القصة الكاملة لنجمة الستينات آمال فريد التي ضربها المرض والفقر وتجاهلها الوسط الفني

القاهرة (لها) 03 أبريل 2018

لم يكن أحد يتخيّل أن نجمة الستينات الجميلة آمال فريد، التي ارتبطت في أذهان الجمهور بالأدوار الرومانسية، بخاصة في فيلمها الشهير مع عبدالحليم حافظ "ليالي الحب"، سينتهي بها الأمر وحيدةً في مستشفى لا تملك نفقات علاجها، بعد أن ضربها المرض والفقر وتجاهلها الوسط الفني.

آمال التي وُلدت في حي بالعباسية يوم 12 شباط (فبراير) عام 1938، حصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، ودخلت الفن عن طريق مسابقة في مجلة الجيل، واكتشفها رمسيس نجيب.

وكانت بدايتها الفنية من خلال فيلم "موعد مع السعادة" أمام الفنانة فاتن حمامة، ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بدور البطولة أمام عبدالحليم في فيلم "ليالي الحب"، وكان عمرها آنذاك سبع عشرة سنة فقط، لكنها أصبحت بعد هذا الفيلم واحدة من أهم نجمات السينما المصرية، لما كانت تملكه من جمال طبيعي آخاذ وموهبة فريدة.

لكن آمال لم تطل التواجد في عالم الفن، فاعتزلت في أواخر الستينات بعد أن تزوجت من مهندس مصري كان يقيم في موسكو لتعيش معه هناك، ثم عادت وشاركت في فيلمين فقط، وقررت الاعتزال بعدهما نهائياً.

غابت آمال عن الحياة الفنية والأضواء، حتى كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، وهي تداول صورة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجلس في أحد المقاهي، حيث قيل إنها تعاني من مرض الألزهايمر والفقر الشديد.

وعلى الفور، أبدت نقابة المهن التمثيلية اهتمامها بقصتها، وأصدرت بياناً أكدت فيه أن كل أعضاء النقابة سيهتمون بالأمر ويتواصلون مع الفنانة القديرة. كما قرر المركز الكاثوليكي للسينما تكريمها، لكنها لم تتمكن من الحضور واستلام تكريمها، فتسلّمته بدلاً منها الفنانة إلهام شاهين التي قصدتها بعد ذلك برفقة الأب بطرس دانيال، وأعطتها التكريم. وقد نفت شاهين ما تردد عن إصابة الفنانة القديرة بالألزهايمر أو العوز المادي، مؤكدة أن حالتها المالية طيّبة.

وفي ذلك اللقاء الثلاثي، عبرت آمال عن سعادتها بتكريمها من قبل المركز الكاثوليكي للسينما، وأدلت بتصريحات قالت فيها: "اعتزلت التمثيل بعد أن تزوجت ضابطاً مهندساً يعمل ملحقاً عسكرياً في السفارة المصرية بموسكو، وسافرت معه إلى هناك لمدة أربع سنوات، وبعدما قدمت أفلاماً لا تعوّض مع أعظم فناني مصر، مثل عبدالحليم وعمر الشريف ورشدي أباظة وإسماعيل ياسين، قررت اعتزال الفن وأنا في قمة مجدي، والاكتفاء بما قدمته من أعمال تُعدّ من كلاسيكيات السينما المصرية".

وأضافت: "حالياً، أُفضّل أن أكون في علاقتي الخاصة مع الله من دون أن يتدخل أحد في حياتي، لأن هذا قراري النابع من داخلي"، مشيرة إلى أن دخولها الوسط الفني كان مصادفة، وموضحة: "كنت في رحلة مع مدرسة العباسية الثانوية لاستوديو النحاس، وأثناء تصوير أحد المشاهد للفنان فريد شوقي من فيلم "جعلوني مجرماً" وهو يُدهس من سيارة، صرخت بصوت عالٍ خوفاً عليه، فجاء إليَّ المنتج رمسيس نجيب وقال لي إنه معجب بإحساسي العالي".

وتابعت: "نجيب قال للمخرجين الكبيرين حسن الإمام وهنري بركات، إنني سأكون أحسن فنانة ونجمة أفلامه، وقد تحقق ذلك، حيث أنتج لي بمشاركة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، أول فيلم سينمائي، وهو "موعد مع السعادة"".

ومؤخراً، عادت آمال الى الأضواء مجدداً، لكن هذه المرة بعد دخولها أحد المستشفيات للعلاج من إصابة في الحوض. وصرّح الدكتور أحمد البقري، الطبيب المعالج لها، بأنها أجرت عملية جراحية الخميس الماضي، لاستبدال مفصل الحوض الأيسر بمفصل صناعي في مستشفى المعلمين.

وقال البقري عبر صفحته الخاصة على "فايسبوك": "كانت العملية موفّقة بفضل الله تعالى، واستغرقت 54 دقيقة، وقامت الفنانة بألف سلامة والحمد لله".

وأضاف البقري أن أكثر ما أحزنه وآلمه، أن "الفنانة آمال فريد حضرت إلى المستشفى منذ أسبوع بمفردها، وهي مصابة بكسور في حوضها الأيسر، وقد أوصلها أناس لا تعرفهم. ومنذ لحظة وصولها إلى المستشفى، لم يأت أحد للسؤال عنها، وعندما زرتها قبل العملية قالت لي باكيةً: أرجوك مش عاوزة أخرج إلا وأنا ماشية لأني لوحدي".

وأكد البقري أنه اتصل بنقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، الذي قال إن النقابة لن تتخلى عن الفنانة، وستقوم بتغطية تكاليف العملية مهما كانت التكلفة، وهو ما حدث بالفعل".

وقد علمت "لها"، أن آمال فريد لا تملك سوى شقتها في حي الزمالك، وأن أحوالها المادية ليست على ما يرام. كما كشفت مصادر مقربة منها لنا، أنها تفكر في بيع شقتها الفخمة بمنطقة الزمالك، من أجل الإنفاق على نفسها، واستئجار شقة بسعر يناسب ظروفها الحالية.