«مطرٌ جاف»...

هيفاء بيطار, هموم المرأة, المجتمع السعودي

20 مايو 2009

الكاتبة: هيفاء بيطار

الكتاب: «مطر جاف»

الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون ومنشورات الإختلاف، ٢٠٠٩

بعد أكثر من رواية متتالية كانت آخرها روايتا «أفراح صغيرة... أفراح أخيرة» و«قبو العباسيين» أصدرت هيفاء بيطار صاحبة الإسم المتأرجح بين القصّة والرواية مجموعة قصص قصيرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» و«منشورات الإختلاف» تحت عنوان «مطر جاف».
يتألّف الكتاب من 16 قصّة قصيرة كتبتها بيطار بلغة حيّة للتعبير عن الهموم التي تسكن مخيّلتها.ترتفع في قصص هيفاء بيطار حدّة الرفض لمبادئ عالم الذكورة الكاره لفكرة المساواة، وهذا ليس جديداً في كتاباتها التي سبق أن حملت هموم المرأة وقدّمتها كثيمة متكررة في رواياتها وقصصها ورفعت إتهاماً مباشراً ضد هيمنة الرجل من خلال «يوميات مطلّقة» و«إمرأة من طابقين» و«نساء بأقفال» وغيرها...
وفي «مطر جاف» تكتب بيطار قصصاً تُقدّم في مجملها صورة المرأة- البطلة، حتى أنها عندما كتبت عن الرجل في «الرجل الذي يبكي» اختارت إظهار الجانب الأنثوي في شخصيته من خلال فعل البكاء الذي يُميّز طبيعة المرأة أكثر من الرجل. وكذلك حاولت بيطار أن تكون القصّة الإجتماعية في جوف المادّة الحكائية، فكتبت عن الهموم العامّة مثل الإعاقة الجسدية في «الصغير ينام في سرير إعاقته»، وعن الفساد الإداري والإقتصادي في «يوم عادي»، ومع تنوّع الموضوعات وسلاسة اللغة تؤكّد بيطار مقولة تودوروف «القصّة هي الحياة». إلاّ أنّ القاصّة لم تول الكثير من العناية إلى الخاتمة التي بدت غير مرّة باهتة رغم أنّ الخاتمة في عالم «القصّة القصيرة» تُمثّل العنصر الأهم والمتحكّم الأول فيها.