الغاسول المغربي.. رمز الجمال الطبيعي

03 أبريل 2018

للحمام المغربي عند النساء ميزات وطقوس خاصة، تطورت مع تطور الحمامات العصرية. هو فضاء للاسترخاء والتدليك البدني، والنميمة، والدعاية الانتخابية أحيانًا.
الإعداد للحمام من طرف سيدات الحواضر ينطلق قبل موعد الذهاب إلى الحمام بنحو أسبوع، بحيث تقتني السيدات "الغاسول"، وهو المادة الطبيعية التي توجد في منطقة بولمان في سفوح جبال الأطلس المتوسط. و"الغاسول" حجر يوضع في خليط من الأعشاب المطبوخة مثل البابونج، والورد، والخزامى، لأجل ترطيبه، كما هو الحال مع الجير.
فاطمة عاشور

وفي الصباح، حين يتحلل "الغاسول" المنسم بالأعشاب، يتم وضعه في الغربال، ليوم كامل، من أجل استخراج عصير لين بدون حصى وعجين رطب، ثم يعرض لأشعة الشمس حتى زمن المغيب، ويعاد نشره لمرات متوالية إلى أن يجف. بعدها يُجمع في إناء خاص كشرائح رقيقة، وعند كل مناسبة للاستحمام تأخذ المرأة قسطا منه إلى الحمام، ومتى انتهت الذخيرة، استعارت من جارتها.

الخطوة الثانية تتمثل في تحضير الأعشاب المصاحبة للحناء، كالقرتفل والورد وقشور الرمان والخزامى والريحان، والتي تخضع للتنقية والغربلة، وتُخلط بالحناء. وفي كل حمام تأخذ المعنية ملعقتين، لتجعلها دهانًا للجسد بعد مزجها بالصابون "البلدي". وقبل يوم على موعد الاستحمام تكون قد وضعت من هذه الخلطة جزءاً على شعرها، لكن بعد خلطه هذه المرة مع الحناء. وهذا التحضير يعتمد من طرف البعض في بداية الاستحمام، وأخريات في نهايته.

وينتج المغرب من "الغاسول" بحسب وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، 2962 طناً، فيما اتجهت الحكومة المغربية إلى وضع حد لاحتكاره، بعدما كانت تستثمره شركة واحدة خلال نصف قرن من الزمن، فاتحة المجال للمستثمرين الآخرين، في إطار الشفافية والتنافسية وتكافؤ الفرص بالنسبة.

هذه الخلطة الطبيعية التي جذبت الكثير من الأجانب ودفعتهم للبحث عن مكنوناتها الجمالية الاستثنائية، حيث بدأت تنظم ورش تدريبية في كيفية الاستفادة من هذه الخلطة في تجميل البشرة ولمعان الشعر.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"