المهندسة شانتال الجردي تصمّم منزلاً بطراز الـ «اكلكتيك»

نور قطان (بيروت) 31 مارس 2018

في هذا المنزل، مزجت المهندسة شانتال الجردي طرزاً مختلفة من العمل الهندسي، لتفاجئ مالكيه بأحدث ابتكاراتها في عالم التصميم، لذا ظهرت براعتها في توزيع قطع الأثاث بما يتناسب مع رحابة المساحات لينعم مالكو المنزل بالراحة والهدوء.


فرادة هذا المنزل تكمن في هندسته البسيطة البعيدة من التكلف، وبما أنه مشيّد في قلب الطبيعة، فقد استعانت المهندسة ببعض المواد الطبيعية، لتطغى الرومانسية على الأجواء في الداخل.  
اختارت المهندسة ديكوراً من طراز الـ«أكلاكتيك»، وأضفت لمسات تُزاوج بين الحداثة والكلاسيكية. وأكثر ما يميّز هذا المنزل هو موقعه المطلّ على البحر والجبل، مما يتيح التمتع بمناظر بانورامية رائعة عبر واجهات زجاجية فسيحة، خصوصاً أن الجردي حرصت على الربط ما بين الخارج والداخل بدءاً بقسم الاستقبال، مروراً بغرفة النوم الرئيسة ووصولاً الى المطبخ والحمّامات...

للوهلة الأولى، يخال زائر هذا المنزل أنه يدخل إلى عالم من الحداثة، لكن بعد التأمّل في مساحاته وما توزّع فيها من عناصر ديكور، يكتشف النفحة الكلاسيكية التي تسيطر عليها، ويدرك فعلاً أنه في حضرة أعمال من طراز «أكلاكتيك» الفريد.
أول ما يطالع الزائر جدارٌ خشبي بدا كأنه يفصل ما بين صالات الاستقبال والمطبخ، وقد تخلّلته خطوط فبرز كلوحة طبيعية، لكن يؤدي هذا الجدار وظيفة مزدوجة، فقد يحسبه الزائر عنصراً مكمّلاً لعناصر الديكور في المنزل، بينما في الواقع يتوسط خطوطه باب يفضي إلى حمّام الضيوف حيث تتركز مغسلة من الزجاج العصري على سطح رخامي أسود يرتفع فوق خزائن خشبية تعلوها مرآة كبيرة، وتتخلل أحد جدرانه نافذة تسمح برؤية الجبال الخضراء!

قسم الاستقبال تشغله غرفة طعام وأربعة صالونات، تمّ تأثيث ثلاثة منها، باستثناء صالون واحد رغبت المهندسة في أن تفرش أرضه بأرائك ضخمة، إضافة الى ثلاث زهريات كبيرة تميّزت بنقوش تتناغم ألوانها مع ألوان المنزل، كما ازدان أحد الجدران بصور أفراد العائلة. وتبرز في المكان مدفأة تستند الى عمود من الرخام الأبيض لينعم بدفئها سكان المنزل في ليالي الشتاء الباردة.
في أحد الصالونات تتمدّد كنبة كبيرة من الجلد، ويظهر في الخلفية ركن خاص هو عبارة مكتب يحوي كرسياً من «الأنتيك» ومكتبة ضخمة تحمل رفوفها كتباً نفيسة وتزخر بأكسسوارات مختلفة الأشكال، وتمضي المالكة جلّ وقتها في هذا الركن من المنزل ما بين المطالعة وتسهيل أعمالها. وبرزت في الصالون الرئيس كنبة كبيرة من طراز «شسترفيلد» الإنكليزي بلونها البنفسجي الحالم، واستلقت أمامها طاولة من الخشب الرمادي اللون.
أما الصالون الرابع فخُصّص للتلفاز بحيث يمكن مشاهدته من كل الصالونات الأخرى، وقد ضمّ صوفا كبيرة رمادية اللون، تجمع بتصميمها ما بين العصرية والكلاسيكية، فبدت وثيرة وتتيح جلسة مريحة. كما غطّت الأرضية قطع من السجاد العصري والعجمي بتناغم تام.
ولغرفة الطعام حكاية أخرى مع التصميم، فقد شُغلت قواعد طاولتها من الرخام والحديد مع سطح من الزجاج السميك، والتفّت حولها عشر كراسٍ من الجلد الأسود الأنيق.

لتنفيذ فكرتها، ولمزيد من العملية وتسهيل الخدمة في المنزل، استوحت المهندسة الجردي من الطراز الأميركي، فربطت ما بين ركن الاستقبال وغرفة الطعام والمطبخ الذي جُهّز بأدوات عصرية، واختلطت فيه ألوان الرمادي والأبيض والأزرق لتتناسق مع باقي ألوان الأثاث. وقد تعمّدت المهندسة جعل المجلى ملاصقاً للنوافذ لتنعم العين برؤية المناظر الطبيعية الخلابة في الخارج.
أما الإضاءة فقد تدلّت عناصرها من الجصّ الذي زنّر زوايا الأسقف، وفوق الواجهات انسدلت الستائر من «الفوال» الأبيض الأنيق، والموشّى عند أطرافه بالحرير الذي تداخلت فيه ألوان الكاكي والرمادي والبنفسجي، فبدت الأجواء رومانسية حالمة.
ولأن الطبيعة الخضراء تشكل مصدر سعادة للمهندسة شانتال، ورغم موقع المنزل المميز في قلب الطبيعة، فقد وزّعت بعض الشتول في الداخل لتعزز عنصرَي السعادة والراحة فيه...

 وفي محاذاة باب المنزل الرئيس، وبحميمية، ترتفع السلالم اللولبية لتقود الى قسم المنامة، وهو عبارة عن جناح يضم عدداً من غرف النوم التي أهمها غرفة المالكَين الرئيسة، التي تميّزت بلونَي البيج والبني المضرّبَين بخطوط من الرمادي لكسر الرتابة، وبالتالي برز الخشب بقوة في هذه الغرفة، وخصوصاً في السرير الضخم الذي غطّى طرفيه وجانبيه القماش المخملي مغيّباً عنصر الخشب وناشراً الدفء في الأجواء.
وبما أن العائلة استقبلت حديثاً مولودها الأول، وللتعبير عن فرحتها الغامرة به، طلبت من المهندسة ألواناً حيادية لغرفته، لذا تم التركيز على لونَي البيج والأبيض، مع تموّجات من الأزرق الفاتح، تناسقت في الأثاث والستائر والأكسسوارات وقطع السجاد، وكل ذلك ليهنأ الطفل بنومه ويسترسل في أحلامه... "