في الأربعين عيشي المغامرة في هذه الأماكن

ديانا حدّارة 11 مارس 2018

كثيرات منّا يرغبن في الاحتفال بعيدهن الأربعين، في مكان فريد من نوعه طالما أجّلن زيارته.
فلمَ لا تبدئين عقدك الأربعيني في إجازة تشحنين سنواتك المقبلة بذكريات جميلة تحمل ذروة أحاسيسك في مغامرات تعيشينها بكل تفاصيلها عندما تبلغين اليوبيل الذهبي، ولا تندمين على أنك لم تزوريها! يمكننا دائمًا أن نحلم بكل شيء، أن نعيش تجربة ولو ليوم واحد...

إجازة على جزيرة في بالي
في فيلم Eat Love Pray كانت بالي المحطة الأخيرة لإليزابيث غيلبرت التي جسّدت دورها جوليا روبرتس أثناء بحثها عن السلام الفطري والتوازن في الحب الحقيقي، اللذين تبحث عنهما كل امرأة.
فلمَ لا تبدئين عقدك الأربعين من المكان الذي أنهت فيه غيلبرت رحلتها في هذه الجزيرة الأندونيسية، وتحزمين حقيبة السفر وتحلّقين نحو بالي التي تشتهر بشواطئها الرملية اللؤلؤية، ومعابدها التي تطفو على المنحدرات، وحقول الأرز الخضراء، والبراكين المهيبة! فهنا كل تفصيل يغري النفس التوّاقة إلى التحرّر من عبودية الحياة المعاصرة.
سوف تجدّدين روحك بسرعة كبيرة في هذا المكان الهادئ المسالم. قلب بالي، هو أوبود، حيث تجولين بين حقول الأرز على الدرّاجة الهوائية، تسابقين الريح وسط الطبيعة الخلابة، لتخترقي أسواقًا شعبية تماهت بألوانها مع سحر الجزيرة.
فأوبود هي قلب بالي النابض بالفن، ويتنفس روحانية الشرق الأقصى بلا حدود. تنتشر في شوارع أوبود غاليريات الفن حيث الفنانون منكبّون على فنهم، وعروض رائعة تزخرف ثراء الجزيرة الثقافي، وتكرّم عشرات الأمكنة كل مساء.
أما المتاحف فتعرض أعمال المبدعين المستوحاة من الأصول المحلية للجزيرة. فيما تعتبر مزارع الأرز المكان الأمثل لتأمل الحياة ودروبها التي ستأخذك حيث لا تدرين.
أوبود هي بالفعل حالة ذهنية تعتق الروح وترفعها إلى حيث لا يمكن جسد العالم المادي احتجازها، ولا سيما في فترة غروب الشمس، عند شاطئ جيمباران.
فهنا للغروب نكهة لا يمكن أن تنسيها، لذا اسمحي لنفسك أن تتكاسلي بجلوسك على كرسي خشب الساج المُثبت على رمال الشاطئ، وتابعي استرخاءك لتستمتعي برؤية سرب من النجوم المتلألئة في سماء ليل بالي.
لا تفوّتي تحت أي ظرف من الظروف زيارة أحد المطاعم على شاطئ جيمباران التي تقدم الأسماك والثمار البحرية الطازجة، وتمتّعي بالروبيان الضخم المنقوع بالليمون الحامض الأخضر والثوم والمشويّ على قشور جوز الهند.

اكتشاف الأضواء الشمالية في النروج
في أقصى شمال النروج تستريح مدينة آلتا على ارتفاعات المضيق البحري فوق الدائرة القطبية الشمالية. ورغم أنها تقع عند أقصى النروج، فإن من السهل الوصول إليها، سواء بالطائرة أو بالسيارة.
وآلتا هي واحدة من أكثر المناطق التي يظهر فيها العرض الشفقي، فالأضواء الشمالية هي جزء من الحياة اليومية لسكان شمال النروج. لذا فإن ظهوره لن يجعلك تنتظرين طويلاً، وما عليك سوى أن تجعلي كاميرتك على أهبّة الاستعداد لتعيشي وإياها أروع اللحظات، ولمَ لا تقفين عند قمة هالديتوبن! فهي بلا شك أحد أفضل الأماكن في النروج للاستمتاع بمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية.
فهنا يوجد المرصد القديم «أورورا بورياليس» الذي بناه كريستيان بيركيلاند في أوائل القرن العشرين، ويمكنك التقاط أروع الصور وعرضها على حسابك الخاص على «إنستغرام»، إذا رغبت في أن تسحري متابعيك.
كما أنصحك بأن تكوني برفقة صياد الشفق لاكتشاف أفضل مكان، عند ضفاف الماء، حيث كرة الألوان في السماء بدءًا من الأخضر إلى الأحمر، لا بدّ من أن تشعرك برهبة الجمال. فلا غرابة في أن الشفق القطبي في هذه المنطقة كان ولا يزال مصدرًا خصبًا للإبداع الفني والأساطير، فلمَ لا تبدئين بخطّ أسطورتك الخاصة؟
في آلتا يمكنك أيضًا ممارسة مختلف أنواع النشاطات الشتوية والاستمتاع بمنظر الثلج والتزلّج على عربة تزحلق تجرّها الكلاب القطبية في ضوء فينمارك الفريد، والتعرف الى مجموعة واسعة من المطاعم والفنادق.
يستمر الموسم الأزرق، أو الليلي الحالك السواد، في آلتا، من تشرين الأول/ أكتوبر إلى كانون الثاني/ يناير، ليطول النهار بعدها شيئًا فشيئًا.

النوم في فندق الجليد في السويد
بالقرب من مدينة كيرونا الشمالية وعلى بعد 200 كيلومتر شمال الدائرة القطبية الشمالية، تقع «غوكاسجارفي»، وهي قرية صغيرة أصبحت من أشهر القرى حول العالم، بحيث تستضيف فندقًا يجذب الناس الفضوليين من جميع أنحاء العالم.
ففي عام 1990 شُيّد أول فندق جليدي، ومنذ ذلك الحين، تزداد شعبيته وقد بلغت مساحته راهنًا 4000 متر مربع. كل شتاء يشارك اثنا عشر نحاتًا مشهورًا في إعادة بناء الفندق، والذي يختلف تصميمه في كل مرة، وهو يضم معارض من المجسّمات الجليدية، 49 غرفة و16 جناحًا، وصالة سينما مع شاشة الجليد.
سوف تكونين قادرة على النوم في غرفة الجليد مع الجدران والأثاث المصنوع من المياه النقية الزرقاء مع حرارة تتدنّى درجاتها الى خمسٍ تحت الصفر. إنها تجربة حلم استثنائية! فسعر الليلة الجليدية يشمل الملابس الدافئة، كيس النوم، وجبة الفطور والدخول إلى الساونا، ولكن كل ذلك يبقى ترفًا، فالليلة الواحدة للشخص تكلّف ما بين 165 و 550 يورو. لمَ لا تدلّلين نفسك فمن المؤكد أن ذكرياتك لن تكون جليدية!

عيشي مغامرات الأفلام في أوريغون في الولايات المتحدة الأميركية
بين ولايات واشنطن وكاليفورنيا ونيفادا وأيداهو، تمتد ولاية أوريغون التي تعتبر عاصمتها بورتلاند، مدينة مليئة بالسحر، محاطة بالجبال والأنهار وكروم العنب حيث التاريخ والفنون والطبيعة الرائعة تجتمع لإدهاش من يزور هذه المدينة.
فيما على بعد ساعة واحدة شمال شرقيها يقف جبل هود، وينساب بين شرايين الطبيعة الخلاّبة نهر كولومبيا، وهما منطقتان جبليتان حيث ركوب الدرّاجات الجبلية، والمشي، وركوب الخيل، وصيد الأسماك، وتسلّق الصخور والتخييم، هي النشاطات الأكثر شعبية بين سكان المدينة وزائريها.
قد ترغبين في ممارسة هذه النشاطات وسط الطبيعة الأميركية، وما أنصحك به هو التوجّه إلى جبل هود الذي يطلقون عليه «جبل فوجي ولاية أوريغون»، وهو أعلى قمة في الولاية ويبلغ ارتفاعه 3427 مترًا، فكيفما جال بصرك ترينه.
لذا، ابدئي رحلتك في هذه المنطقة الجبلية، وتعرّفي إلى تفاصيلها، وخوضي مغامرة المشي في هذه المنطقة الجبلية، كما فعلت شيريل سترايد في فيلم وايلد Wild والتي جسّدت دورها «ريز ويزرزسبون»، حين قررت ترك كل شيء وراءها، والقيام برحلة خلاص، واستكشاف للذات عبر المشي 94 يومًا وسط الطبيعة بكل وجوهها، فكانت هذه المنطقة الاستوديو الطبيعي الذي صوّرت فيه مشاهد الفيلم!
ولتكملي المغامرة الهوليوودية، عليك النزول في فندق «تيمبرلين لودج» الشهير، ففي هذا الفندق صوّرت بعض المشاهد المخيفة لفيلم Shining عام 1980. هل تذكرين مشهد توقّف سيارة جاك تورانس الذي جسّد دوره جاك نيكلسون، وعائلته أمام فندق ضخم، معزول في الجبل الثلجي! هذا فندق «تيمبرلين لودج».
صحيح أن الصورة ارتبطت بالكثير من مشاهد الرعب، ولكن على عكس ما جعلنا هذا الفيلم نعتقد، فمعظم المشاهد الداخلية صورت في استوديو «إستير» في لندن، بينما اقتصر التصوير فيه على المشاهد الخارجية، لذا فلن يستقبلك حاجب مريب، وإنما ستُفاجئين ببهو استقبال مزدحم، فهذا الفندق يستقبل النزلاء على مدار السنة، لأنه يقع في منطقة ربما هي الوحيدة في الولايات المتحدة التي تتيح لكِ التزلج صيفًا وشتاءً.
يقع فندق «تيمبرلين لودج» الجبلي في الجانب الجنوبي من جبل هود، الذي كان منذ فترة طويلة طريقًا رئيسيًا للوصول إلى قمته. ومنذ الصعود الأول عام 1845، كان المتسلّقون يغادرون بورتليند ليمضوا ليلة في محيط الموقع الحالي للفندق. دفعت شعبية التزلج على جبل هود عام 1916 دائرة الغابات إلى أن تُشيّد مقصورة للمأوى الشتوي، وتقديم خدمة الطوارئ في الصيف.
تم إنشاء فندق أكبر عام 1924 حيث تم تقديم وجبات الطعام. وفي 28 أيلول/سبتمبر 1937، افتتح الرئيس الأميركي روزفلت الفندق، وأضيف عام 1972 إلى السجل الوطني للأماكن التاريخية.
قلب المبنى هو البهو الذي جاء تصميمه على شكل سُداسي وفي وسطه مدفأة ارتفاعها 28 مترًا. كما تتفرع من الفندق حلبات تزلج كثيرة، لذا يزور الفندق، ومحيطه أكثر من مليون شخص سنويًا. v