هل تسبّب القهوة السرطان؟

05 أبريل 2018

جهاد عويص


عادت القهوة إلى دائرة الضوء مجدداً، لكن هذه المرة ليس من باب فوائدها أو لذة طعمها، بل من باب التحذير الذي أصدره باحثون أميركيون حول تسببها في الإصابة بالسرطان، وهو التحذير نفسه الذي دفع قاضياً أميركياً إلى الحكم لمصلحتهم في دعوى رفعوها على مالكي 90 مقهى لمعارضتهم نشر "محتوى تحذيري واضح" بشأن ما توصل إليه الباحثون.

ونقلت مجلة "فوربس" الأميركية أن مؤسسة مجلس التعليم وأبحاث السموم CERT أكدت أن القهوة تحتوي على مادة "أكريلاميد"، موضحة أن المادة مركب كيميائي سام لا يحتوي على رائحة ويذوب في الماء، وهي المادة التي تتكون أثناء عملية تحميص القهوة، وهي التي قد تسبب السرطان، بحسب الباحثين في المؤسسة.

وأضافت أن معهد السرطان القومي الأميركي أكد أن مادة "أكريلاميد" تتحول إلى مركب "غليسيداميد" في جسم الإنسان، والذي يُضر بالعنصر الوراثي، كما يوجد في الأطعمة المطهوة بشكل أكثر من اللازم، مثل البطاطس المقلية وخبز التوست.

واعتبرت محلات بيع القهوة، وحتى شاربوها، أن القرار يُضر بهم، وتناقضه دراسات كثيرة. ورد المدير التنفيذي لجمعية القهوة الوطنية الأميركية NCA وليام موراي على القرار بالقول: "ثبت مرات كثيرة أن للقهوة فوائد صحية، وقد أربك القرار المستهلكين"، الأمر الذي دعمته منظمة الصحة العالمية التي قالت إنه "خلال مراجعتها دراسة حول البشر والحيوانات، تبين أن الأدلة حول تسبب القهوة بالسرطان غير كافية، وأن شُربها ليس له أي تأثيرات مُسرطنة، واحتمال الإصابة بأكثر من 20 نوعا من السرطان ضعيفة"، بحسب ما نقلته مجلة "فوربس".

وأوضح التقرير أن بعض شركات صنع القهوة خضعت للحُكم الأخير الصادر من القضاء الأميركي، وباتت تنشر محتوى تحذيرياً يربط شُرب القهوة بخطر الإصابة بالسرطان.

وكان سبق ذلك دراسة توصل إليها باحثون في الطب الوقائي بجامعة نورث وسترن الأميركية، ربطوا خلالها تأثير شرب أربعة إلى ثمانية فناجين من القهوة يومياً، بمفعول مخدر "الحشيش" على الدماغ لدى متعاطيه، بحسب تقرير نقله موقع Metro البريطاني.

وتزداد التقارير التي تتداول المخاطر الصحية المختلفة لشُرب القهوة، وعلى رغم اختلاف درجات المصداقية العلمية لهذه التقارير، إلا أن دراسات كثيرة تؤكد أن الاعتدال في شُرب القهوة هو الشكل الآمن لمُحبي هذا المشروب.

ويقول المتخصص في الصحة العامة بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، روبن بول: "إن شرب القهوة يكون آمناً في حال كان ضمن نمط الاستهلاك المعتاد".