بشخصية متفانية وولع بكل ما هو استثنائي وغريب وشغف لا حدود له بكل ما هو جميل وموسيقى الروك أند رول، بدأ فيليب بلين المصمم الألماني حياته المهنية بتصميم الأثاث خلال دراسته للقانون، والتي سرعان ما لفتت أنظار خبراء التصميم الداخلي إليها لفرادتها وتميّزها، مما دفعه إلى تأسيس شركته للتصميم الداخلي في ميونيخ في ألمانيا عام 1998. وللاستفادة من الجلود المتبقية من تصميم الأثاث، صمّم بلين الحقائب والأكسسوارات من هذه المواد المتميّزة والتي لاقت رواجاً كبيراً وسريعاً خلال المعارض التجارية. وقد شكّل اهتمامه القوي بالفن والهندسة المعمارية والثقافات الأجنبية في وقت مبكر من الحياة، بداية مميّزة لشغفه في تصميم الأزياء الذي اكتشفه مع تصميم معطف الباركا الأيقوني. وهكذا أطلق بلين علامته التجارية الخاصة في عام 2004 نتيجة استحواذ تصاميمه على إعجاب الشباب بأسلوبها غير التقليدي وفخامتها التي لا مثيل لها والتي توسّعت لتشمل في عام 2016 علامة Philipp Plein الأصلية، وBillionaire Couture وPlein Sport والتي جسّدت كلّها شخصيّة المصمّم المُحبّة للمرح والاستمتاع بالحياة، وكسّرت بتصاميمها كل القواعد والحواجز، وجمعت بين أسلوب الشباب والروك أند رول بترف وفخامة. وللتعرف أكثر على شخصية هذا المصمّم الجريء، كان لنا معه هذا اللقاء.

-من هو فيليب بلين؟
رجل حالم ومؤمن، لا يوقفه شيء لحين بلوغه أهدافه.

-من التصميم الداخلي إلى تصميم الأزياء، لماذا هذا التحوّل؟ وكيف كان؟
بينما كنتُ أقدّم مجموعتي في Maison Objet في باريس، كان عليّ أن أعرض خزانةً، لذلك ابتكرتُ معطف باركا قديم الطراز مع جمجمة من أحجار السواروفسكي، وهي الجمجمة نفسها التي كنتُ أستخدمها في تشكيلة من الوسائد. في ذلك اليوم، تلقيتُ طلباتٍ على معطف الباركا أكثر مما لقيت الخزانة إقبالاً... لا أنكر أنّني تفاجأتُ قليلاً... إلا أنّ تلك كانت اللحظة الحاسمة التي قررتُ فيها الشروع في تصميم الأزياء. حدث كل شيء من باب الصدفة، ولكنّني شعرتُ بأنّه قرار صائب.

- ما الذي وجدته في تصميم الأزياء ولم تجده في التصميم الداخلي؟
أعتقد أنّ أكثر ما يشوّقني في عالم الأزياء هو إمكانية تقديم عروض مذهلة. فأنا أعشق ترفيه الجمهور ومفاجأته بأعمال مبهرة.

-كيف انعكست شخصيتك الفريدة وشغفك بالفن والهندسة المعمارية وولعك بالثقافات الأجنبية وحبّك لموسيقى الروك أند رول والجمال وكل ما هو خارج عن المألوف، على تصاميمك؟
أعترف بأنّ تصاميمي متأثّرة إلى حدّ بعيد بكل أهوائي، وتتجلّى شخصيتي في كل قطعة من مجموعتي: فهي قوية وخارجة عن المألوف.

-بعد النجاح الباهر الذي حققته وما زلت، هل ترى نفسك رجل أعمال ناجحاً أم مصمم أزياء موهوباً؟
لا شكّ في أنّني حقَّقتُ إنجازاتٍ كثيرةً، ولكن لا شيء يشعرني بالرضا التام، بل أرغب دوماً في المزيد.

-كيف تبحث عن مصدر إلهامك؟ 
عموماً، أستمدّ إلهامي مما أراه في الشوارع. وأخيراً، صرتُ أتأثّر كثيراً بالموسيقى.

-لماذا أطلقت مجموعة Plein Sport؟
درستُ السوق لسنوات عدة، ولاحظتُ أنّ عدداً قليلاً من العلامات التجارية يحتكر هذا النمط، في حين أنّ العلامات الفاخرة لم تخض غمار هذا المجال فعلاً. عندئذٍ، قرّرتُ أن أسدّ الفجوة: فمنتجاتي مناسبة للحركة والرياضة، ولكنها في الوقت نفسه تحمل لمسةً فاخرةً.

-هل تظن أنّ الملابس الرياضية الراقية موضة سترافقنا لفترات طويلة؟
أنا على قناعة تامة بهذا الأمر! تلقى الملابس الرياضية نجاحاً هائلاً، لأنّ هناك دائماً طلباً كبيراً عليها: فقد بات الأشخاص يمارسون الرياضة ويعتنون بأنفسهم وبأجسامهم أكثر من أي وقت مضى، كما أنّ عملاء كثيرين يبحثون عن قطع فريدة لنشاطاتهم الرياضية تميّزهم عن الآخرين.

-كيف ولدت علامتك التجارية Billionaire Couture؟
استحوذت على غالبية أسهم Billionaire عام 2016، مع فكرة ابتكار العلامة الأكثر تميزاً للأزياء الرجالية في العالم. تقدّم علامة Billionaire المستوحاة من موضة الأثرياء ومحبّي الحياة والمرح تصاميم فاخرةً للرجل الذي يعرف من يكون ومن يحب أن يكون. إنّ رجل Billionaire هو أكثر نضوجاً ورقياً من رجل «فيليب بلين».

- هل شكّلت هذه العلامة استثماراً تجارياً ناجحاً؟
تشهد علامة Billionaire نمواً سريعاً وتُبلى بلاءً حسناً. وسوف نفتتح في الأشهر المقبلة فروعاً في أماكن عدة، منها دبي.

-هل تفكّر في إطلاق مجموعة خاصّة جديدة، ولمن توجّهها؟
خطر في بالي الكثير من الأفكار الشيّقة، ولكنّني أفضّل عدم الكشف عن أي منها.

-هل تتدخل في عملية التنفيذ والتصنيع وتتابع أدق التفاصيل؟
أنا شخص عملي جداً وأتدخل في أدقّ تفاصيل ما يجري. ومع أنّني لا أنفّذ القطع، إلا أنني أعمل جنباً إلى جنب الخبراء في الإنتاج كي يتمكّنوا من ترجمة أفكاري.

-كم يستغرق التحضير لكل مجموعة؟
عادةً، حوالى الشهر.

-هل أنت من يقرّر التصاميم التي لا بد منها كل موسم Must-Haves، أم أن الموضة تفرضها عليك؟
أحبّ أن أبتكر صيحاتي الخاصة من دون أن أتبع ما يفعله الآخرون.

-ما هو التصميم الذي لا بد منه لربيع/صيف 2018؟
بدءاً من الأكسسوارات وصولاً إلى الملابس من الرأس حتى أخمص القدمين، لقد ساد الترتر بقوّة على منصات عروض الأزياء لموسم ربيع وصيف 2018.

-ماذا تعرف عن المرأة العربية وذوقها؟ وماذا عن ذوق الرجل العربي؟
تهتمّ السيدات العربيات كثيراً بصورتهن وهنّ يعرن انتباهاً بالغاً لمظهرهن، وأنا حقّاً أقدّر ذلك. أمّا الرجال العرب فهم يتابعون أكثر فأكثر أحدث صيحات الموضة، سواء في الملابس أو الأكسسوارات.

-ما هي النصيحة التي توجّهها الى القرّاء، لا سيما العرب منهم؟
أنصحهم بأن يرتدوا دائماً ما يمنحهم ثقةً بالنفس وشعوراً بالراحة.

-كيف تصف مجموعة ربيع/صيف 2018؟
كانت مجموعة ربيع وصيف 2018 التي قدّمتها في ميلانو احتفاءً بمسرحية Grease الموسيقية: فتيان مع سيجارة خلف آذانهم وعلبة سجائر «مارلبورو» في أكمام قمصانهم، وسترات من الدنيم المنتّف والجلد المرصّع بقطع معدنية. أمّا الفتيات فيظهرن بسترات منفوخة مصنوعة من الجلد، وقمصان «كروب توب»، وسراويل ليغينغ، وأحذية ذات كعوب عالية. وجميعهم مهووسون بالسرعة والسيارات السريعة.
استوحيتُ مجموعة نيويورك المبهرة من حكايات الخيال: سندريلا مربوطة بسلاسل من الألماس وأربطة من المجموعة. وهي بالنسبة إليّ، المجموعة الأكثر جاذبيةً على الإطلاق.