"احتقان الأنف".. بوابة المتاعب للجهاز التنفسي

05 أبريل 2018

ميس نمر حمّاد


يعتبر "انسداد مجرى الأنف" أحد الأمراض المزعجة، ويصيب إحدى فتحتي الأنف أو كليهما، وقد يستمر لفترات طويلة، وقد يصبح مع مرور الوقت من الأمراض المزمنة أو نوعاً من "التحسس، أو الحساسية". ويحدث احتقان الأنف عندما تصبح أنسجة الأنف والأوعية الدموية، منتفخة مع السوائل الزائدة، ما يؤدي إلى انسداد مجرى الأنف.

انسداد الأنف، أو ما يسميه البعض بإحتقان الأنف، هو عبارة عن حدوث التهابات في الأوعية الدموية الموجودة في الأنف، والتي تؤدي إلى حدوث انتفاخ في الأنسجة المبطنة لتجويف الفم، مما يعطل تدفق الهواء عن طريق الأنف خلال عملية التنفس.

وبحسب ما أورد موقع" prevention، فإن هناك مجموعة من الأسباب، غير نزلات البرد والزكام والرشح والحساسية، تؤدي إلى احتقان الأنف، وهي: - اضطراب في الغدة الدرقية، إذ يعتبر قصور الغدة الدرقية أحد الأسباب المؤدية لاحتقان الأنف، إلى جانب الشعور بالتعب، وجفاف البشرة، والإحساس المستمر بالبرد.

- الحمل: قد تؤدي التقلّبات الهرمونية العديدة التي تحدث لدى الحامل، إلى تورم الأغشية في الأنف، وإلتهاب الجيوب الأنفية. ويعاني المصابون بإلتهاب الجيوب الأنفية البكتيري بسيلان دائم، ما يتطلّب علاجاً بالأدوية المضادة للإلتهابات. 



ويضاف إلى مجموعة الأسباب السابقة ما أورده موقعا "mayoclini" و "healthline"في وقت سابق، وهي: زيادة استخدام بخاخ الأنف المضاد للإحتقان، والصداع العنقودي، والتعرض للأضواء الساطعة والإدمان، وتضخم اللحمية والحساسية، والتعرض للعطور، واستخدام الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى التدخين.

وتظهر علامات وأعراض الإصابة بهذا المرض على النحو التالي: ضيق في التنفس، والشعور بتصلب الأنف، و سيلان الأنف، لكن ليس بالضرورة حدوث ذلك، و عدم القدرة على النوم، و الشخير أثناء النوم، و السُعال المزمن، والصداع. وقد تكون أسباب انسداد الأنف نتيجة عيوب خُلقية للأنف تظهر بعد الولادة، وقد تكون نتيجة أجسام غريبة تدخل الأنف وتسبب انسداده، وربما تكون أيضا نتيجة تضخم اللوزتين لدى الأطفال، أو وجود كتلة لحمية خلف الأنف وفوق اللوزتين.

اتحاد روابط الصيادلة الألمان أوضح أنه عندما تتعرض الجيوب الأنفية للإنسداد ويتعذر تصريف المخاط، ينشأ ضغط في الرأس لا يمكن دائماً علاجه بالمضادات الحيوية، بخاصة إذا كان سببه الفيروسات وليست البكتيريا. 


وفي هذه الحالات؛ يفضل استخدام بخاخ الأنف المزيل للإحتقان، مع مراعاة استخدام المستحضرات المحتوية على مواد فعالة كيميائية لبضعة أيام فقط، وذلك لتجنّب التعود عليها من ناحية، وكي لا تتعرض الأغشية المخاطية للجفاف على المدى الطويل من ناحية أخرى. كما يساعد رش الأنف على إزالة انسداد الجيوب الأنفية، شأنه في ذلك شأن حمامات البخار والاستنشاق. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي الإكثار من شرب السوائل، من أجل ترطيب الأغشية المخاطية.


التلوث واحتقان الأنف المزمن

توصل باحثون من جامعة جون هوبكنز إلى وجود رابط مباشر بين تلوث الهواء والإصابة برشح الأنف المزمن. واكتشف الباحثون منذ فترة طويلة أن الضباب الدخاني والرماد، والجسيمات الأخرى من المداخن الصناعية، وغيرها من المصادر التي تلوث نوعية الهواء، تسبب تفاقم ورفع معدلات أعراض الربو، ولكن لديهم أدلة قليلة على أضرار مماثلة من تلك الملوثات على الجهاز التنفسي العلوي.
وأشارت النتائج التي نشرت في المجلة الأميركية لخلايا الجهاز التنفسي والبيولوجيا الجزيئية إلى وجود آثار واسعة النطاق على صحة وسلامة الأشخاص، الذين يعيشون في المدن الكبرى، والمناطق الصناعية ذات الهواء الملوث، وبخاصة في الدول النامية.

وذكرت دراسات أميريكية طبية عديدة الآثار الاجتماعية الكبيرة لمرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، بما في ذلك الاكتئاب، وانخفاض الإنتاجية، والتعب المزمن. وقام الباحثون بتعريض 38 من ذكور الفئران إلى الهواء المنقح، أو لهواء بالتيمور المركز، ما يستبعد معظم المواد المسببة للحساسية، مثل الغبار، وحبوب اللقاح . وكانت الجسيمات المتطايرة ذات الحجم المماثل في مدن مثل: نيودلهي، والقاهرة، وبكين. وأثبتت التجربة أن 19 فأراً تنفس الهواء المنقح، بينما تنفس 19 آخرون الهواء الملوث لمدة ست ساعات يومياً على مدار خمسة أيام في الأسبوع، لمدة 16 أسبوع.

واستخدم الباحثون المياه لتنظيف أنوف الفئران وجيوبها الأنفية، ثم بحثوا الخلايا الملتهبة وغيرها في السائل المسحوب تحت المجهر، فوجدوا أن العديد من خلايا الدم البيضاء، التي تشير إلى وجود التهاب، وذلك لدى الفئران التي تنفست الهواء الملوث، مقارنة مع تلك التي تنفست الهواء المنقح.