بعد معرفة سر مرض المناعة الذاتية.. لن يقاتل الجسم نفسه ثانية

16 مارس 2018

فتوح شعبان علي

من منا لا يعرف مرض الذئبة الحمراء الذي غيب عنا النجمة العالمية سيلينا غوميز لفترة من الزمن؟
مثل هذه الأمراض التي تنضوي تحت باب الهجوم الذاتي من الجسم، أي قيام الجسم بمهاجمة نفسه، مخيفة للغاية، ولكن العلماء تمكنوا اخيرا من اكتشاف سر هذا الهجوم العكسي، وفي هم في طريقهم لتطوير علاجاته.

أحد المرضى الأميركيين وصف مرض المناعة الذاتية لمجلة "نيويوركر" قائلاً: "لقد أصبت به بطريقة تدريجية، ولكنني انكسرت فجأة". فالإصابة بالمرض تكون غير ملحوظة، لذلك كان هناك جهد كبير لزيادة الوعي بشأنه، قبل أن يمضي الكثير من المرضى سنوات من زيارة الأطباء والمستشفيات لمعرفة التشخيص.

ومع ذلك ، هناك سبب وجيه لنبقى متفائلين، بعد أن وجد فريق من الباحثين من جامعة "ييل" الاميركية  السبب الأساسي للإصابة بالمرض، بالإضافة إلى الطرق الواعدة لعلاجه.

وربطت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" بين تفاعلات المناعة الذاتية وبين بكتيريا في القناة الهضمية يطلق عليها اسم  Enterococcus gallinarum. وقال الباحثون إن استجابة المناعة الذاتية تحدث عندما تنتقل البكتيريا من الأمعاء إلى الأعضاء الأخرى في الجسم، مثل الطحال والكبد والعقد اللمفاوية.

مرض المناعة الذاتية هو حالة التهابية مزمنة تسببها الخلايا المناعية للشخص، والتي تعتقد عن طريق الخطأ أن الجسم يتعرض للتهديد وتستجيب لهذا التهديد عن طريق مهاجمة الأنسجة السليمة في الجسم، علماً بأن امراض مثل الذئبة ، والتهاب المفاصل الروماتويدي ، والتهاب الغدة الدرقية، ليست سوى ثلاثة من أكثر من ١٠٠ نوع من الحالات المرتبطة بمرض المناعة الداتية، ولكن الآن، يمكن إضافتها إلى قائمة طويلة من الأمراض المرتبطة ببكتيريا الأمعاء.



وأثناء الدراسة ، قام الباحثون بتحليل الفئران وراثياً، لمعرفة كونها عرضة لأمراض المناعة الذاتية ام لا، ثم حللوا بكتيريا الأمعاء لتحديد علاقتها بالالتهاب أو مشاركتها في إنتاج الأجسام المضادة المعروفة والتي تعزز استجابات المناعة الذاتية، ليكتشف الباحثون أن الجاني هو هذه "المكورات المعوية".

وأوضح المؤلف الرئيسي في الدراسة مارتن كريغل أنهم عندما قارنوا خلايا الكبد للأشخاص الأصحاء، بنظيرتها لدى الذين يعانون من مرض المناعة الذاتية، عثروا على آثار للمكورات المعوية في المجموعة الأخيرة.

وتابع: "لم تكن الدراسات قادرة على تحديد مصدر المرض فحسب، بل طورت طرقاً فعالة لتقليل أعراض المناعة الذاتية، باستخدام المضادات الحيوية أو اللقاح"، حيث قام الباحثون بتخفيف الأعراض عن طريق كبت نمو المكورات المعوية، ومن المأمول أن يتم تطوير هذا البحث إلى خيارات علاج ناجحة لبعض أمراض المناعة الذاتية ، بما في ذلك أمراض الكبد المناعية الذاتية، والذئبة الجهازية.

وكشف كريغل في بيان: "يعد الللقاح المضاد لـ E. gallinarum علاجاً جيداً، لأن اللقاحات المضادة للبكتيريا الأخرى التي فحصناها لم تكن فعالة مع حالات المناعة الذاتية، حيث تم إعطاء اللقاح عن طريق الحقن في العضلات لتجنب استهداف البكتيريا الأخرى الموجودة في القناة الهضمية".

واختتم كريغل قائلا :"العلاج بمضادات حيوية، وطرق أخرى مثل التطعيم، اساليب واعدة لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية".

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"