الطفلة التي لا تنمو أبداً

14 أبريل 2018

عن دار الآفاق، صدرت الترجمة العربية لرواية «الطفلة التي لا تنمو أبداً» لبيرك باك، ترجمة حاتم عبدالصاحب، وتقديم الدكتور سعيد عبده الذي أوضح في مقدمته خلفيات هذه الرواية: «لن يجد قارئ هذه القصة عدداً كبيراً من الأشخاص الذين إعتاد أن يلقاهم على صفحات القصص والروايات، ولن يشهد كثيراً من ذلك الصراع الذي تعوّد أن يشهده بين أبطال القصص وبين الأحداث والمقادير. ولكنه مع ذلك سيعثر فيها على نبع جياش بالعاطفة الإنسانية، والبر والرحمة والإصلاح الاجتماعي، ينبثق من قلب أم منكوبة، وقلم كاتبة موهوبة، جمعتهما محنة من محن الحياة في شخص امرأة واحدة، هي بيرك باك مؤلفة هذا الكتاب».

 بيرك باك مؤلفة «الأرض الطيبة» أيضاً وعشرات سواها من الروايات العالمية، تقمصت في هذه الرواية جسد محامية فذة، وتصدت للدفاع عن قضية طفلة من لحمها ودمها، تمثل مئات الألوف من الأطفال الذين يولدون بلهاء أو يصابون بالبله والقصور العقلي وهم في طور الطفولة، ويبلغون مبلغ الرجال والنساء أجساداً، وتظل عقولهم كما كانت عقول أطفال، فلم تطرح  قضية هؤلاء الأطفال الأبرياء فحسب، ولا روت تعاستهم المحزنة وحسب، لكنها شرحت لنا بمنطق يقطر أسى ومرارة وحناناً وقوة، ما هو الشيء الذي نستطيع نحن العميان من آباء هؤلاء الأطفال التعساء، ونحن الغافلين من رجال الصحة والاجتماع، ما هو الشيء أو الأشياء التي يتحتم علينا أن نقوم بها.

من أجواء الرواية: «كنت أفكر منذ زمن طويل، في أن أقوم بكتابة هذه القصة، إنها قصة واقعية، وهذا ما يجعلها صعبة السرد، ولكنَّ أسباباً متعددة قد ساعدتني هذا الصباح، بعد تجوالي ساعة أو نحو الساعة في ما بين الغابات الشتوية، على أن أصل في النهاية إلى أن الوقت قد حان لسرد هذه القصة، ومن هذه الأسباب تلك الرسائل الكثيرة التي تسلمتها على مر السنين من آباء ذوي أطفال كطفلتي هذه، فقد كتبوا كثيراً يسألونني عما يجب أن يفعلوه في هذا الشأن، وكنت وأنا أجيب عن تلك الرسائل أستطيع أن أخبرهم بما فعلته أنا نفسي».