شاشة السينما...

السينما السورية, المجتمع السعودي, نقد, إبراهيم العريس, تاريخ, الخيال, تلفزيون الواقع, شركة عالم الفن, جائزة الشيخ زايد للكتاب, واللغة العلمية, سوسيولوجيا, المكتبة السينمائية العربية

29 يونيو 2009

الكتاب: «الشاشة... المرآة» 

الكاتب: إبراهيم العريس 

الناشر: منشورات وزارة الثقافة - المؤسسة العامّة للسينما، دمشق

 

السينما والسوسيولوجيا... الفنّ والعلم هنا يتقاطعان ليؤديا معاً عملاً متقارباً من حيث المضمون وإن اختلفا في الشكل. طالما اعتُبرت «السينما» ثمرة التزاوج بين الواقع والخيال، إلاّ أنّه مع مرور الوقت أصبح هذا الفنّ المعروف ب«السابع» بمثابة وسيلة تعبير شعبية تغوص في عمق المجتمع لتُشخّص عيوبه وتُشرّح آفاته وتُترجم آلامه وخيباته كعالِم الإجتماع الذي يتناول المشاكل الإجتماعية المتعلّقة بفئة معينة ويعمد إلى تقديم الحلول المناسبة لها.
قد يختلف البعض حول تصنيف السينما بين فن وصناعة أو صناعة وايديولوجية... ولكن لا يختلف اثنان على أنّ شريان المجتمع ينبض دوماً في قلب السينما ومن خلال شاشتها التي هي في الكثير من الأحيان مرآة تعكس صورة المجتمع.
عن هذه العلاقة الجدلية بين السينما والمجتمع في الوطن العربي أصدر الناقد السينمائي إبراهيم العريس قراءات تكرّس هذه العلاقة الوثيقة في كتاب صادر عن منشورات وزارة الثقافة- المؤسسة العامة- دمشق« تحت عنوان الشاشة... المرآة». وفي مقدّمة كتابه التي أسماها العريس «بدلاً من المقدمة» يشرح الكاتب لقارئه ماهية الكتاب الذي وضعه بين يديه موضحاً أنّ كتابه ليس تأريخاً للسينما العربية ولا يتضمّن نقداً تحليلياً لبعض الأفلام وإنما يكشف للقارئ حقيقة العلاقة بين السينما أو «السينمات» العربية والزمن والمجتمع اللذين تتحرّك بينهما، انطلاقاً من نظرة نقدية- دراسية ترصد تلك العلاقة على ضوء اللحظة التاريخية التي تجلّت فيها.
وبعدما درس العريس تأثير التاريخ بكلّ أحداثه وأزماته ورموزه وحيثياته على السينما من خلال كتاب دسم قد يكون بمثابة مرجع حقيقي لكلّ المهتمين بتعميق معرفتهم حول السينما التاريخية بعنوان «السينما- التاريخ- العالم»، اختار العريس برؤيته السينمائية النقدية دراسة السينما العربية انطلاقاً من علاقتها بالمجتمع على اختلاف أوجهه.
ومن خلال كتابه الجديد «الشاشة... المرآة» يؤكّد ابراهيم العريس مرّة جديدة أنّه واحد من أهمّ النقّاد السينمائيين في عالمنا العربي ومن الحرصاء فعلاً على تأريخ الحركة السينمائية -بكافة جنسياتها هوليوودية كانت أم بووليودية أو عربية- من خلال متابعته الدقيقة والقيّمة للإنتاجات السينمائية وطرحها في كتب تُغني المكتبة السينمائية العربية وتزرع لدى عشّاق السينما أملاً في أنّ هناك من يؤرّخ ويكتب ويُدوّن بنظرة واعية وعميقة أسرار الفن السابع ليهدي إليهم مراجع قيّمة تقوّي نظرتهم السينمائية وتُبلورها.