القلب العاري... عاشقاً

ثقافة, غادة السمّان, حزن, كتب, ديوان شِعري

13 مايو 2009

الكتاب: «القلب العاري... عاشقاً»

المؤلفة: غادة السمّان

الناشر: منشورات غادة السمّان 2009

 

غادة السمّان... إسم كفيل بأن يهدي إلي قلبك الثقة وإلى نفسك الطمأنينة وإلى جسدك التحليق في رحلة فردية نحو عالم من الإبداع"السمّاني"الخالص وغير المتكلّف."القلب العاري... عاشقاً" ليس مجرّد ديوان جديد للشاعرة والكاتبة المعروفة غادة السمّان وإنما هو العمل الأول الذي تنشره بعد رحيل زوجها وشريك عمرها الأبجدي والشخصي "بشير الداعوق" وهو الكتاب الأول الذي تهديه إيّاه من بين كتبها الأربعين، إذ رفضت في حياته أن يرى البعض في إهدائها له تملقاً أو مغالاة. فإلى بشير الداعوق الذي اختار معها عنوان الديوان وعرف بعض قصائده، كتبت غادة السمّان...

كتبت قصائد تُدوّن أحزانها التي اجتاحتها منذ لحظة رحيله حتى اليوم. ومن شهد على قصة هذين العاشقين يُدرك جيداً أنّ حجم الحزن الحقيقي الذي يغتال يومياً عواطف «السمّان» وينهش قلبها الرقيق الذي ينبض أحرفاً هو أعمق بكثير ممّا ورد في القصائد التي نشرتها في الذكرى السنوية الأولى لوفاته. فقد حاولت الشاعرة، مكابرةً، ردم انكسارها بعظمة الفن وضمد جراحها بصلابة الحرف، فاستدعت روحه وخاطبته وأقنعت القارئ أنّ الحبيب غادر الدنيا الكبيرة دون الرحيل عن دنياها، فهو «زين الشباب دائماً» و«الفارس»  و«الوطن»... إنّه كلّ ما لا يموت. تراه في «المرايا» و«على الشرفة» وفي كلّ مكان... رغم ذلك ظلّ الألم الكبير المتخفّي وراء الكلمات القليلة واضحاً وضوح دمعة مغرورقة في عين مفتوحة، لأنّ صدق الكتابة وشعرية التعبير جعلانا نشعر بأحزان السمّان ونشاركها صدمة الفراق التي تقهرنا أكثر من الموت نفسه، إلى حدّ الشعور برغبة في البكاء من فرط «الغُصّة» التي تطغى على صوت الشاعرة.

وفي هذه الأبيات تترجم غادة السمّان بإحساس وحرقة معاً شعورها فتقول:

«موظفة الأمن الفرنسية اللطيفة
كتبت لي في أوراقي الثبوتية: أرملة؟
وربتت على كتفي معزية.
لم أقل لها إنني لست حقاً أرملة
فأنت ما زلت حياً معي
في البيت والشارع وكل مكان..
ولكن لم يرك ولم يسمعك..
أحد سواي
يبدو أنني وحدي صرت
قادرة على التواصل
مع حياتك الحالية.
أهذا هو الموت؟ موتك..
أم أن هذه هي المكابرة
مكابرتي؟ ...»