مسجد "شاكرين" في اسطنبول من تصميم امرأة

24 أبريل 2018

حققت شهرة واسعة في مجال تصميم مجوهراتها الخاصة، وتصميم الديكور، إذ تركت بصمتها الواضحة على العديد من المنازل والفنادق في جميع أنحاء العالم. وهي تملك شركتها الخاصة في مجال التصميم الداخلي، وتحمل شعار ZF، وتسعى لأن تكون واحدة من أعظم شركات التصميم في العالم.
ميس نمر حمّاد

إنها المهندسة التركية زينب فاضللي أوغلو، وهي المرأة التي صممت مسجد "شاكرين" في مدينة اسطنبول التركية عام 2009.

وقد صُمم ديكور المسجد بأسلوب عصري، إذ جمعت أوغلو بين الحداثة والتصميمات التراثية العثمانية، و زيَّنت قلب المسجد بثريا على شكل قطرات المطر.

وأشارت زينب أوغلو في عدة مقابلات لها في وسائل اعلامية عربية وعالمية، إلى أنها لم تتوقع وجود فرق كبير في حال قامت امرأة بتصميم مسجد. تقول: "شعرت بالاعتزاز لدى تكليفي بهذه المهمة، إذ من النادر تكليف المصممين والمعماريين الحدًاثيين، بتصميم أبنيةٍ كهذه. وإزداد تأثري عندما أدركت أنني أول امرأة تقوم بهذا العمل".

يقع مسجد شاكرين في حي محافظ في القسم الآسيوي من مدينة اسطنبول؛ ويتميز بالقبة الضخمة التي تغطي منطقة الصلاة، وبالمآذن العالية، والفناء، بينما يحمل السقف لفظ الجلالة "الله" واسم النبي محمد وأسماء الصحابة.

أما نوافذ المسجد فصُممت على شكل صفحات من المصحف الشريف وصنعت من الذهب. واستبدلت جدارنه بواجهات زجاجية، وقسمت فاضل أوغلو مساحة المسجد التي تتسع لـ500 شخص إلى مساحتين متساويتين للسيدات والرجال، و تعمدت ألا تفرق بين قسم الرجال والنساء، لا من حيث براعة التصميم، ولا من حيث المساحة المُتاحة للمصلين.

استغرق بناء المسجد حوالي أربع سنوات، وشُيِّد على مساحة 10.000 متر مربع، ويحمل اثنتين من المآذن كل واحدة بارتفاع 35 متراً.

ولهذا المسجد تصميم سابق، لكن أوغلو قامت بتعديل هذا التصميم بشكل جذريّ وجعلته أكثر حداثة. ويعد هذا الأمر بمثابة "خرق" لما تعتمده المساجد التركية في آلية بنائها، والتي تقوم على تقليد طراز البناء العثماني في القرن السادس عشر.

زينب فاضللي أوغلو، من مواليد عام 1955، أنهت دراستها الجامعية من انكلترا، وتحمل شهادة في تخصص العلوم المعلوماتية، ثم شهادة في التاريخ وتصميم الفنون. بدأت عملها كمحللة لأنظمة معلوماتية، ثم انتقلت إلى مجال التصميم الداخلي للمنازل والمطاعم، خاصة أنها كانت تصمم مجوهراتها الخاصة وهي في سن الـ 12 عاماً.

وبحسب زينب فاضللي أوغلو، فإن "تحقيق النجاح يتطلب عملاً شاقاً، كما أن المحافظة على النجاح تعتبر عملاً صعباً. فالمرء لا يحصد النجاحات إلا إن ضحى وتعب كثيراً، ولقد تخليت كثيراً عن أوقات الفراغ من أجل الاجتهاد في العمل".

وتتعاون أوغلو في شركتها ZF التي أسستها في العام 2005، مع ما يقارب الـ 25 موظفاً غالبيتهم من النساء، بينهم 12 مهندساً ومهندسة و13 مصمماً ومصممة. وقد قامت زينب بتصميم 140 مشروعاً حول العالم، بين مطاعم ونواد وفنادق وأماكن ترفيهية، وتتميز تصاميمها المعمارية الداخلية بأنها رفيعة المستوى، وتنال إعجاب كل من يراها.

وحصلت زينب على عدة جوائز عن تصميماتها، منها جائزة أندريو مارتين للتصميم الداخلي لعام 2002، وجائزة House & Garden للتصميم الداخلي لعام 2002 أيضاً، وجائزة مصمم العام في لندن لعام 2005، وجائزة مؤسسة Wifts لعام 2011.


وتسعى أوغلو إلى صهر التصميم العصري مع الثقافة الإسلامية، وهي رائدة في تصميم المساجد، إذ قامت بتصميم مسجدين في الإمارات العربية المتحدة.

وتؤمن أوغلو بأن "المرأة عندما تبدأ بمشروعٍ ما فإنها تقوم به على أكمل وجه. وأنا أنطلق بأن سُلطة النساء ستصبح أقوى في المستقبل القريب".


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"