علي الحجار: هذا رأيي في أنغام وأصالة وعبدالله الرويشد

محمود الرفاعي (القاهرة) 08 أبريل 2018

طرح الفنان علي الحجار مؤخراً ألبومه الغنائي الجديد «ما تاخدي بالك»، وهو يتضمن 12 أغنية باللهجات المصرية المتنوعة، منها البدوية والصعيدية والبورسعيدية، كما قدّم للمرة الأولى اللهجة الجزائرية، وكان مقرراً أن يقدم اللهجة الخليجية، إلا أن الرقابة رفضت لعدم انتهائه من التصاريح الخاصة بها.
«لها» التقت الحجار، فتحدّث عن التفاصيل الكاملة لألبومه الجديد، وتقديمه دويتو مع مطربة تجاوزت الـ80 عاماً، وعلاقته بالفنان عبدالله الرويشد، ورأيه في صوتَي أنغام وأصالة، كما كشف أسراراً عن حياته الشخصية وعلاقته بزوجته، وسبب إخفائه خبر زواج نجله أحمد.


- لماذا تأخرت في طرح ألبومك الجديد «ما تاخدي بالك»؟
لا بد في البداية، من أن نعترف بأن المطربين المعاصرين يعانون أشد المعاناة من الظروف الإنتاجية الصعبة، فأصبح كل فنان ينتج في الوقت الحالي لنفسه، لذلك أصبحت فكرة إصدار الألبومات صعبة، وتحتاج الى منتج فني محترم.
ومن جهتي، استغرقت أشهراً في العمل على أغنيات هذا الألبوم، وأحمد الله أنني في النهاية استطعت أن أطرحه. كما أن هناك أسباباً أخرى أدت الى تأخر طرح الألبوم، منها انشغالي الدائم في حفلاتي الغنائية، سواء في دار الأوبرا المصرية أو في ساقية الصاوي، لا سيما أنني أحرص على العمل فترة طويلة لتقديم حفلات غنائية جيدة ومتميزة.

- ما الجديد الذي قدّمته في الألبوم؟
يضمّ الألبوم 12 أغنية جديدة وقيّمة وهادفة، أتعاون فيها مع عدد من الشعراء الذين أغني من كلماتهم للمرة الأولى، مثل سالم الشهباني وطارق زرمبة، وأعود الى التعاون مع الكاتب الصحافي الكبير محمد العسيري، وأغني للمرة الأولى أيضاً من ألحان ممدوح صلاح ومحمد النادي ومنير الجزائري.
وقد جدّدت الموسيقى والأشكال الغنائية التي قدمتها في الألبوم، حيث أؤدي اللهجة البدوية في إحدى الأغنيات، والموسيقى البورسعيدية والصعيدية، وأحببت أن أقدم ألبوماً بنكهة مصر وشعبها.

- لماذا قدمت دويتو مع الفنانة الشعبية الكبيرة جمالات شيحة؟
الدويتو جاء بمحض الصدفة، حيث لم أكن أخطط أصلاً لطرح أغنية «الهوى يبلى في الألبوم» التي تشاركني غناءها السيدة جمالات شيحة، فبعد أن انتهيت بشكل تقريبي من تسجيل أغنيات الألبوم، كنت أجلس مع الشاعر محمد العسيري والملحن ممدوح صلاح، ووجدتهما يدندان كلمات الأغنية أمامي، فأعجبت بها كثيراً، وقررت أن أضمها الى الألبوم، بعد أن كنت قد انتهيت فعلياً من تسجيله.
وخلال التسجيل، اقترح العسيري عليَّ فكرة أن يشاركني صوت آخر شعبي في الأغنية، فاقترح اسم جمالات شيحة، وبدوري رحبت بالفكرة فوراً، واتصلنا بها لتنفيذ الأغنية، فلبّت طلبنا وقامت بتسجيلها، ورغم أن السيدة جمالات قد تجاوز عمرها الثمانين عاماً وتدخل الاستديو بمساعدة أولادها، فإنها أمام الميكروفون تبدو شابة في العشرين عاماً.

- هل ترى أن الأغنية سيكون لها شكل آخر مع رواج الألبوم؟
بكل تأكيد، جمالات شيحة أعطت روحاً مختلفة للأغنية، التي أرى أنها دويتو غنائي غير تقليدي، بخاصة أنها مقلّة جداً في أعمالها خلال الفترة الأخيرة.
والأغنية صعيدية استخدمنا فيها الآلات التي تعبر عن تلك البيئة، مثل الربابة والمزمار، وقد نفّذها الموزع الموسيقي مادو ببراعة شديدة، وأنا أراهن على تلك الأغنية دون الأغنيات الأخرى كافة، إذ أرى أنها تحمل صفات العالمية، حيث لم نقلد فيها أو نقدم أي تيمة أو جملاً لحنية غربية، فالأغنية مصرية خالصة، وأعتقد أنها لو قُدّمت من قبل مطرب أميركي أو أوروبي لحازت جوائز عالمية، نظراً الى شكلها الموسيقي المبتكر.

- ألم تخشَ من الهجوم عليك بسبب اسم اغنيتك الجديدة «مش هخش النار»؟
إطلاقاً، فلهذه الأغنية قصة طريفة، ربما تعود إلى أكثر من خمس سنوات، وهي للشاعر الغنائي فوزي إبراهيم، الذي دار حديث بيني وبينه آنذاك في دار الأوبرا المصرية، وقال لي رداً على سؤال لي: «مش هخش النار علشانك»، فأعجبتني الجملة كثيراً، وطلبت من فوزي أن يحوّل تلك الجملة إلى أغنية، وبالفعل شرع في كتابتها، وتقول كلماتها: «أيوه بحلف باللي خلقك حتة مني، إن عمر ما حد غيرك خد مكانك، وأما بحلف صدقي الحلفان لأني، مهما أحبك مش هخش النار عشانك»، ورغم مرور فترة طويلة على كتابة هذه الأغنية، فإنني كنت دائماً أفكر فيها.

- لماذا قدمت أغنية جزائرية في ألبومك؟                                    
الشاعر مصطفى جودة والملحن منير الجزائري هما من عرضا عليَّ الأغنية، وهي بعنوان «مين فينا مش محتاج»، وفكرتها مختلفة تماماً عن الأغاني كافة التي قدّمتها خلال مسيرتي، إضافة إلى أنها تحمل النمط والتراث الجزائريين، لذلك أحببت الفكرة، ورأيت أنه من الجيد أن أقدم أعمالاً جديدة ومختلفة في ألبومي، كما أن الموزع أشرف محروس وضع عليها بصمته التوزيعية الموسيقية.

- ما حقيقة أنك كنت ستغني أغنية من ألحان ملحن كردستاني في ألبومك؟
بالفعل، كانت هناك أغنية بعنوان «شفت يا قلبي»، من كلمات الشاعر إبراهيم عبدالفتاح وألحان ملحن كردستاني يُدعى هالكوت زاهر، وتم تسجيلها فعلياً، لكن المصنفات طلبت الحصول على تنازل منه في السفارة المصرية في كردستان، لذا تم تأجيل طرحها ضمن هذا الألبوم، وربما نطرحها خلال الفترة المقبلة.

- ولماذا لم تقدّم الأغنية الخليجية في الألبوم؟
هناك أغنية كويتية كانت ستُطرح داخل الألبوم بعنوان «اعتذار»، من كلمات الشاعر فارس العيضاي وألحان فوزي النقاوي، وأنا أمتلكها منذ سبع سنوات، إذ أحضرها لي فوزي الذي تربطه صداقة بالمايسترو أمير عبدالمجيد، وبصراحة، الأغنية نالت إعجابي.
ومؤخراً، زارني فوزي وقررت أن أضمّها الى الألبوم، وهي تعد المرة الأولى في مسيرتي الفنية الممتدة لأكثر من 40 عاماً، التي أغني فيها باللهجة الخليجية، لكن تم تأجيلها بسبب رفض المصنفات الفنية اعتمادها لعدم وجود تصاريح نهائية من الشاعر والملحن.

- في حفلتك الأخيرة في مهرجان الموسيقى العربية، قدمت إهداءً كبيراً للنجم الكويتي عبدالله الرويشد، لماذا فعلت ذلك؟
أنا مؤمن بأن مهرجان الموسيقى العربية هو مهرجان الفنانين العرب، وبالتحديد الفنانون الكبار، وأرى أن المهرجان في دورته الأخيرة كان موفقاً جداً في اختيار الأسماء التي شاركت فيه، لا سيما الفنان الكويتي الكبير عبدالله الرويشد، الذي أراه رمزاً من رموز الأغنية العربية والخليجية، ولأنني أعرف الرويشد عن قرب، فأنا أعلم جيداً أنه فنان عاشق لمصر وكل ما هو مصري، ومصر بالنسبة إليه هي وطنه الثاني بعد الكويت، ويكفيني حضوره مباشرة من الكويت إلى مصر، حين رحل الفنان الكبير عمار الشريعي، في طائرة خاصة من أجل توديعه بعد وفاته والصلاة عليه، فهو فنان مميز ويختلف تماماً عن غيره من الفنانين.
كما أرى أنه من أكثر الأصوات العربية والخليجية قرباً من قلوب الجمهور المصري، لكونه يقدم بشكل شبه اعتيادي أغنيات باللهجة المصرية، ولأن موسيقاه قريبة من الموسيقى المصرية المعاصرة.

- لماذا لم تنفّذ وعدك بتسجيل القرآن الكريم بصوتك وطرحه في الأسواق؟
نفّذت وعدي بالفعل، وسجلت القرآن الكريم بصوتي منذ قرابة العامين، وتم ذلك في الاستوديو الخاص بي، إذ حصلت على إجازة من الأزهر بتسجيل القرآن بصوتي، لكنني لن أطرح التسجيل في الأسواق أو على الإذاعات أو القنوات، لأنه عمل خاص بي أستمع إليه ويستمع إليه أولادي وأحفادي مستقبلاً.
علماً أن تسجيل القرآن والاعتياد على قراءته يساعدان الفنان كثيراً على تقديم الغناء بشكل جيد، فما من شيء يساعد صوت الفنان أفضل من القرآن.

- هل ترى أن برامج المواهب الغنائية في الفترة الأخيرة قدمت أصواتاً شبابية جديدة في الساحة الغنائية؟
الجميع يعلم جيداً أن الأصوات التي قدمتها برامج المواهب الغنائية طيلة السنوات الماضية ليست كثيرة، نظراً الى أن تلك البرامج هدفها الرئيسي الربح المادي والانتشار، وليس تقديم الأصوات الجيدة والواعدة، حتى أنه في نهاية تلك البرامج تتحول الفكرة من اختيار الصوت الجيد إلى تشجيع دول المتسابقين، حيث أن المصوّتين يختارون البلد الذي يحبونه أو الذي ينتمون إليه، وليس الصوت الجيد، وهو ما شهدناه.
والنتيجة، أن غالبية تلك الأصوات ليست لها مكانة حالياً أو اختفت تماماً وأصبحنا لا نسمع عنها إطلاقاً. لكن، أتمنى أن تتكفل الأوبرا المصرية بتقديم تلك الأصوات وترعاها حتى لا نلجأ إلى تلك البرامج.

- ما الأصوات النسائية التي تفضّل دائماً الاستماع إليها؟
تمتلك مصر والمنطقة العربية عشرات الأصوات النسائية المهمة، لكن على المستوى الشخصي هناك صوتان أحبهما للغاية، وهما صوت الفنانة أنغام التي أرى أنها سيدة الغناء العربي في الوقت الحالي، فهي تمتلك كل المقومات لتحمل هذا اللقب، حيث تجمع بين قوة الإحساس وسلاسة الصوت، وحين تغني تجعلك تشعر بكل كلمة تنطقها، وهناك أيضاً الفنانة السورية أصالة نصري، التي أجد أنها لا تغني أغنية سيئة، بل إن كل أغنياتها أفضل من بعضها.

- لماذا احتفلت بزفاف نجلك أحمد في سرّية تامة؟
لم أقصد أن يكون الزفاف في سرية تامة، فالفرح هو فرح أحمد، وهو الذي يختار ما يريده لناحية دعوة الإعلام والصحافيين الى الحفلة ونشر أخباره من عدمه، وأنا في النهاية ضيف من ضيوف الحفلة.
كل ما فعلته في الحفلة أنني دعوت أصدقائي المقربين الذين يحبهم أحمد ويعرفهم معرفة شخصية، كما أن أحمد ربما لا يحب أن تكون حياته الشخصية مباحة في وسائل الإعلام، فهي أمر يخصّه ولا دخل لأحد فيه، وكل ما أتمناه أن يسعده الله في حياته هو وزوجته الجميلة.

- لديك ستة أولاد، من يمتلك فيهم موهبة الغناء مثلك؟
الحمد لله جميع أولادي موهوبون في الفن عموماً وليس الغناء فقط، فمثلاً أحمد احترف الغناء بشكل كامل، وأصبح مهنة أساسية في حياته، وباقي أولادي لديهم موهبة فنية مثل العزف على الغيتار والبيانو والعود، وأنا أعمل بشكل أساسي على دعم موهبتهم وتشجيعهم. أما ابنتي جنا، فهي موهوبة في الرسم، وتعلمت هذه الموهبة من والدي رحمة الله عليه، حيث كانت أكثر أولادي قرباً إليه، وأحبته كثيراً، وكانت تحب أن تتعلم منه كل شيء.


حياتي مع «هدى»

- ما شكل حياتك مع زوجتك «هدى»؟
حياة طبيعية للغاية، مثل أي أسرة مصرية، وأحب أن أشكر زوجتي على تحمّلها لي ولانشغالي الدائم في عملي.

- ما الهواية التي تحب أن تفعلاها معاً؟
إذا كان لديَّ الوقت نذهب معاً إلى التسوق، لكني لا أتدخل في اختيار ما تشتريه.