الإفلاس بعد الشهرة.. نار اكتوى بها عمالقة السينما المصرية

27 مارس 2018

الشهرة تمنحك المال وحب الناس، وتجعلك تحيا حياة الرفاهية والطبقات الراقية. لكن على حين غرة، يمكن أن ينتهي كل شيء ويسحب البساط من تحت قدميك، وتتوارى خلف الأضواء ليختفي كل شيء. هذا باختصار تعريف مبسط لحياة مشاهير مصريين عاشوا حياة الرفاهية، وانتهى بهم المطاف إلى الموت في صمت وتحت عتبة الفقر.
هدى أمين


البداية مع الفنانة تحية كاريوكا، أيقونة الرقص الشرقي بدون منازع، وبطلة عدد من الأفلام المدوية في السينما المصرية. كانت حياتها حافلة بالشهرة والمال والثراء، لكن في نهاية المطاف طردت الفنانة المصرية من شقتها على يد طليقها فايز حلاوة بعد 18 سنة من الزواج. فاضطرت إلى السكن عند إحدى صديقاتها، وتكفل الفنان سمير صبري بنفقاتها طيلة ثلاث سنوات، وتوفيت فقيرة بدون مأوى يوم 20 أيلول (سبتمبر) 1999.

الفنان الثاني ليس أقل شهرة أو نجومية من الفنانة تحية كاريوكا، وهو الفنان عماد حمدي، الذي لعب دور البطولة في العديد من روائع السينما المصرية، ولقب بفتى الشاشة الأول، وقدم عدداً كبيراً من الأفلام المصرية الناجحة، لكن المرض أبعده عن الأضواء وجعله يعيش الوحدة والفقر.

وأصيب عماد حمدي بالعمى، قبل أن تقرر زوجته الممثلة نادية الجندي الانفصال عنه، ما أدى إلى إصابته بنوبة من الاكتئاب، بخاصة بعد وفاة أخيه التوأم. ولم يجد فتى الشاشة الأول من يقدم له الدعم المالي في فترة مرضه، الأمر الذي اضطره إلى بيع أثاث منزله بغية شراء الدواء.

بدوره لم ينج "المونولوجيست" اسماعيل ياسين، صاحب لقب "أبو ضحكة جنان" من شبح الوفاة تحت عتبة الفقر، بعد شهرة واسعة فاقت حدود المتوقع، بعد تأديته لعدد من الأفلام التي لازالت راسخة في أذهان العرب كافة وليس فقط المصريين.

انتهى الحال بـ "أبو ضحكة جنان" غارقاً في الديون بسبب الضرائب، وتم بيع عماراته التي بناها من كده وكفاحه خلال سنوات عمله لدفع الديون المتراكمة، ما أثر على صحته بشكل كبير، وتوفي في سن صغيرة، بحيث لم يتجاوز الـ 59 عاماً بسبب أزمة قلبية حادة.

في المقابل، لم يجد الفنان الكوميدي عبد السلام النابلسي وسيلة للتعبير عن غضبه على ما آلت اليه ظروفه إلا الإضراب عن الطعام في أيامه الأخيرة، بعدما وجد نفسه يعاني المرض والاهمال بعد سنوات الشهرة والمال.

ويعود سبب إفلاس النابلسي إلى وضعه كل أمواله في بنك "انترا بيروت" الذي أعلن إفلاسه، فأعلن الفنان الفلسطيني الأصل إفلاسه هو الآخر، ما أثر على صحته بشكل كبير، وامتنع عن الطعام رغبة منه في إنهاء حياته، لتعلن وفاته سنة 1968.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"