"الدرونز" والعصر الفكتوري.. توليفة دولتشي آند غابانا السحرية

08 مارس 2018

رانيا برو

خالفت دار "دولتشي أند غابانا" Dolce & Gabbana المألوف في عروض الأزياء، وجمعت بين التكنولوجيا والعصور القديمة. فقد اختارت الدار "الدرون"، وهي طائرات من دون طيار، لعرض منتجاتها من حقائب اليد، وقدمت في أسبوع الموضة في ميلانو عرضاً يخطف الأنظار بتوليفة سحرية للألوان والأقمشة والأكسسوارات، في أجواء كنسية تعود إلى العصر الفكتوري.

طريقة العرض، الأولى من نوعها في تاريخ الموضة وعروض الأزياء، شملت حقائب تشكيلة شتاء وخريف 2018 لدار "دولتشي أند غابانا" خلال أسبوع الموضة بميلانو في إيطاليا، وطرحت أسئلة عن مستقبل عارضات الأزياء.

تلقى ضيوف "دولتشي أند غابانا" تعليمات صارمة باللغتين الإنكليزية والإيطالية لإغلاق أجهزتهم الخليوية وقطع الاتصال بالـ"واي فاي"، وذلك من أجل حماية آداء "الدرون" من أي تشويش يمكن أن يعيق حركتها. وقد أدى ذلك إلى تأخير العرض 45 دقيقة.

بعد ذلك، انطفأت الأضواء، وعلى أنغام موسيقى  All The Stars، ضمن أمسية عرض الملابس والإكسسوارات الشتوية التي أطلق عليها اسم "الأسرار والألماس"، تمايلت الدرونز واحدةً بعد الأخرى في فضاء منصة العروض، ليسرق مشهدها انتباه الضيوف، بدلاً من التركيز على الحقائب الثمينة التي حملتها. وشاركت حوالي 7 طائرات صغيرة بالتحليق أسفل المدرج، حاملة الحقائب المُرصعة بالأحجار الثمينة خلال عرض دار الأزياء.

اختار الثنائي المبدع شعار Fashion Devotion أو "التفاني للموضة" لهذا العام ليعبرا عن تفانيهما في عالم الإبداع والموضة والأزياء بشكل عام.

واستقبلت الدار ضيوفها بالترانيم، ووضعت على الممشى بوابة ذهبية كتبت فوقها عبارة "عبادة الموضة" وسط مجسمات لملائكة وسُحب معلقة. وفي مستهل العرض قُرعت الأجراس. وبعد عرض "الدرون" خرجت العارضات لتعدن الحياة إلى المسرح، وكالعادة كانت مجموعة الدار مبهرة طغى عليها طابع العصر الفكتوري.

الطابع الكنسي غلب على المجموعة، مثل بذلة رجالية بياقة زي القس وفستان يشبه ثياب الكهنوت، ورسوم لملائكة تضع نظارات شمسية على تنانير، وسترة جلدية مبهرجة بجناحين عند منطقة الظهر. وحافظت مجموعة خريف وربيع 2018-2019 على القطع المميزة للدار الإيطالية، مثل الفساتين السوداء الضيقة والزهور الملونة المطبعة على القماش، كما جاءت بعض التصاميم بألوان زاهية ولامعة وتزخر بإكسسوارات ملفتة كالشعر المستعار الكبير وردي اللون وإطارات نظارات كبيرة وغريبة الشكل.

كل ما ترغب به المرأة حضر في العرض: فساتين مشبعة بالزخارف واللآلئ والكريستالات، وأخرى ناعمة وكلاسيكية، الملابس الرياضية والسبور شيك، تصاميم لولبية وطبقات متماوجة، وإكسسوارات ساحرة، وأقمشة الحرير والدانتيل والتول، والمعاطف الفضفاضة، والسراويل الملونة الضيقة، والقلوب الحمراء والملائكة بجناحيها الرقيقين، والفساتين المطبعة، والجوارب الشبكية، والجينز المطرز والمرصع بالأحجار الملونة، والفرو والأزهار. مجموعة مجنونة ثرية على طريقة Dolce & Gabbana.

عرض الأزياء هذه المرة رافقه  جدل كبير بغياب الصحافة والمدونين. صاحبا الدار Domenco Dolce وStefano Gabbana  فرضا حظراً على وسائل الإعلام في عروضهما، فغاب عن عرض ميلانو كبار صحافيي الموضة، إذ أن هناك العديد من المطبوعات وضعها الرجلان على اللائحة السوداء مثل: New york Times ، Vanity Fair, W magazine, WWD, CR Fashion Book, Italian Vogue, وغيرها...

والسبب هو  اتهام الصحافة للمصممين بالعنصرية، بعدما صمما صندلاً ثمنه 2395 دولاراً أطلقا عليه أسم "Slave Sandals" أي "صندل الرقيق"، وغيرها من الانتقادات. ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل قررا الاختفاء من تقويم أسبوع الموضة على الروزنامة الرسمية Camera Nazionale Della Moda Italiana.