داء السكري يجتاح العالم العربي

04 أبريل 2018

ميس نمر حمّاد


تعتبر زيادة الوزن أو السمنة أحد أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. و رغم أن الطب لم يتوصل بعد إلى سر هذه العلاقة، إلا أن هناك عدة نظريات في هذا الشأن. فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تحويلها إلى غلوكوز، ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم والتي تحتاج إلى الأنسولين ليسمح بدخول الغلوكوز إلى داخلها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُعرف السكري بأنه مرض مزمن يحدث عندما يعجز "البنكرياس" عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. ويتزايد عدد المصابين بهذا الداء في العالم بشكل كبير، خاصة لدى الأطفال، ويتسبب في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية، والعينين، والكليتين والأعصاب، كما يتسبّب في حدوث مشاكل مزمنة، وفي الوفاة المبكّرة.

وتشير آخر الاحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المتعايشين مع هذا المرض بلغ حوالي 422 مليون شخص بالغ في عام 2014، مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980، وكاد معدل الانتشار العالمي (الموحد حسب السن) للسكري يتضاعف منذ عام 1980، إذ ارتفع من 4.7 في المئة إلى 8.5 في المئة لدى السكان البالغين وفق الإحصائية.

وفي منتصف حزيران (يونيو) عام 2017، أشارت تقارير الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكري إلى أن هناك نحو 382 مليون شخص مصاب بداء السكَّري في العالم، ويعيش 316 مليوناً آخرون مع اضطراب تحمُّل الغلوكوز، وهم عرضة لتطوُّره إلى داء السكري من النوع الثاني. وسوف يصل العدد إلى 592 مليوناً بحلول عام 2035. ويعيش 80 في المئة من العدد الكلي للمصابين في البلدان ذات الدخل المادي المنخفض والمتوسط. ومع وجود 175 مليون حالة غير مشخَّصة في الوقت الحاضر، فإن عدداً كبيراً من المصابين بداء السكَّري يتقدمون نحو مرحلة المضاعفات من غير أن يكونوا مدركين ذلك.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية في تقاريرها الحديثة أن يصبح مرض السكري سابع مسبب للوفاة الرئيسية في العالم بحلول عام 2030، كما تتوقع ارتفاع مجموع الوفيات الناجمة عن السكري بأكثر من 50 في المئة في السنوات العشر المقبلة، حيث يموت شخص حالياً كل ستة ثوانٍ بسبب داء السكري. 


السكري في الشرق الأوسط


وقد كشف التقرير الذي نشره الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكري (idf) أن أعلى معدلات انتشار مرض السكري في الفترة بين عامي 2013 و2035 ستتركز أكثر في دول الشرق الأوسط؛ وتحديداً في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. بالإضافة إلى ذلك لا تزال المملكة العربية السعودية، والكويت ضمن لائحة أكثر 10 بلدان في العالم تعاني من أعلى معدلات لانتشار السكري حتى العام 2014. ويعزى ذلك إلى التغييرات الاجتماعية والاقتصادية في دول الخليج التي أدت إلى التغيرات السلبية في نمط الحياة، مثل نقص النشاط البدني، ما أدى إلى زيادة انتشار السمنة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالمرض التي تجاوزت 10 في المئة في كثير من دول المجلس. ما يعني أن المجتمع الخليجي أصبح مصاباً أو سيصاب بداء السكري بنسبة تزيد على 20 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جداً إذا ما قورنت بالدول الأخرى.

كما أشار التقرير، إلى أن 34.6 مليون شخص، أو ما نسبته 9.2 في المئة من عدد السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مصابون بداء السكري حاليا. ومن المنتظر أن يتضاعف هذا الرقم ليبلغ 67.9 مليون مصاب بحلول عام 2035. وقد تسبب الداء في وفاة أكثر من 10في المئة من إجمالي البالغين في المنطقة، حيث تم تسجيل 368 ألف وفاة بالسكري في 2013 فقط، 146 ألفا من الرجال و222 ألفا من النساء. ورغم حملات التوعية، فإن مرض السكري قد استأثر بشريحة واسعة من سكان الوطن العربي، الذي يحاول رغم ضعف الإمكانيات تجاوز بعض النقائص من أجل تحسين الرعاية الصحية.

ويجدر الإشارة إلى أن دولاً عربية عدة أسست جمعيات تعنى بهذا المرض. وقد أعلن أطباء تونسيون مؤخراً استحداثهم لجمعية لمساعدة المصابين به، وتأطيرهم على جميع المستويات.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"