المدوّنة الكويتية آسيا الفراج: نحن أغنياء حقّاً والحجاب لم يكن عائقاً أمام شهرتي

ميشال زريق (بيروت) 15 أبريل 2018

عرفها الجمهور من خلال تدويناتها وصورها التي لاقت انتشاراً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيّما الإنستغرام. هي الشابة الكويتية آسيا الفرّاج المعروفة بخفّة ظلّها وبشخصيتها العفوية والمرحة والتي تجمع بين اهتمامات السيدة العربية بالموضة والفنون والجمال وحتى النشاطات الاجتماعية. قليلةٌ هي حواراتها وإطلالاتها، وتحاول دائماً أن تكشف عن الجانب الإيجابي من عملها في الموضة والتدوين...
في حوارها مع «لها» تتحدّث آسيا عن الأثر في الجيل الشاب والرسالة وراء ما تنشره.


- إن أردتِ تعريف نفسكِ للجمهور؛ من هي آسيا الفرّاج وما علاقتها بالموضة؟
أصف نفسي بأنّني عربية، وفي شخصيتي وطريقة تفكيري مزيج من الثقافات المتداخلة، فأنا أميركية بالنسبة إلى الكويتيين، وكويتية بالنسبة الى الأميركيّين، وهذا صعب للغاية، ولكنّني أحاول في بعض المرات أن أعكس صورة المواطنة العالمية، وأن أعبّر عن هويتي التي لا تحدّها ثقافة أو بلد معيّن من خلال الموضة.

- أياً من بين هذه الألقاب تفضّلين؛ «فاشونيستا»، شخصية مؤثرة أم Blogger؟
لستُ من محبّي عبارة «فاشونيستا» وأعتبرها تقليلاً من حضور المرأة الأنيقة وإطلالتها وحتى تعاوناتها مع دور الأزياء العالمية وعملها في مجال الموضة. ولا أخفي عليكَ أنّ كثراً يعتقدون أنّ الفاشونيستا فارغة ولا هدف لها في الحياة. أفضّل تسمية Blogger (مدوّنة موضة) لأنّها أقرب إلى الاحتراف من الهواية وفيها إفادة لي وللمتابعين من خلال التدوينات التي أنشرها، كما أحب أن يُقال عنّي شخصية مؤثرة في مجالي.

- كشخصية مؤثرة في عالم الموضة، كيف ترين تأثيركِ في شابّات اليوم؟
أدرك تماماً أنّ أكبر نسبة من متابعيّ هي من الجيل الشاب، وأريدهم أن يعرفوا تماماً أنّ أشكال الموضة كثيرة، والمتواضع منها عملي وناجح ويُظهرهم بصورة مميّزة. أريدهم أن يتبعوا شغفهم وأن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات متعلّقة بمستقبلهم، بغض النظر عمّا إذا كانوا يُحبّون ارتداء الدينيم أو الفساتين الطويلة أو ملابس الرياضة، فالأزياء يجب ألا تشكّل عائقاً لهم. وأقول للنساء إنّ الأمومة وتكوين عائلة يجب ألا يكونا عائقاً أمام طموحاتهن، فعلى المرأة ألاّ تفقد هويتها وشغفها بعدما تتزوّج، فنحن قادرات على تحقيق التوازن.

- هل ترين أن امتلاك أكثر من مليوني متابع على «إنستغرام» هو شكل من أشكال الغنى؟
إذا كنت تقصد بالغنى عدد المتابعين فالأمر ليس كذلك، ولكنّني غنية بالتنوّع الثقافي والخلفية التي يأتي منها متابعيّ، وحتى اختلاف آرائهم وجنسياتهم وتعليقاتهم. هذا هو الغنى الحقيقي لأي شخصية معروفة، وأعتبر هذا الموضوع غنى ثقافياً ومعنوياً اكتسبته أنا وهم أيضاً.

- كيف تتعاملين مع حساباتك على منصّات التواصل الاجتماعي؟
متابعة هذه المواقع تتطلّب منّي وقتاً طويلاً ومجهوداً أيضاً، لأنّك وبكل بساطة إذا لم تعطِها من وقتك فلن تعود عليك بالمتابعات والشهرة وحبّ الناس. هناك بعض المنصّات التي أفضّلها على غيرها، وأحاول جاهداً أن أجد توازناً في حضوري عبرها، ولكن هذا صعب جدّاً، لا سيّما أنّني أقوم بمتابعتها وبعملية النشر شخصياً.

- ما هي المعوقات التي تواجه امرأة محجّبة في مجال الموضة والتدوين؟
تبدأ المشاكل والمعوقات عندما يتخطّى الآخرون حدودهم في السلبية، سواء في التعليقات أو التعامل مع ما ننشره. لقد نشأت على مبدأ، ألا وهو أن أبقى صامتة ولو كانت ردود فعلي سلبية حيال أي أمر، ولكن الناس مختلفون في التفكير والتصرّف. أنا اليوم أعمل على تطوير فكرة حضور الثقافة العربية والحجاب في الموضة، فمن قال إنّ المرأة المحجبة لا يمكنها أن تكون في واجهة المجتمع! هذه الأفكار تؤخّرنا في العديد من المواقف بدلاً من أن نستبدلها بأخرى نيّرة وإيجابية للتقدّم.

- هل أتعبتكِ الشهرة التي حقّقتها حتى اليوم؟
أحاول أن أبعد نفسي عن فكرة أنّني مشهورة... أظنّ أنّ عبارة مشهورة تُقال اليوم للشخصيات التي تجمع حشوداً حولها ويتجمهر الناس لمشاهدتها في الشارع. أنا معروفة جدّاً في بلدي ومنطقتي والعالم العربي وسعيدة جدّاً بذلك، وأعتبر أنّني أتمتع بنعمة كبيرة من خلال تحقيقي انتشاراً واسعاً عبر حسابي على «إنستغرام»، والداعم الأبرز هنا هو حب الناس وفضولهم ومتابعتهم لي.

- هل من الممكن أن تهجري عالم الإنترنت إلى عالم تقديم البرامج؟
لا أفكّر إطلاقاً في هجرة عالم الإنترنت، ولكن أحلم أيضاً بتقديم البرامج. وللأمانة، عيني على برنامج حواريّ اجتماعي شبيه ببرنامج «إيلين ديجينيريس»، ومن خلاله أطل بصورة جديدة على الناس.

- عدد كبير من المدوّنين والـ Bloggers اليوم يقومون بأعمال إنسانية بعيداً من الموضة والجمال والفخامة ويُسلّطون الضوء على جوانب إنسانية من حياتهم؛ ماذا عنكِ؟
في كلّ منشور على حساباتي، هناك رسالة إنسانية، وجانب جديد من شخصيتي ومن حياتي اليومية وعائلتي يكتشفه الناس، وأعتبر أنّ هذا الجانب هو الأجمل في ما أقوم به، فإذا خسرته أخسر ثقة الناس بي.

- ولكنّك تبعدين حياتكِ الخاصة عن السوشيال ميديا؛ ما السبب؟
من المهم أن يكون لحياتكَ جانبان واضحان ومنفصلان عندما تصبح معروفاً على السوشيال ميديا؛ فحياتي الخاصة تبقى خاصة وأنا أقرّر متى أُدخل متابعيّ إليها وفي أيّ شؤون ومواضيع.

- ما هي القطعة الـ Must Have بالنسبة إلى آسيا الفراج؟
المرطّب... بشرة وجهي جافّة جدّاً، لِذا لا أستغني عن الكريم المرطّب!

- ما هو الهدف الذي تنوين تحقيقه هذا العام؟
أن أخلق توازناً صحيّاً بين أسرتي وعملي بشكلٍ أفضل من السابق.

- كيف تختارين تعاوناتكِ، سواء مع الدور العالمية أو المحلّية؟
كلّ ذلك مبني على الكيمياء في ما بيننا... It’s all about good vibes... أختار تعاوناتي بعنايةٍ كبيرة وبناءً على مدى ثقتي بالدار والماركة.