دراسات: طقطقة المفاصل لا تسبب هشاشة العظام

27 مارس 2018

هل أنت من الأشخاص الذين يلجأون إلى طقطقة الرقبة أو الظهر أو اصابع اليدين؟ وهل تُشعرك طقطقة الأصابع بالراحة؟
يقوم البعض بطقطقة الأصابع للتسلية، أو في حالات الغضب، أو الانفعال، أو بصورة تلقائية. ومنذ صغرنا ونحن نسمع التحذيرات من أهلنا بأنّ عادة الطقطقة هذه قد تسبّب التهاباً في المفاصل.
ميس نمر حمّاد


قد يختلف البعض حول مدى خطورة طقطقة مفاصل الجسم، ويرى البعض أنها غير صحية للمفاصل والعظام، في حين يرى آخرون أنها لا تمثل مشكلة كبيرة، بل على العكس، يعتقدون أنها رائعة وممتعة. وقد يجد البعض أنها أمر مُقزز، ويسمع آخرون طقطقة رُكبهم عندما يجلسون القرفصاء، من دون أن يسعوا إلى ذلك.

تلك الأصوات والطقطقات الصادرة من مفاصل الجسم، إما بفعل الشخص نفسه، أو بدون إرادة. وحاول كثير من العلماء، وسعى كثير من الابحاث العلمية على مر العقود لمعرفة كيف يصدر هذا الصوت الغريب من الجسم.

تعتبر مفاصل الأصابع من أكثر مفاصل الجسم تعرضاً للطقطقة. وهي تدعى بـ "المفاصل الزلالية"، وهذا النوع من المفاصل يوجد أيضاً في أصابع القدمين، والمرفقين والمعصم، والوركين، والكتفين أيضاً. ويتكون كل من هذه المفاصل من عظمتين، كل وحدة منهما محمية بغضروف يحيط به سائل سميك يسمى السائل الزلالي، وظيفته المساعدة على تحريك المفاصل بسهولة أكبر. ولكن، مع مرور الوقت، تذوب بعض الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون ضمن هذا السائل، مما يؤدي إلى خلق فقاعات بين العظام ودفعها بعيداً عن بعضها البعض.

ويُعتقد منذ زمن طويل بأن طقطقة المفاصل هي في الحقيقة إفراج عن تلك الغازات. ولكن على الرغم من أن هذا الاعتقاد كان يمثل النظرية السائدة، إلّا أن العلماء لم يتفقواً جميعاً عليه، ذلك لأن جميع المحاولات السابقة لالتقاط الصور عن طقطقة المفاصل كانت إما منخفضة الدقة، أو غير سريعة بما فيه الكفاية، إذ أن عملية الطقطقة تستغرق أقل من 310 ميلي ثانية بحسب BBC.

في عام 2015، استخدم فريق من الباحثين الكنديين أشعة الرنين المغناطيسي لمراقبة الآلية الحقيقية لطقطقة المفاصل، ووجدوا أن الغاز يتجمع بالفعل مكوناً فقاعات، وهذا هو ما يُحدث صوت الطقطقة.

كارولينه فركمياستر، المختصة في تجبير العظام في المستشفى الجامعي في إبندورف بهامبورغ (المانيا)، لا يمكنها شرح أسباب ذلك، حيث أكدت أنها "لا تعرف" معنى ذلك. والشيء الوحيد الذي يعرفونه هو أن السائل يميل للتحول إلى غاز، وأنه كلما كان الضغط المناخي أقل، زادت احتمالية حدوث ذلك. وهذا هو سبب غليان المياه عند مئة درجة مئوية في الارتفاعات المنخفضة، وعند درجات حرارة أقل في الارتفاعات الأعلى.

وهذا ما يحدث على الأرجح بالضبط لدى بعض الأشخاص، إذ يتحول السائل في المحفظة المفصلية إلى غاز تحت الضغط ويعود بشكل مفاجئ إلى طبيعته السائلة عندما ينخفض الضغط. وهذه العملية تحدث صوت طقطقة. وأشارت فركمايستر إلى أنه "لا توجد ببساطة دراسات كبيرة في هذا الشأن".

إذن، ماذا ينبغي أن نفعل؟ النتائج الضعيفة للأبحاث في هذا الشأن تقودنا إلى أنها ليست مشكلة كبيرة بأي حال من الأحوال.

وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لأمراض العمود الفقري و طبيب العظام الألماني راينهارد شنايدرهان، أنه غالباً ما تكون طقطقة المفاصل غير ضارة، مشيراً إلى أن الأمر لا يستدعي القلق في حال عدم الشعور بآلام أو قصور في الحركة أو تورم في المفصل، لافتاً إلى أن "الطقطقة الخافتة ترجع في أغلب الأحيان إلى نزوح السائل الزلالي، وهذا السائل يحمي المفاصل من احتكاك بعضها ببعض، بالإضافة إلى قيامه بامتصاص الصدمات، وعملية فرقعة الأصابع قد تسبب فقدان هذا السائل أو قد تقلل من كفاءته. أما الطقطقة ذات الصوت المرتفع فإنها تشير إلى تغير موضع المفصل".

ويبقى السؤال عما إذا كانت طقطقة الأصابع عادة سيئة، أو أنها تجعل المفاصل أكثر عرضة للإصابة بأمراض مفصلية مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام.

يمكن القول بأن الباحثين يعتقدون حتى الآن أنه لا يوجد أي ضرر من طقطقة المفاصل، سواء في الأصابع أو الرقبة أو الظهر أو الركبة. إذ أن الشخص لا يمكنه القيام بهذه العملية سوى مرة واحدة، ولا يستطيع تكرارها إلا بعد مرور 20 دقيقة، ليعود السائل بين المفاصل مرة أخرى، وتنتهي لحظة تمدد المفاصل في الجسم.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"