التهاب المفاصل ...عندما يكون تحسن مستوى المعيشة سببا في المرض

23 مارس 2018

كريمة هادف    

من غرائب أمراض العظام والمفاصل أنها ترتبط بتحسن مستوى المعيشة. فاحتمال الاصابة بالتهاب المفاصل يزيد كلما تقدم الانسان في العمر، كما أن الاصابة بداء النقرس تنتج عن التناول المفرط للحوم الحمراء والكبد والكلاوي، وبعض أنواع الدواجن كالبط والأوز والحمام، وكذا أسماك المحيط الغنية بمادة الأوميغا. ولأن هذا المرض ارتبط بطعام الأغنياء سمي بـ"داء الملوك".


الراحة وقلة الحركة عدو الصحة

زد على ذلك أن من مميزات الأغنياء قلة الحركة واعتمادهم على الخدم في القيام بأقل تفاصيل حياتهم اليومية. لذلك، فمن أسباب الاصابة بالتهابات المفاصل الراحة الزائدة عن  اللزوم والبقاء لفترة طويلة في السرير، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الدسمة وشرب الكحو.ل وما يزيد المرض تعقيدا اصابة الشخص بالسمنة وزيادة الوزن.

في هذا الشأن، كشف الدكتور الوافي عامر، نائب رئيس الجمعية الجزائرية لأطباء المفاصل والعظام، أن ارتفاع نسبة المصابين بهذا النوع من الأمراض في وقتنا الراهن راجع إلى تحسن ظروف المعيشة لمعظم الشعوب العربية، ودخول الآلة والأدوات الكهربائية لمختلف البيوت، بالإضافة الى تحسن نمط التغذية وزيادة استهلاك اللحوم والمواد الدسمة، زيادة على الاعتماد على وسائل النقل في أبسط التنقلات اليومية.


300  ألف إصابة بالتهاب المفاصل في الجزائر

في الجزائر، تشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود 300 ألف إصابة بالتهاب المفاصل، بما فيها الأورام وهشاشة العظام وداء الرثة " الأرتروز" وأشارت الاحصائيات نفسها الى أن ظهور هذه الامراض متعلق بزيادة معدل عيش الانسان في الجزائر والذي صار يتجاوز 80 سنة، منوها إلى ان النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، خاصة بعد سن اليأس بسبب نقص الهرمونات الأنثوية، ما ينعكس سلبا على تثبيت الكالسيوم في العظام لدى المرأة، محذرا من الخطورة التي يمكن أن تصاحب ذلك، وضرب مثلا على هذا الامر الاصابات بكسر عظم الورك، وما ينتج عنه مضاعفات أخرى اقتصادية وصحية، بسبب غلاء  الدعامات اللازمة لمعالجة تلك الكسور، والمضاعفات الصحية على المريض من الناحية النفسية والجسدية، خاصة الاحباط بسبب عجزه عن الحركة واحساسه بأنه عالة على الآخرين.

ودعا الدكتور الوافي المصابين بالتهابات المفاصل إلى عدم معالجة أنفسهم بأنفسهم، أو اللجوء إلى الطب التقليدي والتداوي بالأعشاب، مشددا على ضرورة مراجعة الطبيب المختص من أجل تشخيص المرض والقيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة للحصول على العلاج المناسب، في ظل توفر الأدوية، زيادة على تطور التقنيات المستعملة في العلاج كما نصح بالعلاج عن طريق التدليك والحمامات المعدنية والسباحة من أجل العيش حياة طبيعية.


نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية