Home Page

المخيم الصيفي...

الاهل, مدارس, قلق الأهل, العلاقة مع الأهل, المخيم الصيفي, المخيم التطوعي الجوال

05 يونيو 2012

أيام قليلة وينتهي العام الدراسي، ويبدأ الأهل التفكير في النشاطات التي يمكن توفيرها لأبنائهم خلال العطلة الصيفية كي لا يشعروا بالملل، وتكون عطلتهم تجربة جميلة.
وفي هذا السياق، أصبح المخيم الصيفي تقليدًا سنويًا يشارك فيه معظم التلامذة خصوصًا صغار السن.
فمع نهاية العام المدرسي تنهال العروض التي تقدّمها المدارس أو النوادي الخاصة لتشجيع الأهل على إرسال أبنائهم إلى المخيم.

يختار بعضهم المخيم الذي يقدّم خدمة إنجاز فروض العطلة الصيفية، وغالبًا ما يكون هذا النوع من المخيمات بإدارة المدرسة نفسها التي يرتادها التلميذ، فيما يختار بعض الأهل المخيّمات التي تنظّمها النوادي الخاصة.
ورغم أن المخيّم الصيفي يساهم في ملء فراغ الطفل خلال عطلة صيفية طويلة خصوصًا إذا كان الوالدان يعملان، فإن هناك الكثير من الأطفال الذين اعتادوا المشاركة في المخيم يبدون تململهم وعدم رغبتهم في الذهاب إلى المخيم الصيفي خصوصًا إذا كان تابعًا للمدرسة، فهم يشعرون بأنه مدرسة صيفية أكثر منه مخيم ترفيهي.
وهنا يقع الخلاف بين الطفل الذي لا يريد الذهاب إلى المخيم ويفضل الجلوس في البيت يشاهد التلفزيون أو يلعب ألعاب الكمبيوتر والأهل الذين يريدون إرساله إلى المخيم لأنهم يرون أنه مفيد له على المستويات الأكاديمي والرياضي والإجتماعي.
حول المخيم وأهميته يسأل الأهل والإختصاصيون يجيبون.

- أريد أن أرسل ابني رامي ( 10 سنوات) إلى مخيّم صيفي حيث يذهب أخوته. أعرف أنه سوف يتمتع كثيراً لكنه يرفض الذهاب. ويرى زوجي أنه علينا النزول عند رغبته ولكنني أرى أنه لا يزال صغيراً لاتخاذ القرارات الخاصة به. ماذا علي أن أفعل؟
هناك الكثير من الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المخيّم ويعبّرون عن ذلك بالبكاء أثناء وداع أهلهم. لكن الأهل يعرفون أن طفلهم رغم رفضه للأمر سوف يجد المتعة والمرح مع أترابه.
فالنشاطات التي تقام في المخيّم تعلّم الطفل المسؤولية والاستقلالية، وتعزز عنده الثقة بالنفس، إضافة إلى المغامرة التي يعيشها مع أترابه، والتي في غالب الأحيان تبقى في باله ذكرى جميلة لا تُنسى.
لذا ففي بعض الحالات من الأفضل أن يصرّ الأهل على طفلهم للذهاب إلى المخيّم كأن يقولوا له: «عليك الذهاب إلى المخيّم لأننا متأكدون أنك سوف تحصل على الكثير من المرح».
وفي حالات أخرى على الأهل أن يتفهّموا رغبة ابنهم في عدم الذهاب إلى المخيّم وألا يجبروه على ذلك.
وتذكّري أن إصرارك على ابنك سوف ينشئ خلافاً حاداً بينكما، وعوضاً عن أن يشعر بالفرح والمتعة أثناء غيابه عن المنزل، سوف يرفض المشاركة في النشاطات التي ينظمها المسؤولون عن المخيّم ويعزل نفسه عن أترابه مما يجعله في المرة المقبلة أكثر تشبثاً بالبقاء في المنزل قربك. لذا عليك منحه مزيداً من الوقت لإقناعه وربما تأجيل فكرة المخيّم إلى السنة المقبلة.

- سوف أرسل ابني ( 10 سنوات) إلى مخيّم صيفي ليمضي أسبوعين في منطقة تبعد عن المنزل أربع ساعات. صحيح أنه طفل مهذب ولطيف ولكن سوف تكون المرة الأولى التي ينام فيها خارج المنزل. ما الذي يمكنني القيام به للتخفيف من وطأة شعوره بالاشتياق إلى المنزل وجعله يمضي أوقاتاً سعيدة في المخيّم؟
إرسال ابنك إلى المخيّم أمر جيد في هذه السن. فهذه التجربة سوف تساعده على تنمية قدراته الاجتماعية لأنه سيلتقي أطفالاً جدداً، وتعزز عنده الثقة بنفسه، كما ستنّمي عنده روح المسؤولية.
وإذا أردت أن تعرفي ما إذا كان ابنك مستعداً لهذه التجربة عليك الإجابة عن هذه الأسئلة وأن تضعي معدّل الإجابة من1/5 إلى 5/5 ورقم واحد يعني لا، ورقم 5 يعني دائماً. والأسئلة هي:

  • هل يمضي ابني يومي العطلة عند جدته من دون دموع أو توتر؟
  • هل ابني قادر على طلب مساعدة من الراشدين إذا لم أكن موجودة؟
  • هل ابني على استعداد لأن يأكل وجبة طعام لم أحضّرها أنا؟
  • هل ابني من النوع الذي يقيم علاقات جديدة بسهولة؟
  • هل يستطيع ابني الحصول على أصدقاء بسهولة؟
  • هل ابني من الأطفال الحريصين على أغراضهم كثيابه ونقوده ويقوم بواجباته المدرسية على أكمل وجه؟
  • هل ابني مستعد لخوض تجارب متنوعة؟

إذا كان معدّل الجواب 4/5 على معظم الأسئلة، فالذهاب إلى المخيّم سوف يكون تجربة ممتعة بالنسبة إليه.
وإذا كان واحد أو اثنين من الأجوبة أقل من هذه النسبة فلا تقلقي لأن تجربة المخيّم سوف تمنحه فرصة تطوير قدراته وتعلّمه كيفية التقرّب من أترابه بطريقة أسهل.
أما إذا كان معدّل معظم الأجوبة 1 أو 2 أو 3 فعليك تأجيل فكرة إرساله إلى المخيم إلى السنة المقبلة.
وعليك سيدتي أن تعطي ابنك فكرة مسبقة عن المخيّم كي تحضّريه نفسياً لهذه التجربة الجديدة، كأن تسأليه مثلاً: «ماذا تفعل إذا اشتقت إلى العودة إلى المنزل؟ إلى من ستلجأ؟».
وأكّدي له أن هناك مسؤولين في المخيّم يمكنهم مساعدته إذا شعر بالوحدة. ولا تدفعيه إلى الذهاب إذا شعرت بأنه متردد، فليس جميع الأطفال يحبون الذهاب إلى المخيّم.

- نخطط زوجي وأنا لإجازة عائلية ولكن المشكلة أن ابني وابنتي  يريد كل واحد منهما أن تتضمن النشاطات الرياضية التي تستهويه. هل من نصيحة؟
يبدو لي أنك تحاولين إسعاد طفليك بالتخطيط لإجازة يتمتع كل واحد منهما بها. من الضروري الأخذ في الاعتبار رغبات طفليك، ولكن من المهم كذلك أن تكون الإجازة ممتعة بالنسبة إليك أيضاً.
وفي المقابل، من المهم تشجيع الأبناء على ممارسة هوايات مختلفة ولكن تذكري دوماً أنك لن تتمكني من السيطرة على تفاعلهما مع الأمور الجديدة.
لذا لا تدعي التذمر والشكوى يؤثّران في العلاقة بينكم. فإذا أبدى أحدهما انزعاجاً تجاهلي الأمر، ولكن لا  تتخلي عنه بل حاولي أن تخلصيه من هذا الشعور.

أما في ما يتعلق بالتخطيط لإجازة عائلية خالية من تعارض الآراء فإليك ثلاثة خيارا:

  • السفر إلى أمكنة لا تقدّم النشاطات الرياضية التي يمارسها طفلاك مما يمنحهما فرصة التعرف على نشاطات جديدة ومختلفة.
  • تلبية اهتمامات طفليك بالتناوب. ففي الرحلة الأولى اذهبوا إلى مكان يقدم نشاطاً رياضياً يمارسه ابنك، وفي المرة الثانية توجهوا إلى مكان يقدم الرياضة التي تمارسها ابنتك.
  • توجهوا إلى مكان يقدم النشاطين الرياضيين اللذين يمارسهما طفلاك. وقد تساعدك وكالة السفر في ذلك.

- يرغب ابني في تمضية الإجازة الصيفية في منزل جدته الجبلي، وأنا أخشى  البقاء عند الجدة لأنه  قد ينتج عنه نوم  في ساعة متقدّمة عند المساء، أو تناول الحلوى من دون رقابة، و قد تتساهل الجدة معه وتلبي رغباته. فما الحل؟ هل أحرمه متعة البقاء في أحضان جديه والتمتع بدلالهما؟
بالطبع لا فتمضية العطلة في منزل الجدة ذكرى جميلة جدًا لا ينساها الطفل. وفي المقابل أفهم قلقك، فمعظم الأهل يقلقون أحياناً عندما يطلب الطفل المكوث في منزل جديه عند نهاية الأسبوع أو أثناء العطل المدرسية، فهناك بعض المفاهيم الخاطئة التي قد توتر العلاقة بين الأهل والطفل وجديه.

  • خطأ: يكتسب الطفل عادات سيئة أثناء مكوثه في منزل جديه ويصبح عنيداً غير مطيع عند عودته إلى كنف والديه.
  • الصحيح: يدرك الطفل أنه بعد العودة إلى البيت عليه التزام القانون المنزلي الذي يعتمده والداه. لذا ليس من الضروري أن يعمد الوالدان إلى التعامل معه بقسوة بل باللين واللطف، حتى وإن تصرف في شكل فوضوي، لأنه بعد فترة وجيزة سيعود إلى التقيد بالعادات المنزلية.
  • خطأ: يتعمد الجدان التساهل مع الحفيد ليثيرا غيظ والديه.
  • الصحيح: ليس عند الجدين أي نية لإثارة غضب والدي الحفيد. فبحسب رأي التربويين الوالدان هما صاحبا القرار والمسؤولان عن تربية طفلهما. ولكن الذي يحدث أن الجدين عموماً قد يبالغان في التعبير عن حنانهما لحفيدهما ويلبيان رغباته لأنهما لا يريانه في شكل مستمر فيعملان على إسعاده بشتى الطرق.

 

مفاهيم صحيحة
ليس هناك ما يمنع الأم من وضع النقاط على الحروف والاتفاق مع الجدين على بعض الأمور التي هي من أولوياتها التربوية بأسلوب لبق لا يجرح مشاعرهما.
فلا يجوز أن يغيب عن بالها  أنهما  والدان ويقدران وجهة نظرها التربوية ويحترمانها، كما يمكنها الاستفادة من تجربتهما.
من الضروري أن تضع الأم حداً لتصرفات الجدة إذا كانت تنتقدها أثناء غيابها. ولكن في الوقت نفسه لا يجوز أن تحوّل طفلها إلى ناقل للأحاديث بينها وبين جدته. فإذا قال لها مثلاً إن جدته تتحدث عنها بالسوء، لا تطلب منه نقل رد فعلها.
على الأم التحدث لاحقاً إلى الجدة وتطلب منها تغيير سلوكها، وتنبهها إلى أن الانتقادات التي توجهها إليها أمام  حفيدها تجرح مشاعره.
وإذا أرادت انتقادها فعليها القيام  بذلك في حضورها هي وليس في حضور الحفيد. فالطفل يجب أن يبقى بعيداً عن متاهة الخلافات التي تدور بين الراشدين.

- لا يريد إبناي الذهاب إلى المخيّم الصيفي الذي تنظّمه المدرسة، وحجتّهما أنهما لن يعيشا تجربة جديدة، وأنا أم موظّفة ولا أريدهما أن يمضيا أيامهما الصيفية في المنزل يشاهدان التلفزيون أو يمضيا نهارهما في ألعاب الكمبيوتر. فهل من نصيحة؟
يمتعض بعض الأطفال من فكرة الذهاب إلى مخيم صيفي، خصوصاً إذا كان تابعاً لمدرستهم التي أمضوا وقتاً طويلاً  بين جدرانها، إضافة إلى أنه غالباً ما يكون نظام المواعيد المتبّع شبيهاً بالنظام المدرسي، أي الاستيقاظ عند ساعة محددة صباحاً والعودة إلى المنزل ظهراً، مما ينفّر بعض التلامذة من فكرة الاشتراك بمخيم صيفي تابع للمدرسة ويفضّلون الجلوس في البيت، فهم يبحثون عن الحرية في استعمال وقتهم، إذا صحّ التعبير، بالطريقة التي يرغبون فيها دون قيد أو شرط.


لذا أنصحك بالآتي

قبل العطلة
 -اجعليهما يرغبان في الذهاب إلى المخيّم الصيفي. كيف؟
اطّلعي، قبل حلول العطلة الصيفية، على برنامج المخيم الصيفي الذي تنظّمه المدرسة أو النادي القريب من المنزل، لتتعرّفي إلى النشاطات التي يوّفرها، والتي يمكن أن يكون من ضمنها نشاط أو أكثر يثير اهتمام ولديك.
ركّزي على هذا الأمر وحاولي أن تنمّي رغبتهما في الذهاب إلى المخيّم بطريقة تثير فضوله، كأن تقولي له: «كم هذا رائعاً يمكنكما أن تتعلّما العزف على الغيتار فقد ورد ذلك في برنامج المخيم الصيفي الذي تنظّمه المدرسة». فهذه الجملة قد تدفعهما إلى تغيير رأيهما.

يوم تجريبي
من الحكمة أن تسمحي لولديك بتمضية نهار كامل أو نصف نهار في المركز الترفيهي، فبهذه الطريقة تتيحين لهما فرصة التعرّف إلى المكان وإلى الأشخاص المسؤولين عن النشاطات الترفيهية، وتجنّبيهما في الوقت نفسه رهبة الذهاب إلى مكان لا يعرفانه عند حلول اليوم الأوّل للعطلة.

ابحثي لهما عن صديق
يشعر الطفل بالحماسة إذا كان صديقه المقرّب منه يرافقه إلى المخيم الصيفي. لذا يمكن الأم أن تُقنع والدة هذا الصديق بتسجيل ابنها في المخيّم نفسه. فبهذه الطريقة لن يشعرا بالملل أو بالغربة في مكان لا يعرفان فيه أحداً، ويصبح الاختلاط  بالأطفال الآخرين أسهل.

خلال العطلة كوني هادئة عند الصباح
أظهري ارتياحك عندما تأخذين ولديك إلى مركز المخيم، فكلما بدا عليك الهدوء تقبّلا فكرة تمضية نهاره هناك. وكوني أكيدة أنهما سيجدان كل المتعة والفائدة، وحاولي ألا تظهري بمظهر المذنبة فالذهاب إلى المخيّم ليس عقاباً.
أما إذا أبدى ولداك رفضهما أو امتعاضهما فبإمكانك السماح لهما بالمكوث في البيت يوماً واحداً في الأسبوع مما يسمح لهما بالاستيقاظ متأخرَين والبقاء إلى جانبك ومشاركتك في بعض النشاطات كالذهاب إلى السوق مثلاً.

خذي وقتك
ينصح الاختصاصيون الأم  بتجنب إيصال طفلها إلى المخيّم قبل دقائق قليلة من افتتاحه فهذا يُشعره بأنها لا تكترث لأمره أو أنها تريد التخلّص منه.
لذا من الضروري أن تقلّيهما قبل الموعد بربع أو نصف ساعة وتتحدثي إليهما وتودّعهما بابتسامة قائلة: «إلى اللقاء».
فمن الأفضل للطفل رؤية أقرانه يدخلون إلى مركز المخيم بدل أن يشعر بأنه ملزم بالاندماج فجأة مع مجموعة كبيرة من الأطفال غرباء عنه.

التحدث إليهما مساء عما قام به خلال النهار
يشعر الطفل عموماً بالغبطة عندما يتحدث إلى والدته عما قام به من نشاطات خلال وجوده في المخيّم. أما إذا أبدى امتعاضه وتذمّره خلال يومين أو ثلاثة من بدء المخيّم وأنه لم ينسجم مع الآخرين أو إذا امتنع عن التحدث عما قام به خلال النهار، فعلى الأم مناقشة الأمر مع المسؤولين في المخيّم، وأن تسألهم ما إذا كان طفلها يجلس وحيداً. وإذا قالوا لها إنه لا يشارك في معظم النشاطات عليها أن تخبرهم عن بعض خصائص شخصية ابنها، فهو دون شك في حاجة إلى بعض المساعدة لتحفيزه على الانخراط في المجموعة.