنفيذ أفكارنا الطموحة.

- لك تجربة حية في تنمية موارد الأوبرا وفي الوقت نفسه تقدمين نشاطات كثيرة مجانية!
الدوران لا يتعارضان مع بعضهما، فخلال الأعوام التي توليت فيها الأوبرا، أقمنا الكثير من الحفلات الجاذبة، واستقبلنا فرقاً عالمية، بل وشاركنا عدداً من هذه الفرق في تقديم حفلات مشتركة، وهذا يشير إلى المستوى الرفيع للفنان المصري. ومن ناحية أخرى، استطاعت الفرق الغنائية في الأوبرا أن تجذب الجمهور، ورفعنا كثيراً لافتة «كامل العدد»، كما قمنا بالعديد من النشاطات الجاذبة لمختلف قطاعات المجتمع، هذا جوهر ما قمت به في الأوبرا، وأتمنى أن أستطيع تنفيذه في قطاعات أخرى، تسير في شكل جيد الآن، ولها أيضاً نجاحاتها، لكنني أطمح إلى مزيد من التكامل بين القطاعات المختلفة مثل: الأوبرا، قطاع الفنون الشعبية، السيرك... وأن تحقق هذه القطاعات توازناً بين النشاط الخدمي والفعاليات التي تدرّ موارد جديدة.

- إذاً، ماذا تقصدين من هذا التوجه؟
بصراحة شديدة، المرحلة تحتاج إلى فكر مختلف يقوم على التواصل والتكامل بين القطاعات المختلفة، وأن نضع نصب أعيننا أن نقدم فنوناً في الخارج بكثافة أكبر مما هي عليه الآن.

- ما آخر الملفات التي قمت بدراستها؟
في الحقيقة هما ملفان مترابطان، الدورة الـ49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي امتد في الفترة من 27 كانون الثاني يناير إلى 10 شباط فبراير، وحلّت فيها الجزائر بثقافتها وفنونها وتراثها ضيفة عزيزة علينا، كما أن المحور الرئيسي للمعرض لهذا العام اعترض لقضية مهمة، بل ومصيرية بالنسبة إلينا على كل المستويات، وهذه القضية هي كيف تستعيد مصر دورها كقوة ناعمة. كما أطمح الى أن نتوسع في إقامة النشاطات الفنية في المعرض. أما الملف الثاني المرتبط بالملف الأول، فهو اختيار مصر ضيف شرف في معرض المغرب الدولي للكتاب، الذي بدأت فعالياته في الثامن من شباط الماضي.

- ألا توجد ملفات أخرى؟
بالتأكيد يوجد ملف مهم للغاية، ومتّسق مع ما سبق وذكرته، وهو الملف الخاص بالحِرَف التقليدية والتراثية، فلدينا أمهر الحرفيين، سواء التابعين لهيئة قصور الثقافة أو قطاع الفنون التشكيلية، وكذلك صندوق التنمية الثقافية، ولا بد أن تتكامل الجهود، وأن نقيم خطة لدفع العمل بهذه الحرف الى الأمام، ونضع خططاً تسويقية لهذا الكنز، الذي لم يُستغل من وجهة نظري، بما يناسب تميزه وتفرده.

- هل سنرى الدفع بوجوه نسائية في مواقع مختلفة في الوزارة؟
بالتأكيد، ليس فقط العنصر النسائي، بل سيكون للشباب دور في نشاطاتنا وخططنا.