الفنانة المغربية سناء موزيان: ابني سبب غيابي لثلاث سنوات وزوجي

نورهان طلعت (القاهرة) 22 أبريل 2018

تعود النجمة المغربية سناء موزيان إلى نشاطها الفني مرة أخرى بعد غياب ثلاث سنوات، بسبب إنجابها ابنها الأول «كنزي».
في هذا الحوار، تتحدث سناء عن أسباب عودتها الى التمثيل، نشاطها الفني في هذا التوقيت، فيلمها المغربي الجديد «ليالي جهنم»، تجربتها مع السينما الإماراتية من خلال فيلم «سراب»، وأعمالها الجديدة في مصر.
كما تكشف لنا عن شعورها خلال الأيام الدراسية الأولى لابنها، وذكريات الطفولة التي استعادتها معه، ورأيها في الزواج بعد مرور ثلاثة أعوام على زواجها، إضافة الى روتينها اليومي، علاقتها بالرياضة والقراءة، وأمور كثيرة تتكلم عنها للمرة الأولى.


- ابتعدتِ لأكثر من عام عن المشاركة في أي عمل، هل أخذك اهتمامك بابنك «كنزي» من الفن؟
بالتأكيد، خصوصاً أنه ابني الأول، وتجربتي الأولى في الأمومة، ففضّلت أن أعطيه كل وقتي، وأن يأخذ حقه كاملاً في التربية، لا سيما في سنوات عمره الأولى، لذلك ابتعدت ثلاث سنوات كاملة عن الفن بعد ولادته.

- لكن، هل ندمت على فترة ابتعادك هذه؟
لم أندم إطلاقاً، خصوصاً أن السنوات الأولى مهمة للغاية في حياة أي طفل، فكل شيء من حوله يكون جديداً عليه. لذلك، ابني كان بحاجة الى وجودي بجانبه، وحتى الآن لا يزال صغيراً ويحتاج إليّ. انطلاقاً من ذلك، فضّلت أن أكون قريبة منه، وأراقب تصرفاته لأنها ستصبح ذكريات لا تعوّض.

- هل صرحتِ فعلاً، أخيراً، بأن المجاملات وقفت عائقاً كبيراً أمام رغبتك في العودة؟
بالفعل، فأنا أعاني من الشللية والمحسوبية والمصالح، ومن الممكن أن تتعارض صراحتي وعفويتي مع أشخاص في المجال الفني، يحبّون تجميل الكلام.

- بصراحة، هل آذتكِ سنوات ابتعادك وأخذت من رصيدك الفني؟
لم أتضرّر من ابتعادي الموقت عن العمل، لأنني مررتُ بمرحلة مهمة في حياتي، وارتبطتُ بشخص أحبّه وكوّنتُ أسرتي الصغيرة. وغالباً، لا يشعر الفنان بالرضا عما حققه من إنجازات، ولا يجد السعادة في مشوار حياته الفنية إلا في حال نجاحه في علاقاته الاجتماعية والعاطفية.
كما قررت منذ بداياتي ألا أسعى إلى الكمّ في العمل إنما الجودة، وأختار دائماً أعمالي بحرص لأنني أحب العمل عن قناعة، وأحمد الله أن معظم أعمالي كانت مميزة وناجحة، سواء المصرية منها أو المغربية أو الأجنبية.

- من يقف بجانبك من أجل العودة بقوة؟
والدتي كانت تدعمني منذ بداياتي الفنية ولا تزال تدعمني الى اليوم، وزوجي كذلك. بصراحة، يحتاج الفنان من وقت الى آخر الى أن يسمع التأكيدات والموافقة على تصرفاته، وعبارات التقدير والإعجاب من أقرب الناس إليه، لكي يشعر بالسعادة والرضا عن نفسه.

- عدت الى الساحة الفنية بالفيلم المغربي «ليالي جهنم»، ما الذي جذبك إليه؟
منذ قراءتي الأولى للسيناريو، جذبني الدور كثيراً ودخلت في عمق العمل وخيال واسع وأحداث مشوّقة وممتعة للغاية في آن واحد، كما أنني عملت مع المخرج حميد بناني من قبل في فيلم «الطفل الشيخ»، وبعد أن عملنا معاً أدرك أن لديَّ طاقات فنية كبيرة، وأحبني لشخصي واحترافيتي، وأخبرني أن لديه فيلماً جديداً، وقد شعرت أن الشخصية تناسبني فلم أتردد في قبولها، وبالفعل استمتعت كثيراً بها.

- إلى أي نوعية ينتمي هذا العمل؟
رسالة الفيلم هي المطالبة بحماية الثقافة الفكرية وثورة المرأة ضد العقل المنغلق.

- ماذا عن طبيعة دورك فيه؟
لطالما انجذبت الى الأدوار المركبة والصعبة، وهذا الدور من أصعب الأدوار التي قدمتها طوال مشواري الفني، وجسدت من خلاله شخصية مركبة ومتقلبة، اكتشف الجمهور أبعادها النفسية، وكل ما ميزها من رومانسية وغموض ورقة وعقل وعصبية وقوة، وهي أيضاً شخصية تحب أن تتعامل بالعقل حتى في الحب، وتبحث عن نفسها في غيرها، ولديها ميول فنية، وتحلم بأن تكون مطربة معروفة، وتحب أسمهان وتغني بعض أغانيها في الفيلم، فتعيش تحت ضغوط وصراع والدها والمجتمع ومجال الفن، ويظهر لنا الفن ودوره الكبير في التحرر من هذا المجتمع المنغلق فكرياً، كما ترددتْ في الفيلم كثيراً عبارة «البحث عن الحب»، لأن الحب ينقصنا جميعاً، ليس في الحياة العاطفية، لكن في الحياة عامة.

- شاركت في عمل سينمائي في الإمارات، وهو فيلم «سراب»، حدّثينا عن هذه التجربة؟
كانت هذه التجربة تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، لأنني تحدثت باللهجة الإماراتية، وهي تجربتي الأولى في السينما الخليجية.
أحببت فكرة العمل، وللمرة الأولى جسدت دور أم في عمل فني، وهي سيدة خائفة دائماً على ابنها المراهق المُحاط برفاق السوء ويتأثر بهم، فتتصاعد الأحداث ويشتدّ الخلاف بين الأم والابن.

- هل ترين أن الدراما الخليجية في طريقها للحصول على الشعبية الضخمة التي تليق بها؟
أثبتت الدراما الخليجية وجودها رغم كونها حديثة مقارنةً بالدراما المصرية والسورية، وأصبحت للمسلسلات الخليجية مكانتها المرموقة بين الأعمال الدرامية في الوطن العربي، وأضحت لها شعبية كبيرة وجمهور خاص.

- يقال دائماً إن النجاح الحقيقي يبدأ من مصر، فهل يمكن أن نشاهدك قريباً في عمل مصري؟
من المؤكد أن النجاح الحقيقي ينطلق من مصر، فهي بلد الفنون، وهذا ما حدث معي في بداياتي الفنية في أول فيلم لي «الباحثات عن الحرية»، وإلى يومنا هذا، لا أنكر فضل مخرجته إيناس الدغيدي عليّ، وأنوي خلال الفترة المقبلة المشاركة مجدداً في أعمال مصرية.

- هل تتمنين العمل مع المخرجة إيناس الدغيدي مرة أخرى؟
بالتأكيد، فإيناس مخرجة متميزة ولها بصمة ومكانة في السينما المصرية، كما أن تجربتي الأولى معها قدّمتني للسينما بشكل جيد، وأظهرت موهبتي الفنية من تمثيل وغناء، وقد عززت بدايتي القوية والناجحة مع إيناس جرأتي وثقتي بنفسي في باقي الأعمال التي قدّمتها في ما بعد.

- بعد مرور ١٣ عاماً على فيلم «الباحثات عن الحرية»، هل أنت نادمة على أي مشهد فيه؟
لا يزال هذا الفيلم في أذهان الكثير من الناس رغم مرور ١٣ عاماً على طرحه في دور السينما، وهذا دليل على أنه فيلم ناجح وحاز إعجاب العديد من الجماهير في العالم العربي.

- اتسمت أعمالك بالجرأة، فهل تنزعجين من تصنيف البعض لك بأنك جريئة؟
لا يزعجني تصنيفي بالجرأة. وللتوضيح، الجرأة بمعنى التحدي الفكري، وليس بمفهوم قلة الأدب، فأنا أنجذب الى الموضوعات الجريئة والأدوار المركبة الصعبة التي تتطلب اجتهاداً كبيراً في الأداء، وهذا أعتبره جرأة مني وتحدياً لنفسي.

- هل من عمل فني ندمت على المشاركة فيه؟
لم أندم أبداً على أي عمل فني شاركت فيه، لأن اختياراتي تكون دائماً عن قناعة، وكل أعمالي السينمائية أو التلفزيونية، أضافت إليّ والى رصيدي الفني.

- كيف تغيرت حياتك بعد الأمومة؟
تغيرت حياتي كثيراً بعدما رُزقت بابني «كنزي». فقد أصبحت أمًّا في عائلة متكاملة، امرأة ناضجة، وأدركت أهمية أشياء كثيرة في حياتي لم أكن ألتفت إليها سابقاً، كما أصبحت أحترم والدي ووالدتي وأقدّرهما أكثر من ذي قبل، واكتشفت قوة داخلية تعينني على مسؤوليات الزواج والأمومة لم أكن أتخيل يوماً أنني أمتلكها.

- لماذا فضّلت الاستقرار في المغرب ودخول ابنك إحدى مدارسها؟
لأنني كنت أشتاق الى بلدي كثيراً وأنا في ديار الغربة، كما أن الاستقرار إلى جانب عائلتي الكبيرة يخلق جواً عائلياً دافئاً لابني، مما يعزز الرابط العائلي لديه.
كذلك، أحب أن ينمّي ابني في السنوات الأولى من حياته التعليمية، ثقافة اللغات ويتعرّف على تقاليدنا وعاداتنا العربية، وقد اخترت له المدرسة الأميركية لكي يتعلم اللغة الإنكليزية، وفي سن الخامسة سيدرس اللغتين العربية والفرنسية، وفي الوقت نفسه أكون قريبة من مركز عملي.

- لماذا اخترت له اسم «كنزي»؟
اخترته أنا وزوجي، إذ عندما رجعنا من شهر العسل الذي أمضيناه في جزر المالديف كنت حاملاً، لهذا شعرت أنني أحمل معي كنزاً بداخلي.

- أهو يشبهك أم يشبه والده أكثر؟
يشبهني من ناحية الشكل، لكنّ شخصيته مزيج من شخصيتي وشخصية والده، فلديه شخصية قوية وثقة كبيرة في نفسه، ودائماً ما يغنّي لنا الأناشيد التي يتعلّمها في الحضانة.

- ما هي ذكرياتك مع مرحلة الطفولة؟
لدي ذكريات جميلة في الطفولة، حيث كنت أحب المشاركة في المناسبات المدرسية، غناءً ورقصاً وتمثيلاً، كما أتذكر أول قط لديَّ، كان اسمه «ميموش»، وكنت أحبّه كثيراً، لكن خالي دهسه بالسيارة من دون قصد، فأطلقت عليه بعدها «خالي السفاح».

- بعد مرور خمسة أعوام على زواجك، ما هي سلبيات الزواج وإيجابياته؟
الزواج استقرار، ويجعل لي شريكاً في كل شيء في حياتي، يهتم بمشاعري ورأيي وأمور كثيرة، وحياتنا متكاملة مع بعضنا البعض، لأن بيننا احتراماً متبادلاً وثقة كاملة، وبهذا نتجنب الوقوع في فخ السلبية وعدم الرضى.

- تزوجت من رجل أجنبي، ما الفارق بينه وبين الرجل الشرقي؟
الرجل يظل رجلاً، سواء كان عربياً أو أجنبياً. الاختلاف يكمن في نشأة الشخص وتربيته، فأنا أشعر من طريقة تفكير زوجي في بعض الأحيان أو غيرته عليَّ مثلاً، أنه شرقي مئة في المئة، إذ كنت أعتقد أن هناك بعض الطباع التي يتّسم بها الرجل العربي فقط، إنما اتضح لي العكس تماماً.

- ما الذي تتذكرينه من حفلة زفافك؟
العديد من الأشياء الخاصة والجميلة، وأشكر كل الذين حضروا حفلة زفافي في لندن بملابس باللون الأحمر كما طلبت منهم.

- هل هناك موقف حدث لا يمكن أن تنسيه؟
بعد انتهاء حفلة الزفاف، فاجأني زوجي بدرّاجة نارية كبيرة أخذني عليها، فكان موقفاً مفاجئاً للجميع.

- من هو الفنان الذي تتمنين العمل معه، ومن هي الفنانة التي يعجبك أداؤها؟
أحمد حلمي في فيلم كوميدي، لأنني أحب أداءه كثيراً، وأحب أداء هند صبري.

- من هو مطربك المفضل؟
ماجد المهندس.

- روتيني اليومي.
أوصل ابني الى الحضانة ثم أذهب للممارسة الرياضة لمدة ساعة، ومن ثم أطالع الأخبار والأحداث بصفة عامة وكذلك الأخبار الفنية.

- القراءة.
أعشقها وأحب القراءة في المجالات كافة.

- هوايات أخرى...
السباحة، أحب ممارستها كثيراً.

- السفر...
أحب السفر واكتشاف أشياء جديدة، وأرغب في السفر الى بلدان مختلفة.

- علاقتك بالموضة...
أحب متابعة الموضة بشكل نسبي، أي شراء ما يليق بي، وليس ارتداء ما هو رائج في عالم الموضة، وإنما ما يريحني ويرضيني.

- الماكياج...
أستخدم ماركة «شانيل»، وأحب تجربة كل ما هو جديد، وأضع الماكياج الخفيف، وأتجنب كثرته على الوجه.

- صفة أتمنى التخلص منها...
التردد، لأنني دائماً مترددة في اتخاذ القرارات.

- الشائعات...
لا تزعجني، فطالما يتحدث الناس عنك حتى في أمور غير صحيحة، فهذا يدل على أن لديك بصمة خاصة، وأنك في أذهان الجمهور طوال الوقت.


أنا، زوجي وابني...

- حدّثينا عن أول يوم دراسة بصحبة ابنك، وعن تلك الصور التي تجمعك معه ومع زوجك.
كان إحساساً مزدوجاً لديَّ ولدى زوجي، وانتابنا شعور بالحماسة والقلق، وأردنا أن نوثّق هذه الذكرى المهمة بالنسبة إلينا، بتصوير كل لحظات هذا اليوم الذي جمعنا نحن الثلاثة، وأتذكر قرار زوجي بأخذ إجازة من العمل في الأسبوع الأول من دخول «كنزي» الحضانة، وذلك حتى نجعله يستقر ويعتاد على روتين حياته الجديدة، وقد حضّرتُ وزوجي لهذه اللحظة منذ ولادته، وأصبحنا اليوم ننتظر كل جديد يعود به. إنها مرحلة جديدة في حياة صغيري ليثبت لنا أنه أصبح «شخصاً مستقلاً»، ويستعد للمرحلة الكبيرة في الحياة التعليمية.