مقابلة مع ليلى عبداللطيف

سوزان تميم, نجوى كرم, وائل كفوري, إليسا, كارول سماحه, توقعات

15 يوليو 2009

برز إسم ليلى عبد اللطيف في الآونة الأخيرة في ميدان التوقّعات. وقد ذاع صيتها وإشتهرت بقدرتها على إصابة الهدف وتحديد الأسماء وتوضيح الإلهامات... هي من والد مصريّ )الشيخ محمّد(، الذي كان مفتياً في الجامع الأزهر، ومن والدة لبنانيّة الأصل. وقد كان والدها تقيّاً وعنده مقدرة على العلاج بواسطة القرآن الكريم.
تؤكّد أنها لا تكشف الغيب وليست بصّارة أو عرّافة، بل عندها إلهام قويّ ينمو مع الأيّام ليصدُق حدسها ما بين ٩٠ في المئة و ١٠٠ في المئة. وهي لا تعترف مطلقاً بالتبصير بفنجان القهوة أو بالأوراق، كما لا تؤمن بالإبراج أو بالتنويم المغناطيسيّ وما شابه!
ليلى عبد اللطيف، يقصدها رجال السياسة والإقتصاد والفنّ، من لبنان والخليج والعالم، وتستشيرها شركات عالمية، وتقول أنه قابلها ٤ رؤساء دول وملكان...
تجزم أنها لا تستطيع تفسير إلهامها ولم يتوصّل أحد إلى كشف سرّه، لكنها متمكّنة منه ولا تستعين مطلقاً بالكتب أو الأدوات، بل تركّز وتقول!
كان لنا مقابلة مع السيدة عبد اللطيف لنتعرّف عليها أكثر ونستعرض أبرز مراحل حياتها ونشدّد على معظم التوقعات التي صدقت معها على مرّ السنوات. كما نشير إلى بعض ما تراه الآن:

- مَن هي ليلى عبداللطيف؟
أنا الفتاة الكبرى لوالدٍ مصريّ كان شيخاً مفتياً في مسجد الأزهر في مصر. وقد جاء بعثة إلى لبنان وتعرّف على الوالدة وتزوّجا. وقد توفّي عن عمر يناهز ال ٤٧ سنة وكنتُ لا أزال في الثامنة من عمري.
لا أتذكّر عنه الكثير، لكن أذكر بوضوح كيف كان بيتنا في بيروت يعجّ بالناس المصلّين إذ كان الوالد يصلّي من القرآن الكريم لعلاج المرضى. وكان يشعر ويحسّ قبل الأوان، لكنه لم يرضَ أن يكشف السرّ لأحد وكان يرفض أن يرى لأحد. ولا زالت الوالدة تستشهد بأنه كان يسمع وقع دعسات جدّي لأمّي قبل مجيئه إلى منزلنا في الليل، وكان يأتي على حين غرّة! أقول إنّ المعجزات قد إنتهت من أيّام الأنبياء، لكن أبي كان له قدرة الشفاء. بالعودة إليّ، بدأت إلهاماتي إبّان موت والدي. كانت أمّي تسألني أشياء وأجيبها عندما أومئ رأسي وتقول إنّ ما كنت أشير إليه يصدق. لكنها كانت ترفض أن تأخذني على محمل الجدّ كي لا أنغرّ كوني صغيرة ولا أدري ماذا يجري. كنا وأخواتي متعلّقات بجدّي، وقد جاءني الإلهام الأوّل البارز عندما قلتُ لوالدتي لماذا لن يعود جدّي إلينا بعد الآن؟ لكنها أكّدت أنه ذاهب للحجّ وسوف يعود. لكنه توفّي في الحج! وقد تفاجأت أميّ وخالاتي بقدرتي هذه. الحادثة الثانية كانت عندما أخذنا عمّي للإصطياف في منطقة المشرف. كنّا فرحين بالبيت، لكن كانت أمي تراقبني وأنا أتأمّل المنزل. وقد قلت لها إننا لن نعود إليه على رغم تأكيداتها أّنّ المنزل ملكُ لنا. وقد حدث ما قلتُ، بحيث توفّي عمّي ولم نصيّف سوى مرّة في بيتنا هذا.

- كيف تفسّرين حالتك هذه؟ هل أنتِ بصّارة أو تملكين الحاسّة السادسة؟
لم أدرس علم الغيب مطلقاً. كما أنني لستُ بصّارة أو برّاجة أو عرّافة أو مشعوذة. وأنا أرفض هذه التسميات. كما لا أتنبّا لأنّ النبوءة للأنبياء فقط. ومن يقول إنه عالم بالغيب فهو دجّال وملاعب. عندما شعرت والدتي بإلهاماتي، عرضتني على عدد من الشيوخ الذين أكّدوا أنّ حالتي غير مألوفة وأنها نعمة من الله وليست من عمل الشيطان، كوني طفلة صغيرة ولا أعرف شيئاً عمّا من حولي. وعندما تزوّجت، أخذني زوجي عند علاّمة كبير هو الشيخ مصطفى الرفاعي، وهو من بلاد الشام ويسكن في الخليج. وقال إنّ قدرتي لا يعرفها أحد إلاّ ربّ العالمين. وقد أكّد لي أنّها سوف تقوى كلّما تقدّمتُ في السن ويزيد حدسي ويتضاعف إلهامي.
أنا أؤمن بالإلهام. فكيف يفكّر المرء في حبيبه مثلاً ولا يلبث الحبيب أن يهاتفه فجأة؟ أو كيف يفكّر الشخص في آخر ويراه يدخل الغرفة؟ ما هذا السر؟ كلّ شخص بيننا عنده الحاسة السادسة أو السابعة أحياناً! لكن الإلهام القويّ الذي عندي لا يخيب ويصدق ما بين ٩٠ في المئة إلى ١٠٠ في المئة وأنا مسؤولة عن كلامي هذا.

- على ماذا تستندين وهل تستعينين بالتبصير أو بالأبراج أو التنويم المغناطيسيّ أو بقراءة الفكر؟
لا أؤمن بالأبراج أبداً. صحيح أنّ علم الفلك موجود وهو يدرس حركة الشمس والكواكب، لكن لا تأثير لها على حياة الإنسان. فهل كلّ مواليد برج معيّن لهم المصير والقدر والحياة نفسها؟. طبعاً لا. أحياناً، يختلف حتى مصير التوائم الذين يولدون في الدقيقة ذاتها، ويكون لهم قدر مغاير تماماً عن بعضهم البعض، حسب شخصيّتهم. أنا أؤمن بأنّ «المكتوب على الجبين ما منه مهروب». فالقدر يكون منذ تكويننا في أرحام أمّهاتنا ولا نستطيع تغييره. إضافة إلى ذلك، لا أرى أنّ مفهوم التبصير بفنجان القهوة له معنى واضح. فهل حياتنا مكتوبة في قعر الفنجان بحبّات البن؟! أمّا من حيث التارو، فكيف يكون مصيرنا متعلّقاً بورقة نفتحها وتكون هي ذاتها لعدد كبير من الناس؟ التنويم المغناطيسي تدجيل وكذب وقد حاول الكثيرون تنويمي ولم يستطيعوا. أمّا من حيث قراءة الفكر، فلو كنتُ قادرة على ذلك، لكنتُ قرأت أرقام ال Credit Card وأرقام خزنات الناس وأخذت مالهم!
لا أستند على شيء مطلقاً. بل أركزّ وأقول ما إلهامي. وكلّما كبرتُ، إزدادت قوة إلهامي وقوي حدسي وتمكّنت من موهبتي هذه.

- هل يمكنكِ أن تري إلهاماً لشخصك أنت؟
في بداياتي، كنتُ أشعر بإلهامات ولم أكن أعي تفسيرها. فعندما خطبتُ للمرّة الأولى في سنّ الثامنة عشرة، كنتُ اعطي «جهازي» لأخواتي الصغيرات، شاعرة أنهنّ سوف يتزوّجن قبلي. وكان يقلقني الموضوع لكن لم أعرف كيف أفسّره. وبالفعل توفّي خطيبي بمرض السرطان وتزوّجت أخواتي قبلي. وكلّ المستندات موجودة ويمكن التأكّد من إسم خطيبي ومراجعة ملفّه في المستشفى. بعد فترة، قرأت أنّ مطلوب فتاة تحبّ الموسيقى، وقد توظّفتُ في منطقة الحمرا في بيروت في مؤسّسة تبيع الإسطوانات والشرائط. وبعد ثلاث سنوات، تزوّجت من صاحب المؤسّسة وهو خليجيّ الجنسيّة. ولي ولدان فهد وزينة. وكنتُ دوماُ أردّد لوالدتي والمحيطين أنني لن أتزوج لبنانيّ بل خليجيّ. لكن كنتُ أشعر بأنني لن أستمرّ معه سوى تسع أو عشر سنين. وقد توفّي بعد عشر سنوات من زواجنا إثر إصابته بفيروس.

- هل أنتِ قادرة على رؤية مصير ولديك وزوجك والمحيطين بك؟
لا أحبّ أن أركّز على إلهاماتي تجاه أولادي. وأقول لهم ألاّ يعتمدوا عليّ، فأنا اليوم موجودة وغداً ربّما لا. ككلّ أمّ، قد يسألوني عن إلهاماتي العابرة. لكن إبني، تعرّض لمشكلة صحّية في عمر السبعة أشهر وجزم الأطباء أنه ينزف داخلياً ومصاب بالصرع وسوف يموت. رفضتُ الرضوخ للأمر الواقع ولم أبارح المستشفى. وبعد ربع ساعة من إقرار الأمر، صادفتُ طبيبة مصريّة وأنا أبكي على الدرج وقد عاينت طفلي وقالت انه يحرّك أطرافه وسوف يعيش بعد العلاج. وبعدما قالوا لي انه لن يعيش، إبني اليوم عمره 25 سنة! زوجي الحالي لا يسألني عن مستقبله ولم يستعن بي سوى مرّة في ما خصّ مرض والدته، وقد صدق حدسي للأسف وتوفّيت قبل إنقضاء شهر!

- هل تشعرين بأنّك محميّة بقدرة خارقة؟
أنا حالياً في صدد تحضير كتاب عن حياتي، لما فيها من أحداث بارزة. ولعلّ أبرز ما فيها:
في صغري أثناء الحرب، قتلت قذيفة 14 ولداً يلعبون في منطقة زقاق البلاط في بيروت وكنتُ بينهم ولم أُصب بأذى أو بخدش، بل تطايرت شظايا عليّ ورآني الناس واقفة بين الدخان وقد صوّرتني جريدة وكلامي موثّق.
كما أعترف للمرّة الأولى بشيء لن يصدّقه الأطباء. مرضتُ في بداية الثمانينات بفيروس التيفوئيد وقد تساقط شعري وإرتفعت حرارتي وبقيت في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت مدة 23 يوماً من دون أمل. وقال الأطباء لأمي وأختي أنني أموت ولا مهرب. لكن في الليلة نفسها، رأيت شخصاً في التسعين من العمر، حافي القدمين ويرتدي معطفاً، وقد أعطاني قطعة من القطن داخلها مزيج مرّ عصره داخل فمي ولم أكن أستطيع مناداة أختي. وقد إختفى وإستيقظت أختي ونادت الطبيب فوجد آثاراً للمزيج داخل فمي ولم يردّوا لنا خبراً عن ماهيّة هذا المرّ ! ولا زلتُ في حيرة من أمري لأعرف من هو هذا الشخص، ولم أتمكّن من كشف هذا الغموض حتى الآن!
كما جاءتني ليلة القدر في صغري ولم أدر بها. فقد كنتُ في الثانية عشرة من عمري عندما أبصرتُ الطبيعة صفراء اللون وشجرة الحامض وشجرة الكولونيا أمام منزلنا تتمايل مع العواصف الشديدة. وقد إستغربت ذلك في ساحل بيروت، من عواصف وشتاء. ولم أكن أريد الذهاب إلى المدرسة. فدخلت المطبخ وشربتُ الماء وأكلتُ كعكة ونمت. وبينما أنا أتقلّب في الفراش، رأيتُ ظلاماً حالكاً، فناديتُ والدتي التي أكّدت لي أنها ليلة القدر مرّت عليّ ولم أطلب أمنية. وتأكّدت بعدما رأت كوب الماء وبقايا الكعكة على طاولة المطبخ.

- كيف تعرّف إليك الناس والمجتمع؟
في البداية، كنتُ أقول لصديقاتي ما أرى لهنّ وتوسّعتُ مع الوقت. عندما جئتُ إلى لبنان منذ نحو ١٨ سنة، علم بي غازي فغالي وبدأتُ في محطّة تلفزيونيّة هي MTV، مباشرة على الهواء لمدّة أشهر. ولم أكن أستطيع السير على الطريق بسبب توافد الناس عليّ.
كما كنتُ الوحيدة في الشرق الأوسط التي تجري مقابلة على محطّة CNN العالميّة، بحيث قلتُ عن إلهاماتي في ما خصّ العراق والحرب على بغداد قبل حصولها بسنوات! كما رأيتُ مستقبل لبنان في تراجع قبل بدأ موجة الإغتيالات. هذا، وأكّدتُ أن كسوف الشمس عابر ولن يشكّل خطراً، وأصرّيتُ على عدم رؤية مصير صدّام حسين داخل بغداد، لكنه ليس في بلاد المنفى. والعلم عند الله. أنا إلهامي هكذا!

- هل تعتبرين وضعك هذا نعمة أو نقمة؟ وهل يخاف منك الناس؟
أنا أعيش حياة طبيعيّة مثل الجميع. وأصدقائي مقرّبون مني ومَن يعرفني منذ سنوات لا يزال صديقي. أساعد أشخاصاً كثيرين وأخلّص من كوارث قد تحصل. وأمّي شاهدة على كلّ مسيرتي لأنها تدوّن كلّ ما أقوله. لا أرى حالتي نقمة بل على العكس.

- لماذا لا تربحين ورقة لوتو ما دمتِ قادرة على رؤية ما لا يراه سواكِ؟
حصل مرّة أن عرفتُ الأرقام. لكن ما حدث كان بمثابة رسالة من الله. ففي ليلة رأس السنة، قلتُ لزوجي فلأدوّن أرقاماً على ورقة. وقد اعطيته عشرة أرقام وطلبتُ أن يشتري ورقة لوتو تضمّ عشرة أرقام وثمنها 350 ألف ليرة لبنانيّة (٢٣٠ دولاراً). وقصد مكتبة في منطقة بعبدات في المتن الشمالي ولم يلقَ ورقة العشرة أرقام. فما كان منه سوى أن إشترى ورقتين عاديّتين (أي ستة أرقام للورقة الواحد) وقسم الأرقام التي أعطيتها له وأضاف رقماً على كلّ ورقة. وقد جاءت الأرقام التي أعطيتها له، لكنها لم تكن على الورقة نفسها! وهذه طريقة للقول إنني حتى لو عرفتُ الرقم، فتلك لم تكن رزقتي، فلو كانت لقطعتها بيدي. ولم أجرّب قط اللوتو بعدها.

- كيف تؤكّدين مصداقيّتك بعيداً عن التحليل والأبحاث التي قد يتّهمك البعض بإجرائها؟
من المعروف أنني قد وصلتُ إلى 4 رؤساء وملكين في العالم. وقد قابلتهم وإستشاروني وصدقت إلهاماتي. لكن لا أفضح مطلقاً عن هويّتهم! كما عملتُ مستشارة لثلاث شركات عالمية وأنقذتها من كارثة إنهيار الأسهم والبورصة العالمية. يقصدني رجال السياسة والنواب والوزراء وأصحاب الشركات ورجال الأعمال والفنانون وسواهم. كما يقصدني أشخاص من المجتمع. وقد قلت مرّة لشخص بضرورة إجراء Scan لرأسه لأنني أرى بقع بيضاء داخل رأسه. وهذا بالفعل ما أظهره الفحص! فكيف لي ان أعرف ذلك وأنا لا أفقه بالطبّ! أنا أشخّص المرض بإلهامي ويستشيروني طبياً مع أنني لا أفهم أبداً بالطبّ. بخصوص مَن يتّهمني بالتحليل والقراءة، هل ترين كتاباً أو جريدة أو أي شيء في المكتب؟ وقد قلتُ لك أن نلتقي أينما شئت وفتحت باب المكتب أمامك!

- مَن ينافس ليلى عبد اللطيف؟
عالمياً، يوجد شخص عراقيّ إسمه علي وقد توفّي الآن. كما يوجد الشيخ فاروق، وهو مصريّ، بالإضافة إلى سيّدة إيطاليّة إسمها ماريا. لكن لم أعد أعرف شيئاً عنهما منذ نحو عشر سنوات.
في لبنان، تواريتُ لفترة عن الإعلام، بعدما كثر العرّافون والمبصّرون كثيراً! وهم الآن يسرقون ما أقول ويحّرفون كلامي ويصيغونه بكلمات أخرى ويذيعونه على شاشة التلفزيون بعدما أذيعها أنا على الإذاعة. أنا أتحّدى على صعيد شخصيّ مَن يستطيع خرق الإنسان ومعرفة ذاته أكثر. منذ ليلة رأس السنة، توقّعت على تلفزيون لبنان وعلى إذاعة صوت الغد وفي عدد من المجلاّت، والآن أتفاجأ بسرقة توقعاتي! وكلّ الأدلّة موثقة والأرشيف موجودة. فليراجع الناس ذلك ويعرفوا متى قالت ليلى عبد اللطيف عن الأمور ومتى سرقها الآخرون وأعادوا بثّها بإسمهم!

- ما الذي يزعجك؟
إضافة إلى سرقة توقّعاتي وتبنّيها من قبل الدجّالين، أتضايق عندما يقول لي أحد بصّري لي! فالبصّار هو الذي يُبصر ولا أحد يعرف الغيب إلاّ ربّ العالمين! جميل أن يقال لي: ما إلهامك تجاهي؟ ماذا ترين لي؟