هجرة "الفن السوري" إلى مصر.. بداعي الشهرة والحرب والحب

12 مارس 2018

حملت الحرب ملايين السوريين على النزوح، فتركوا بلادهم واتجهوا نحو دول الجوار. ومنهم من ركب البحر فقضى بانقلاب العبارة أو وصل إلى برّ الأمان بعد أن كُتبت له "حياة جديدة" في إحدى الدول الأوروبية.

آمنة منصور


الفنانون السوريون ما كانوا بمنأى عن المأساة، وبعضهم قضى بسبب القصف، فيما اختار عدد منهم توضيب متاعه والتوجه وعائلته نحو بيروت أو دبي، ليتابع أعماله الفنية بعيداً من.. الموت.

وباعتبار أن القاهرة موطن للفن وملجأ للفنانين ومقصد للطامحين إلى الشهرة، فقد شكلت وجهةً رئيسية لفنانين سوريين كثر، اليوم كما بالأمس.. منذ مطلع القرن العشرين.

"الشوام" في مصر
إقامة الفنانين السوريين في القاهرة ليست بالأمر الجديد، لأن ظاهرة "الشوام في مصر" كانت بدأت منذ القرن التاسع عشر، ولعب فيها الوافدون دوراً طليعياً في المجتمع المضيف من خلال عملهم في التجارة والصحافة.

ومع مطلع القرن العشرين وانتشار الفنون، ترك كثر بلدانهم وتوجهوا إلى القاهرة بغرض المجد والشهرة. ويُفاجأ الجمهور العربي اليوم بأن عدداً من الممثلين والمغنين ذوي أصول غير مصرية، رغم الأدوار "الشعبية" التي قدّموها بحرفية، واللهجة التي منحتهم هويّة مصرية لا لبس فيها.

ماري منيب
ماري منيب، التي عُرفت من خلال الشخصيات الكوميدية التي لعبتها في السينما، هي سورية الاصل، وُلدت في دمشق في العام 1905. ثم انتقلت مع عائلتها إلى مصر وأقامت في حي شبرا.
وفيما بدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح، انضمت إلى فرقة نجيب الريحاني، ثم اتجهت في الثلاثينيات نحو الشاشة الذهبية، وشاركت في أكثر من مئتي فيلم.. أبرزها تلك التي أدت فيها منيب دور الحماة القويّة والظريفة في آن، مثل: "حماتي ملاك"، و"حماتي قنبله ذرية"، و"لصوص لكن ظرفاء".

أنور وجدي
أنور يحيى الفتال، هو نفسه الممثل الشهير أنور وجدي، لكن قبل دخول عالم الفن. وتغيير الكنية تم عندما أراد الشاب الذي وُلد في مصر في العام 1904 اختيار لقب "وجدي" للتقرّب من قاسم وجدي، المسؤول عن الممثلين الكومبارس في المسرح.
أسرة "فتال" كانت قدمت إلى مصر، بعد أن تراجعت تجارة يحيى الفتال في موطنه سوريا، وعانت أسرته من الفقر الشديد.

سعاد حسني
لم تهاجر سعاد حسني من دمشق إلى سوريا. فوالدها هو الذي فعل، حيث انتقل محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الشهير، إلى  القاهرة في العام 1912. وقد رافقه والده "حسني البابا" الذي كان مغنيًا معروفًا في دمشق. وهناك تزوج محمد كمال من سيدة مصرية، وولدت سعاد في العام 1943 في بولاق، أحد أحياء القاهرة.

أسمهان وفريد الأطرش
انتقلا من سوريا مع والدتهما علياء المنذر بعد اندلاع الثورة العربية الكبرى والثورة في جبل الدروز، فأقامت الأسرة الهاربة من الحرب في حي الفجالة في حالة من الفقر. وبعد فترة من الاستقرار، دخل فريد و"آمال الأطرش" عالم الأضواء في مجال الغناء أولاً ثم في التمثيل.

ليلى فوزي    
تختلف الروايات حول نسبها، إلا أن المؤكد أنها وُلدت خارج مصر ومن أب غير مصري، يُقال أنه تركي، في حين يؤكد آخرون أنه تاجر سوري ملك متاجر لبيع الأقمشة في دمشق واسطنبول والقاهرة.
وبعد فترة من وصول ليلى إلى مصر، شاركت في عدد من الأفلام كـ "مصنع الزوجات" و"ممنوع الحب"، واعتُبرت في ذلك الحين واحدة من جميلات السينما. 

رغدة
ولدت في سوريا من أم وأب سوريين، ثم انتقلت إلى القاهرة في السبعينات لتكمل دراستها في الأدب العربي. وهناك اتجهت إلى التمثيل، وأصبحت من أبرز وجوه الشاشة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، علماً بأنها قدمت أعمالاً في بلدها الأم سوريا، إلا أن إقامتها ظلت في مصر.

ميادة الحناوي
عندما قررت ميادة الحناوي احتراف الفن انتقلت من سوريا إلى القاهرة، وأقامت في إحدى الشقق لمدة تقارب العامين، استمعت خلالها إلى مجموعة من النصوص والألحان، ثم سجّلت أول أعمالها وحققت شهرة واسعة، لكن إقامتها في القاهرة لم تستمر وعادت إلى دمشق.

أصالة
وُلدت في العام 1969 في حي أبو رمانة في سوريا، ولاقت أعمالها نجاحاً في كل أنحاء العالم العربي. وقد زارت مصر مراراً، لكنها تقيم في القاهرة منذ زواجها من المخرج المصري طارق العريان.

بداعي الحرب 
يُقيم في القاهرة اليوم عدد من الفنانين السوريين إلى أجل غير مسمى، وهم كانوا غادروا سوريا تباعاً منذ اندلاع الحرب، ومنهم: جمال سليمان، مكسيم خليل، صبا مبارك. وفيما يُتابع هؤلاء أعمالهم الفنية هناك من خلال الإنتاجات المصرية والعربية، فإن نجوماً آخرين وجدوا الحب في القاهرة، كالممثل السوري تيم حسن الذي تزوج من الإعلامية وفاء الكيلاني، والممثلة كندة علوش التي تزوجت من الممثل المصري عمرو يوسف.