خاص "لها" - العدالة تُوصد أبوابها أمام الضحية في "على كف عفريت"

كارولين بزي 27 مارس 2018

عندما تُوصَد أبواب العدالة أمام الضحية، ويغتصب الحُماة الرعية، تعيش الحياة "على كف عفريت".

في تلك الليلة نظّمت الجامعة احتفالاً لطلابها، وخلال الاحتفال تعرفت مريم إلى يوسف، إلا أن يوسف لم يستطع حماية تلك الفتاة التي أُعجب بها، بعد أن توقفت سيارة الشرطة، وقام اثنان من رجالها من أصل ثلاثة بإدخال مريم إلى السيارة واغتصابها.

لم تستطع مريم أن تستحصل على شهادة اغتصاب من الطبيب الشرعي إلا بعد تقديم شكوى بحق رجال الشرطة في المخفر الذي يخدم فيه المغتصبون. رحلة عذاب وإهانة وظلم واعتداء عاشتها مريم في ليلة واحدة، ليلة كانت كفيلة بأن تخط مشواراً جديداً لحياتها، ليلة كفيلة بفقدانها الثقة بمن كان يُفترض به أن يحميها من الاعتداء ويرد عنها الاغتصاب.

قصة مريم ليست قصة عابرة من نسج خيال كوثر بن هنية، الكاتبة والمخرجة، بل فيلم مستوحى من قصة حقيقية عاشت صاحبتها ليلة رعب عكستها على الجمهور الذي شاهد الفيلم، سواء في لبنان أو تونس.

فيلم "على كف عفريت" من بطولة مريم الفرجاني وغانم زريلي، وسيناريو كوثر بن هنية التي تولّت أيضاً إخراجه مع خالد برصاوي.

عُرض الفيلم في افتتاح فعاليات "ملتقى بيروت السينمائي"، وكان لموقع "لها" الإلكتروني حوار مع بطلة العمل مريم الفرجاني على هامش فعاليات المهرجان.

تقول مريم، الممثلة التونسية، إن الفيلم حمّلها مسؤولية أخلاقية كبيرة نظراً لأنه قصة حقيقية، وتؤكد أن كل من شاهد العمل شعر بالتوتر بسبب مسار الأحداث. وتلفت إلى أن متطلبات الدور صعبة ولم يكن دورها سهلاً، كما لم يشهد الفيلم ردود فعل مضادة سلبية من جانب الشرطة والمجتمع التونسي.

وتلفت مريم إلى أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى، شهد الفيلم إقبالاً كبيراً في تونس ولقي استحسان الجمهور.

ورداً على سؤال حول تعرضها لأزمة نفسية خلال تأديتها دور الضحية، تقول مريم: "شعرت بالإرهاق الجسدي ولكنني لم أتأثر نفسياً لأنني أبني مسافة أمان بيني وبين الشخصية مهما كان نوعها، ومن المهم لكل ممثل ألا يغرق في الشخصية لأنه عندها لن يتمكن من تقديمها".

وعن تعاونها مع المخرجة والكاتبة كوثر بن هنية واختيارها الدور، تقول مريم الفرجاني: "فريق العمل كان متعاوناً جداً، وفي ما يتعلق بكوثر فهي مارست عملها الإخراجي ونجحت في إدارة الممثلين وقدمت لي الإرشادات والتوجيهات، وتحدثتُ وكوثر عن الشخصية كثيراً، وكانت واثقة في قدرتي على تأدية هذا الدور لأنني أدركت ما الذي ترنو إليه".

وتلفت إلى أنه وقع عليها الاختيار لتأدية الدور بعد أن أجرت المخرجة "كاستينغ" لعدد كبير من الممثلات، ولكن الدور معقد ومركب وبالنسبة إليها كنت الشخص الذي يستطيع أن يتحمل هذه المسؤولية. وتضيف: "شاهدت الفيلم للمرة الأولى والثانية والثالثة بصفتي الممثلة مريم الفرجاني، ولكن في المرة الرابعة شاهدته في العرض الأول في تونس وكان صعباً عليّ، ولا سيما أنني كنت أشاهده مع التوانسة ومع أشخاص يعرفون تفاصيل القصة فتأثرت وخرجت من الصالة ولم أعاود مشاهدته أبداً".

وتشير مريم إلى أنها التقت بالضحية التي تعرضت للاغتصاب ولكن بعد إنجاز الفيلم، لأنها لم تكن راغبة بالتأثر بشخصيتها، وعن رد فعلها تقول: "شاهدتْ الفيلم أكثر من مرة وأحبّته وأسعدها أن تُسرد هذه القصة". \

وعما إذا كانت تتوقع أن يشارك الفيلم في المهرجانات العالمية، تلفت مريم إلى أن لدى كوثر باعاً طويلاً مع المهرجانات العالمية ولكنها لم تكن تتوقع أن يشارك فيلم "على كف عفريت" في المهرجانات، إلا أنني توقعت أن يحوز أصداءً ايجابية.

وتعليقاً على ندرة أو انعدام عرض أفلام سينمائية تونسية في لبنان والعالم العربي، تقول مريم: "لا أعتقد أن اللغة تشكل حاجزاً، ولكن لا أدري لماذا لا تصل الأفلام التونسية إلى السينما العربية! خصوصاً أن ثقافتنا التونسية أقرب إلى لبنان والعالم العربي من فرنسا وأوروبا لعرضها هناك".

وتلفت مريم إلى أنها درست الإخراج، وهذا يساعدها كممثلة على إدراك تفاصيل ومتطلبات العمل الذي تؤديه، وتشير إلى أنها تحضّر فيلماً تمثيلاً وإخراجاً وسيعرض في أحد المهرجانات السينمائية في العام 2018.