وداعًا للخياطة.. غراء طبي للجروح

11 أبريل 2018

مع ارتفاع معدلات الولادة القيصرية يومًا بعد يوم، وزيادة الحاجة إلى التدخل الجراحي لإصلاح المشكلات الصحية في القلب أو في الكلى أو الكبد، وكذا معاناة مرضى السكري من صعوبة التئام جروحهم، طورت جامعات أميركية وأسترالية غراءً طبيًا قادرًا على إغلاق الجروح في 60 ثانية فقط.
هبة دنش

والغراء، عبارة عن مادّة لاصقة هلامية يمكن استخدامها عوضًا عن خياطة الجروح، وبإمكانها إغلاق جروح الجلد الخارجية أو الداخلية بنجاح كبير، حسبما ذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.

ودُرست عملية التئام الجروح على مجموعة متنوعة من الأمراض عبر سنوات، ومن خلال معرفة آلية الشفاء، تمكن الأطباء من إيجاد علاج عبر الخلايا المناعية لتطبيقه على من أجرى عمليات جراحية، أو على مرضى السكري الذين تطول مدة شفاء جروحهم مقارنة بالآخرين.

يقول الطبيب وليد حسن إن "هذا الاكتشاف الجديد يساهم في التئام الجروح بسرعة، حيث تمكن علماء من جامعة أريزونا الأميركية من فهم آلية التئام الجروح وشفائها عبر نوع من الخلايا المناعية، تساعد في تسريع إغلاق الأجزاء المتأثرة من الجلد، بل وتكوين أنسجة جديدة. وذكرت الدراسة أن الخلايا المتجددة في جسم الإنسان، تهاجر فورًا إلى مكان الجرح لترميمه، وتختلف هذه الهجرة بسرعتها، من شخص إلى آخر، فلماذا لا يتم توجيهها إلى مكان المنطقة المصابة مباشرة، وهو ما يفعله هذا الغراء المرن".

الغراء يعتمد على بروتين هجين مرن يُسمى (تروبويلاستين ميثاكريلويل)، ويُعرف باسم "ميترو" اختصارًا، إذ يتم تعريض المادة الغروية للأشعة فوق البنفسجية خلال 60 ثانية، وباستطاعة الطبيب التحكم في فترة غلق الجروح ما بين عدة ساعات إلى شهور، بحسب خطورة الإصابة حتى يتماثل المريض للشفاء التام.

وأُجريت التجارب على النماذج الحيوانية وكانت النتائج إيجابية، ما أعطى إشارات واعدة في علاج الجروح وإغلاقها سريعًا، حيث نشرت مجلة "Science Translational Medicine"  نتائج تجربة عن سرعة المادة الغروية في لصق جروح صغيرة على الشرايين والرئتين لبعض من القوارض، كما على جروح الرئة عند الخنازير. ويتوقع أن يكون هذا الغراء متوافرًا لمعالجة جروح البشر في غضون السنوات الثلاث القادمة، لكن الأمر بحسب فريق البحث بحاجة إلى المزيد من البحوث، إلى جانب الاختبارات السريرية من أجل التأكد من نجاح المُنتج على المرضى من البشر.

ويجمع تصميم مادة "ميترو" بين تقنيات البروتين المرنة الطبيعية وجزيئات حساسة خفيفة تؤدي إلى سرعة التئام الجروح، وبحسب فريق الباحثين الأسترالي والأميركي، باستطاعة هذه المادة المطوّرة أن تطبق على أية حالة من الجروح داخلية أم خارجية، وتملؤها دون أيّ تأثير في عملية النمو الطبيعي للأنسجة أو التوسع والانكماش للعضو المصاب. وتكمن أهمية استعمال الغراء في الحالات الخطرة التي تحتاج تدخلاً جراحيًا عاجلاً ، خصوصًا في غرف الطوارئ والإصابات الناتجة عن حوادث السيارات، وفي المناطق التي تشهد حروبًا، ما يساعد في تخفيف النزيف لدى المصابين مباشرة.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"