رانيا محمود ياسين: أنا مثيرة للجدل لأنني أقول الحق

نيرمين زكي (القاهرة) 15 أبريل 2018

تثير الجدل دائماً بتصريحاتها الجريئة، وترى نفسها إنسانة صريحة، وأن هذه الصراحة السبب في إطلاق الإشاعات حولها. الفنانة رانيا محمود ياسين، تكشف لنا حقيقة توتر علاقتها بالنجم عادل إمام، ومرض والدها وروتينه اليومي. وتكشف أيضاً العديد من أسرار حياتها الخاصة، وحقيقة انزعاج زوجها الفنان محمد رياض من تأخرها في العودة إلى المنزل، وسبب رفضها نشر أي صور لأبنائها، فضلاً عن مشاريعها الفنية الجديدة، وأسباب مشاركتها في بطولة الجزء الجديد من مسلسل «نصيبي وقسمتك». كما ترد على الكثير من الإشاعات، منها اعتزالها الفن ودخول والدها مصحة نفسية...


- في البداية، كيف جاء ترشيحك للمشاركة في بطولة الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك»؟
الترشيح جاء من خلال شقيقي عمرو، مؤلف المسلسل، الذي أثق به ثقة عمياء دفعتني الى الموافقة على المشاركة في البطولة من دون أي تردد وقبل قراءة السيناريو.
وقد عرفت منذ ترشيحه لي أن هذا المسلسل سيكون بمثابة العمل الذي أعود من خلاله إلى الدراما بعد غياب، وأن دوري فيه سيكون مهماً.
وبالفعل، أكد لي عمرو أن شخصيتي ستكون مؤثرة في الأحداث، وبصراحة عندما قرأت السيناريو زادت حماستي للعمل وشعرت بأنه الأنسب لي لكي أعود من خلاله إلى التمثيل مجدداً.

- وهل هناك أسباب أخرى حمستك للمسلسل؟
بالطبع، فالنجاح الذي حققه الجزء الأول منه وحصده نسبة مشاهدة عالية، جعلاني أشعر بالحماسة الشديدة له، وبالتفاؤل بالجزء الجديد الذي عندما عُرضت حلقات منه في إحدى القنوات المشفرة، حظي باهتمام كبير وجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يرصد المشاكل الاجتماعية، لكن من وجهة نظر المرأة.
إضافة الى تعاوني مع نخبة كبيرة من النجوم، منهم: مي سليم وفريال يوسف... والقصة التي تدور حولها الأحداث. وأجسد في المسلسل دور سيدة متزوجة تشك في زوجها حين يقوم بتصرفات غريبة.

- هل هناك مشاريع فنية جديدة تستعدّين لها؟
تلقيت أكثر من عرض درامي، إلا أنني لم أحسم قراري تجاهها حتى الآن، وما زلت في مرحلة قراءة السيناريوهات، لأنها المعيار الرئيسي الذي يتحكم في خطواتي الفنية.

- كيف تعاملت مع إشاعة اعتزالك الفن التي انتشرت مؤخراً؟
بدهشة وغضب، لأنها قطعت رزقي وغيرت حالي، فقد علمت أن هناك منتجين كانت لديهم الرغبة في التعاون معي، لكن بعد أن سمعوا باعتزالي تراجعوا عن ترشيحي في أعمالهم. وبصراحة، أثرت هذه الإشاعة في خطواتي الفنية وحالتي النفسية، لأنها أصابتني بغضب وانفعال شديدين.

- هل تشعرين بأن هناك شخصاً وراء إطلاق هذه الإشاعة؟
من الممكن أن يكون شخصاً من داخل الوسط الفني، لكني لا أحب أن أسيء الظن بأحد، وقد اكتفيت بنفي كل ما تردد من خلال حسابي الخاص على «فايسبوك».

- ألا تعتقدين أن انشغالك بالعمل الإعلامي سبب خروج هذه الإشاعة؟
بصراحة لا، لأن هناك فنانين كثراً عملوا في مجال التقديم التلفزيوني، ولم يتعرضوا لمثل هذه الإشاعة، كما أن هناك إعلاميين آخرين اتجهوا الى التمثيل واستمروا في الوقت نفسه بمجالهم.

- هل راودتك فكرة الاعتزال؟
بصراحة، خطرت في بالي مراراً، والسبب شعوري المستمر بالإحباط، لأن معايير الاستمرار في مجال الفن تغيرت، وأصبحت متعلقة بالشللية، فالمخرجون حالياً يعتمدون على عدد معين من الفنانين في أعمالهم، ويستبعدون جيلاً كاملاً من الممثلين من دون مبرر أو سبب واضح. وما يحدث على الساحة الفنية من فوضى، يجعلني أفكر في الاعتزال، لكني في كل مرة أتراجع لحبي الشديد للفن.

- يُقال إن لأبناء الفنانين حظاً أكبر وفرصاً أكثر في هذا المجال!
كلام غير صحيح، وإذا نظرنا الى أحوال معظم أبناء الفنانين، نجد أن فرصهم في المجال قليلة للغاية، بل إن البعض يبخل عليهم بأي عرض سينمائي ودرامي، بدليل طرح البعض عليّ أسئلة مثل: لماذا تريدين الاستمرار في التمثيل؟ ألم تكتفي بشهرة والدك ووالدتك؟ وبصراحة، هذا كلام مستفز وطريقة تفكير تثير غضبي.

- لكن البعض يؤكد أن والدك الفنان القدير محمود ياسين، ساعدك في بداية مشوارك الفني؟
هذا صحيح، فقد منحني دوراً رئيسياً في فيلم «قشر البندق»، لكنه لم يساعدني لوحدي، بل منح الفرصة لجيل كامل من النجوم من خلال هذا العمل، الذي كان بمثابة انطلاقة لعدد كبير من الفنانين، أبرزهم: علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وماجد المصري وحميد الشاعري وطارق لطفي... وبعد ذلك، رفض والدي وأنا أيضاً، أن يتوسّط لي لكي أتواجد في أي عمل فني من خلاله، وعندما رُشحت للمشاركة في بطولة مسلسل «العصيان» الذي كان بطله، لم يكن على علم بذلك.

- هل صحيح أن علاقتك متوترة بالنجم عادل إمام؟
غير صحيح، فأنا أكنّ له كل الاحترام والتقدير، وهو نجم كبير لا يختلف على جماهيريته وموهبته أحد، لكن كل ما قلته إن أعماله الدرامية التي عُرضت في الفترة الأخيرة لم تعجبني، وشعرت أن فيها تكراراً ولا تحمل رسالة هادفة، وهذه وجهة نظري كفنانة وإعلامية، وأتمنى أن يحترم الآخرون رأيي كما أحترم أنا آراءهم، وكلامي الذي قلته عن الزعيم عادل إمام لا يحمل أي إساءة له.

- هل صحيح أيضاً أنك طالبته بالاعتزال؟
هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، فليس من حقي وحق أي شخص أن يطالب أي فنان بالاعتزال، لأن هذا يعني أنني أقول له «موت»، وذلك لا يمكن أن يصدر مني، فليس معنى أن الفنان أخفق أو لم يحقق نجاحاً في عمل، أن نحكم عليه بالإعدام وبضرورة التوقف عن التمثيل. وكما قلت، أكنُّ كل الاحترام والتقدير للنجم عادل إمام وأعتز بالكثير من أعماله.

- لماذا تثار دائماً الإشاعات حولك؟
تفسيري الوحيد لهذا العدد الكبير من الإشاعات والتصريحات الكاذبة، هو أنني إنسانة مثيرة للجدل بسبب صراحتي، فأنا لا أقول سوى الحق، وللأسف يقوم البعض بتحريف تصريحاتي الجريئة.

- ما الأقرب لك: التمثيل أم الإعلام؟
ليست لدي إجابة واضحة عن هذا السؤال، لأن لكل مجال مميزاته، فالإعلام جعلني أكثر قرباً من الناس وأكثر ثقافة وأكثر إحساساً بما يمر به غيري من حزن وتعب واحتياج. أما التمثيل، فله مذاق خاص، ويكفي أنه يجعلني أشعر بالحرية في شكل لا يمكن وصفه.

- من هو أكثر فنان تفتقدينه في الوقت الحالي؟
أفتقد بشدة النجم أحمد زكي، الذي رحل وهو في قمة عطائه الفني، لكني أشعر دائماً بأنه ما زال موجوداً بيننا بأعماله السينمائية الرائعة.

- ما تعليقك على إشائعة نقل والدك إلى المصحة النفسية؟
ما قيل حول هذا الأمر سخافة وقلة ضمير وانعدام أخلاق، فوالدي بخير ولا يعاني من أي مشاكل صحية أو نفسية، وقد قررت أن أقاضي أي شخص أو مؤسسة إعلامية تروّج لإشاعة سخيفة تتعلق بوالدي، بخاصة أنني جاهزة دائماً للرد على أي أخبار كاذبة تُكتب عن عائلتي.

- هل والدك متابع جيد للأفلام والمسلسلات الجديدة التي عُرضت مؤخراً؟
بالطبع، فهو يتابع كل شيء لأنه فنان حقيقي، ومعجب للغاية بالأجيال الجديدة من النجوم.

- وهل يتواصل مع نجوم جيله؟
أحياناً، وقد اتصلت به أخيراً الفنانة القديرة سميرة أحمد واطمأنت عليه، وهو أيضاً حرص على الاطمئنان عليها والسؤال عن مشاريعها الفنية الجديدة.

- هل الزواج من فنان ميزة أم نقمة من وجهة نظرك؟
الزواج من شخص يعمل في المجال نفسه ميزة كبيرة، لأنه يكون أكثر دراية بتفاصيل هذا المجال وصعوباته، ويعلم جيداً أن تأخّر الفنانة ليس بإرادتها، فالتصوير يستحوذ على ساعات طويلة من اليوم، وأعتقد أن من الصعب أن يتفهم رجل من خارج الوسط الفني هذا الأمر.

- وإلى أي مدى يتفهم زوجك الفنان محمد رياض طبيعة عملك؟
هو متفهّم الصعوبات التي أواجهها في عملي بدرجة كبيرة، لكن هذا الأمر لا يمنع أنه يشعر بالضيق إذا تأخرت في العودة إلى المنزل أو انشغلت عنه، بخاصة في أيام إجازاته، وفي النهاية هو يعلم أن هذا الأمر خارج عن إراداتي تماماً، وبدوري أحاول قدر الإمكان التوفيق بين عملي وحياتي الأسرية.

- لماذا لا تنشرين أي صور لابنيك؟
هذا الأمر مقصود، فقد اتفقت مع زوجي على عدم نشر أي صور لهما، سواء في الصحافة أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أشعر بالندم أو برغبة في التراجع عن هذا القرار.

- ما هو أجمل يوم في حياتك؟
كل يوم أتمتع به بصحة جيدة ولا أحتاج من أحد أن يساندني، وأشكر المولى عز وجلّ عليه، فلا يوجد أهم من الصحة في هذه الحياة.

- وما هو أسوأ يوم؟
يوم وفاة خالي، الطيب الجميل الذي أفتقده، والذي صدمني خبر وفاته. ومن الأيام السيئة في حياتي أيضاً، تلك التي يستشهد فيها جنودنا خلال حربهم ضد الإرهاب، وحين يمرض أحد ابنيَّ، حيث أشعر بالرعب الشديد عليهما.

- هل هناك أعمال فنية ندمت عليها؟
بالطبع، هناك أعمال سينمائية ودرامية لو عاد بي الزمن الى الوراء فلن أشارك في بطولتها، لكني لا أريد الكشف عنها وأرغب في نسيانها تماماً.

- ما أهم نصيحة أعطاها والدك لك قبل التمثيل؟
الإخلاص في العمل والالتزام بمواعيد التصوير، لكني مع مرور الوقت اكتشفت أن معايير النجاح والاستمرار في مجال الفن مختلفة، فللأسف تتحكم الشللية في صناعة الفن بالكامل.