نبيلة عبيد: مرَرْتُ بحالة اكتئاب وهذه حقيقة زواجي

مؤمن سعد (القاهرة) 14 أبريل 2018

تعترف بأنها اضطرت إلى الغياب وعدم الظهور خلال الفترة الماضية، لمرورها بحالة من الاكتئاب أو كما وصفتها بالاعتكاف، الفنانة نبيلة عبيد كشفت لنا أسراراً ترويها للمرة الأولى عن برنامجها الجديد، الذي يحكي قصة حياتها ومشوارها الفني، ومسلسلها الجديد الذي تحضر له حالياً، كما تحدثت عن شكل علاقتها بالنجمات شيريهان وإلهام شاهين ودلال عبدالعزيز وسميرة أحمد ومديحة يسري، وأسباب حماستها لبيع مقتنياتها من الملابس والأكسسوارات الخاصة بأعمالها الفنية القديمة، وحقيقة زواجها من شاب يصغرها سناً بخمسة وعشرين عاماً.


- ما سبب غيابك في الفترة الماضية عن تقديم أي أعمال فنية؟
لا أخفي على جمهوري أنني كنت في حالة لا تسمح لي بتقديم أعمال فنية، يمكن أن أسميها حالة «اعتكاف»، وكنت متعمّدة ذلك، لأنني لم أكن أشعر برغبة في الظهور، وهو شعور يراودني كل فترة ولا أعرف سببه، لكني استطعت أخيراً الانتصار عليه، لذا حرصت على التواجد مؤخراً في معظم الحفلات والمناسبات الفنية، لأخرج من تلك الحالة التي سيطرت عليَّ لفترة ليست بقصيرة، وقد بدأت التفكير مجدداً في تقديم مشاريع فنية جديدة، لأعود إلى عشاقي ومحبيَّ الذين يسألونني دائماً عن عودتي.

- هل كنت تشعرين بالاكتئاب؟
نوعاً ما، لكنني لا أجعله يتغلب عليَّ أبداً، وأعتقد أن كل فنان يمر بهذه الحالة بين فترة وأخرى، وأحياناً تكون مرتبطة بأسباب معينة، وأحياناً أخرى تأتي من دون أسباب واضحة، المهم هو الخروج من حالة الاكتئاب سريعاً، والعودة إلى الحياة مرة أخرى، بالتفكير في المستقبل، وهذا ما أفعله حالياً، إذ بدأت فعلياً في اتخاذ خطوات نحو أمور كثيرة في عدد من الاتجاهات، وما زلت في صدد ترتيب أمور أخرى للفترة المقبلة.

- ما الذي حمسك للمشاركة كضيفة شرف في مسلسل «بالحب هنعدي»؟
لا يمكن أن أرفض أي طلب من صديقتي سميرة أحمد، بطلة المسلسل، والذي تعود به الى الدراما التلفزيونية مجدداً بعد فترة من الغياب، وأظهر في العمل بمشهدين فقط، لكنهما من المشاهد المؤثرة في أحداث المسلسل، وبمجرد أن عُرض عليَّ الظهور معها وافقت على الفور ومن دون تردد، نظراً الى سعادتي بعودتها مرة أخرى الى جمهورها، ومحاولة مني لتقديم الدعم لها في تلك التجربة، التي أتمنى أن تحظى بنجاح ضخم عند عرضها على الشاشة في شهر رمضان المقبل، ويسعدني أيضاً أن العمل يضم مجموعة من النجوم الكبار أمثال يوسف شعبان وحسن يوسف وحسين فهمي وعزت أبو عوف وخالد زكي، وهو من تأليف الرائع يوسف معاطي وإخراج المبدعة رباب حسين.

- هل هناك أعمال فنية جديدة تحضّرين لها؟
لديَّ مشروع درامي تلفزيوني نحضّر له حالياً لأعود به إلى الشاشة مجدداً، لكنه ليس مرتبطاً بالعرض في الموسم الرمضاني، بل سنبدأ في تصويره بمجرد الانتهاء من التجهيزات الخاصة به، ولا أستطيع الكشف عن تفاصيله في الفترة الحالية إلا بعد اكتمال ملامحه، خصوصاً أنه ما زال في مرحلة كتابة السيناريو، كما أننا لم نستقر على اسمه النهائي حتى الآن.

- ما أسباب حماسك لتقديم عمل درامي خارج الموسم الرمضاني؟
العمل المميز يفرض نفسه في أي وقت، ولا يُشترط أبداً تقديم كل أعمالنا الدرامية في موسم واحد فقط، وترك بقية العام فارغة تماماً من المسلسلات الجديدة. وفي الأعوام الأخيرة، التفت صناع الدراما إلى هذه النقطة، وبادر عدد منهم لأخذ خطوة صناعة مواسم جديدة بخلاف شهر رمضان الذي تتكدس فيه المسلسلات، الى درجة أن المشاهد يُحرم من متابعة أعمال جيدة بسبب مشاهدته أعمالاً أخرى، وهناك العديد من المسلسلات التي حققت نجاحاً ضخماً بعرضها بعيداً عن الموسم الرمضاني، لذا كل ما أحرص عليه هو تقديم عمل فني محترم وراقٍ، من دون الانشغال بوقت طرحه.

- ما رأيك في شكل الدراما ومضمونها حالياً؟
ليس لي الحق في تقييم زملائي من الفنانين، لأن الجميع يجتهد ويحاول تقديم أحسن ما عنده، وإذا ذكرت الأفضل والأسوأ، سيغضب مني البعض، لذا أفضل الاحتفاظ بآرائي لنفسي من دون الإعلان عنها، لكن عموماً لا أنكر أن هناك تطوراً ملحوظاً في العناصر كافة، بداية من القضايا والموضوعات التي تتم مناقشتها، مروراً بالتقنيات الحديثة المستخدمة في التصوير والإخراج، وصولاً الى الإنتاج الضخم الذي يوفر الإمكانات اللازمة كافة لتقديم عمل فني مبهر، ولا أريد وضع مقارنات بين الدراما المصرية والدراما التركية أو الهندية، لأن لكل منها شيئاً يميزه، وفي النهاية الجمهور هو الذي يختار ما يشاهده.

- ماذا عن المعرض الذي تجهزين له لبيع مقتنياتك من الملابس الخاصة بأعمالك الفنية القديمة؟
صاحبة هذه الفكرة هي صديقتي الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، وعندما أبلغتني بها تحمست لها كثيراً، لكنني كنت آنذاك أتحضّر للسفر خارج مصر، فقامت هي بتفعيل الفكرة على مقتنياتها الخاصة، وبمجرد عودتي إلى القاهرة مرة أخرى، بدأت على الفور في التحضير للمعرض، واخترت مجموعة من الملابس والأكسسوارات الخاصة بأشهر أفلامي السينمائية لعرضها، ومنها على سبيل المثال الملابس التي ارتديتها في أفلام «كشف المستور» و»التخشيبة» و»أيام في الحلال» و»أرجوك اعطني هذا الدواء» و»هدى ومعالي الوزير»، وقررت التبرع بقيمتها المادية بالكامل لصندوق «تحيا مصر»، كمساهمة بسيطة مني للوقوف بجانب بلدي ودعمها.

- حصلت أخيراً العديد من التكريمات على مشوارك الفني، بماذا تصفين تلك اللحظات؟
أعيش حالة من السعادة الغامرة في كل مرة، كأنني أكرَّم للمرة الأولى في مشواري، هي أحاسيس ومشاعر من الصعب أن توصف، لكنها تجعلني أتذكر كل عمل فني قدمته، ومدى المجهود والتعب اللذين بذلتهما كي أرضي جمهوري.
وأؤمن تماماً بأن المكانة والحب اللذين حققتهما في قلوب الملايين لا يأتيان بسهولة، وهذه التكريمات هي نتيجة حب الجمهور لي، فهو صاحب الفضل الأول والأخير فيها، وصاحب كل نجاح وصلت إليه في حياتي، ويمنحني كل تكريم أو جائزة أحصل عليها ثقة بأنني سرت على الطريق الصحيح، وأنا فخورة بمشواري الفني المليء بالنجاحات واللحظات الجميلة.

- هل تفكرين في كتابة مذكراتك؟
ليست مذكرات بالمعنى المتعارف عليه، بل هو برنامج تلفزيوني يحكي عن حياتي ومشواري الفني، ويتخلله العديد من الأسرار والذكريات التي أعلنها للمرة الأولى.
وحالياً، هناك العديد من المناقشات وجلسات العمل للوقوف على الشكل النهائي الذي سيظهر به البرنامج، لكن لا أريد الخوض في تفاصيله حالياً، حتى يتم الاتفاق على التفاصيل كافة والبدء في المشروع بشكل رسمي.

- ما الذي جعلك تتخذين هذه الخطوة حالياً؟
تراودني فكرة تقديم برنامج عن حياتي منذ فترة طويلة، لكنني في كل مرة أؤجل البدء في المشروع لأسباب مختلفة، وعندما تحدثت مع عدد من المقربين مني عن الفكرة، شجعوني كثيراً، وأكدوا لي أنها ستكون مختلفة وجديدة، فبدأت في تطوير الفكرة وإضافة بعض الأشياء التي تعزّز من مضمونها، وخلال فترة قريبة سأكون حددت ملامحها نهائياً، وتعاقدت مع القناة التي ستعرض البرنامج على شاشتها.

- ما تعليقك على اهتمام كثر من جمهورك على مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديو الذي نشر لك وأنت ترقصين فيه أثناء احتفالك بعيد ميلادك؟
أحتفل كل عام بيوم ميلادي مع أقرب الناس الى قلبي، لأعيش معهم فرحتي بهذا اليوم، ولأنني أحرص على السعادة بكل لحظة تمر في حياتي، وهذا العام قررت أن يكون الاحتفال داخل منزلي، حيث التقطنا العديد من الصور التذكارية والفيديوهات احتفالاً بتلك المناسبة، وكان من ضمنها فيديو رقصت فيه على أغنية «انزل يا جميل» للمطرب وليد توفيق، أثناء قطع قالب الحلوى، فتفاعل الجمهور مع هذا الفيديو بشكل كبير، وهذا ما أسعدني كثيراً، لأن ذلك يدل على حبه الشديد لي، بل إن البعض نشره كنوع من أنواع التهنئة لي بعيد ميلادي، وأشكر كل من حاول إسعادي في هذا اليوم بعبارة جميلة.

- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
لدي نعمة كبيرة أحمد الله عليها دائماً، وهي أنني محبوبة من الجميع، مثلما أكنُّ كل مشاعر الحب والاحترام لزملائي كافة من الفنانين والفنانات، إذ لم تكن هناك في يوم من الأيام عداوة أو كره بيني وبين أي أحد، وأحرص على ذلك طوال الوقت، بل وأهتم بالتواصل والاتصال بالجميع، وتهنئتهم على أعمالهم الفنية الجديدة، سواء كانوا من أصدقائي المقربين أو حتى ممن هم لا تتجاوز علاقتي بهم حدود الزمالة. ومن أقرب الأصدقاء الى قلبي، الفنانة دلال عبدالعزيز وزوجها سمير غانم وإلهام شاهين ولبلبة وسمير صبري وسميرة أحمد.

- ما هو شكل علاقتك بالنجمة شيريهان؟
ممتازة، فهي ابنتي الغالية التي أكنُّ لها كل الحب، وأنا متأكدة من أنها تبادلني الشعور نفسه، وسعدت جداً بعودتها مجدداً الى الفن، لأنها منذ أن تركت مكانها لم يستطع أحد الاقتراب منه أو ملئه، وأتوقع لها تقديم عمل فني رائع ومتميز كما عودتنا طوال مشوارها الفني، بدقة اختياراتها وتركيزها الشديد في كل خطوة تقدم عليها.

- تحرصين دائماً على التواصل والاطمئنان على صحة الفنانة الكبيرة مديحة يسري...
تربطني بها علاقة قوية جداً منذ سنوات طويلة، فهي في مكانة أمي، ولا يمكن أن أنسى لها وقوفها بجانبي في بداياتي الفنية عندما قدمت معها فيلم «خطيب ماما»، وكان خطوة مهمة أضافت إلي الكثير، وبعدها قدمت معها فيلم «الصبر في الملاحات» وحقق نجاحاً كبيراً وقتها، كما يجمعني بها العديد من الذكريات الجميلة، لذا أحرص دائماً على الاطمئنان عليها وزيارتها في المستشفى، علماً أن حالتها الآن مستقرة، لكن الأطباء نصحوها بالبقاء في المستشفى حتى يطمئنوا عليها تماماً.

- كيف تمضين أوقات فراغك؟
بين الجلوس في المنزل لمشاهدة التلفزيون، أو القراءة في مجالات متنوعة وفق ميولي ورغبتي، كذلك أعشق السفر، بل إنه يأتي في المرتبة الأولى ضمن هواياتي، لأن تغيير المكان كل فترة يجعلني أشعر بالراحة النفسية، إضافة إلى مقابلة شعوب مختلفة والتعرف على ثقافات جديدة، وكلها أمور ممتعة جداً.
ومن الدول التي أحب زيارتها دائماً لبنان لارتباطي به منذ صغري، وبريطانيا وأميركا وفرنسا، وكذلك أحب السفر داخل مصر إلى مناطق شرم الشيخ والجونة وسهل حشيش ودهب ومارينا والغردقة.

- رياضتك المفضلة؟
أحب الجيم، وأمتلك في منزلي غرفة مجهزة بمجموعة من الأجهزة الرياضية، حيث أحرص يومياً على ممارسة التمارين الرياضية، لكنني للأسف انقطعت لفترة عن ممارسة الرياضة بسبب «الكسل»، وأحاول خلال هذه الفترة العودة إليها مرة أخرى، لأن الرياضة من أهم الأمور التي تحافظ على الصحة ورشاقة الجسم.

- ما حقيقة ما تردد مؤخراً عن قرارك بالزواج؟
هذه مجرد شائعات، ولا أعرف سبب انتشارها أو الغرض من ورائها، خصوصاً أنه قيل إنني سأتزوج من شاب يصغرني سناً بأكثر من خمسة وعشرين عاماً، وهذا الكلام غير حقيقي، فأنا لا أفكر في الزواج أبداً في الفترة الحالية، ولو قررت ذلك أو دق قلبي بالحب، سأعلن ذلك للجمهور بنفسي، ولن أتردد في ذلك أبداً، لأنني عندما أتخذ قراراً في حياتي الشخصية ليس من حق أحد التدخل فيه، لأنه يخصني بمفردي.

- ما السر وراء احتفاظك بالعديد من الصور في مختلف مراحلك العمرية على جدران منزلك؟
أحرص على ذلك، لأنه يجعلني أضع مقاييس لنفسي، أحدد على أساسها ما الذي حققته وما وصلت إليه في كل مرحلة من مراحل عمري، فأقف أمام صوري وأحسب مستوى نجاحي في تلك الفترة، ومدى قدرتي على الحفاظ على هذا النجاح، وذلك وفق ما قدمته بعدها، كما أن تلك الصور تذكرني بفترات عشتها، كان فيها ما هو جميل وما هو سيّئ، فالحياة علمتني وأضافت إلي خبرات كثيرة جعلتني أكثر نضجاً ووعياً بكل ما أتعرض له من مواقف، إضافة إلى أنني فخورة بنفسي جداً، وأحب أن أراها في كل مرحلة من مراحلها المختلفة.

- بعد كل ما قدمتِه هل ما زالت هناك أحلام؟
كل أحلامي متعلقة بفني، فليس لديَّ أي أحلام شخصية، وطوال حياتي لم أفكر في شيء إلا فني فقط، فأعطيته كل وقتي وحياتي، وهذا أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم إنجابي، ولست نادمة أو حزينة على شيء أو قرار نفذته سابقاً، لأن محبة الجمهور عوضتني عن كل شيء، أيضاً لديَّ أمنيات أتمنى تحقيقها خلال الفترة المقبلة، من بينها القضاء على الإرهاب الذي يحاول زعزعة استقرار وطننا، لكنه لن ينجح أبداً بإذن الله.

- أكثر ما أحزنك في الفترة الأخيرة؟
وفاة الفنانة المعتزلة شادية أصابتني بحالة حزن شديدة، لأنني واحدة من عشاقها على المستويين الشخصي والمهني، فهي قدمت العديد من الأعمال الفنية، سواء السينمائية أو الغنائية التي حفرت في تاريخ الفن المصري، وسيظل الجمهور يتذكرها دائماً بلقبها الشهير «معبودة الجماهير» حتى بعد وفاتها.

CREDITS

تصوير : عادل مبارز