المناسبات الاجتماعية.. بين الواجب والنفاق

20 مارس 2018

في مجتمعاتنا العربية فقط، تجد أن أهل العريس ينصبون المفارش في الشوارع قبل الزفاف بفترة؛ لتلقي التهنئة ، وأيضًا أهل المتوفّى ينقطعون عن العمل لأيام لتلقي العزاء، الذي لا يقتصر أبداً على تشييع الجنازة. وهناك ايضا العديد من المناسبات الاجتماعية التي اعتدنا على حدوثها كل يوم تقريباً، والتي يضطر الناس للمشاركة فيها حسب التقاليد والعادات، علماً بانها تحتاج إلى مشاعر معقدة، ويصل الأمر إلى الاصطناع في بعض الأحيان.
فتوح شعبان علي


الأخصائية الاجتماعية إيمان محمود، تؤكد أن المناسبات الاجتماعية في وطننا العربي تحمل وجهين لا ثالث لهما:

- الوجه الأول وهو التضامن والمواساة والسند الحقيقي في الأزمات، وهذا يحدث في دائرة ضيقة للغاية، وفي الغالب تكون دائرة الأقارب من الدرجة الأولى والأصدقاء والجيران والمعارف المقربين. ويعتبر هذا الوجه إنسانياً بشكل كبير، رغم تفاوت درجات الشعور تجاه صاحب الحدث.

- الوجه الثاني وهو الاقبح الذي تفرزه هذه المناسبات، هو انها "ساحة لممارسة النفاق الاجتماعي، فتجد في صفوف المهنئين والمعزيين أشخاصاً لطالما كالوا الأذى لصاحب الحدث، سواءً عبر عمله أو في صراعات الجيرة، التي تصل إلى المحاكم في بعض الأحيان، أو في أكل الحق والأموال بالباطل، بخاصة المواريث".

وتضيف إيمان حمود: "بالتأكيد، أن تعيد إلى أحدهم حقه، حتى لو كان هذا الحق مجرد اعتذار عن أفعال سابقة، او دين مادي تدين به له، أفضل بكثير من ابتسامتك في فرحه، أو بكائك بحرقة في عزائه".

وعلى جانب آخر، تستنكر ربة المنزل فريال حامد، الأعباء المادية والذخ من دون مبرر سوى "المنظرة الكاذبة" في تلك المناسبات الاجتماعية، مؤكدة أن حفلات الزفاف أصبحت "مذبحة لأهل العروسين، الناجي الوحيد فيها هو التاجر وصاحب قاعة الأفراح، بعد أن ينفق الاهل أموالا طائلة، بحجة: لن نكون أقل من فلان، وفلانة ليست أجمل مني".

وأردفت: "حتى الموت أصبح فرصة لدى البعض للمتاجرة بالشكليات وحب الظهور، وبغض النظر عن تكلفة قاعات العزاء التي قد تصل إلى عشرات الآلاف في بعض الأحيان، فإن مئات الأشخاص يجلسون ويتناولون القهوة وغيرها، ولا يتذكر المتوفى سوى عدد محدود من الحضور، ويتحول الأمر إلى فرصة للقاء زميل أو قريب والترحيب به، دون الانتباه والإدراك لمعنى وسبب وجودهم في المكان".


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"