الاميركي دانى غلوفر.. تميمة حظ المهرجانات المصرية

08 مارس 2018

علا الشافعي

يبدو أن النجم الأميركي دانى غلوفر صار بمثابة "تميمة الحظ" في المهرجانات المصرية، حيث تم تكريمه مؤخرا في مهرجان أسوان لسينما المرآة، الذي اختتمت فعالياته في 26 شباط (فبراير) الماضي، ومن قبله حل ضيفا علي مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مرتين، مصطحبا زوجته، التي قال له بعض المرشدين السياحيين الذين رافقوه في جولاته السياحية داخل المعابد الفرعونية أنها تشبه الملكة "حتشبسوت"، لذلك يطلق عليها غلوفر منذ ذلك الحين "الملكة ايليان".

النجم الاميركي يبدو أكثر تواضعا وبساطة عن غيره من النجوم الأجانب. فهو لا يطلب أموالا طائلة نظير حضوره أو طائرات خاصة، حيث حضر وغادر على متن طائرات "مصر للطيران"، بل أنه مقتنع تماما أن جزءاً كبيراً من دوره هو دعم السينما في القارة السمراء والبلدان النامية، وهذا ليس غريبا عليه، بل أنه ينسجم تماما مع تاريخ غلوفر، الذي قضي جزءاً كبيراً من حياته ناشطا في الجماعات الساعية لتحسين حياة الأمريكيين السود.

بساطة غلوفر وعمقه تجليا في تصريحاته الصحافية التي شدد فيها على "أن التمييز العنصري في اللون البشري بين الفنانين بالولايات المتحدة الأمريكية، سابقا، كان سببه القائمون على صناعة هذه الأفلام"، مشيرا إلى أن الصناعة الدرامية كانت دائما تعتمد صورة نمطية في ما يتعلق بالشخصيات الإفريقية والعربية.

وقال غلوفر أنه ولد عقب الحرب العالمية الثانية بعام واحد، لذلك كان شاهدا خلال فترة نشأته وشبابه على كثير من الأحداث وقتها، ومنها استقلال الدول الإفريقية، وهو ما أثر على أعماله، مشيرا إلى أنه كان حريصا خلال عمله على أن ينتج عملا فنيا جيدا يقدم له قيمة عالية.

وأوضح الممثل الأميركي، بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أنه قدم شخصية مانديلا خلال عامى 1986 / 1987، كما كان يقرأ خلال فترة شبابه خطابات مانديلا لزوجته وهو في السجن، وكان لديه معرفة بشخصية مانديلا، وهو ما ساعده فى تأدية الدور. وعندما صار مانديلا رئيسا لجنوب إفريقيا التقى به وأصبح صديقا له.

التحق غلوفر بورشة الممثلين السود، حيث تعلم أصول فن التمثيل، واستقال من عمله الإداري ليقف على خشبة المسرح للمرة الأولى في مدينة لوس أنجلوس. وعانى غلوفر في شبابه من نوبات الصرع، ونجح بعد ذلك في التغلب عليها من خلال طريقة ذهنية في التركيز، يقول إنها اكتشفها بنفسه، وإنها أقرب إلى التنويم المغناطيسي الذاتي. ويؤكد غلوفر في تصريحات صحافية إن نوبات الصرع لم تعرف طريقها إليه منذ كان في الخامسة والثلاثين.

بدأ غلوفر تجربته السينمائية بفيلم "الهروب من جزيرة ألكاتراز"( Escape from Alcatraz ) عام 1979، ثم اشتهر بدور رجل الشرطة في سلسلة أفلام "السلاح القاتل"، التي وضعته في مصاف كبار النجوم، وحققت أعلى الإيرادات. وتنوع الأداء المقنع لغلوفر من الرومانسي (أماكن في القلب Places in the Heart) عام 1984، إلى الشرير في فيلم "الشاهد" (Witness) عام 1985، وأفلام أخرى مثل "المفترس" (Predator) و"اللون القرمزي" (The Color Purple) وغيرهما. كما اشتهر غلوفر ممثلا في عدد من أفلام الأطفال.