نوال الزغبي: النجومية كذبة كبيرة ولا أخاف أن يتركني أولادي

ميشال زريق 04 مايو 2018

في حديثها إيجابيّةٌ من نوعٍ آخر، قادرةٌ على أن تحوّل كلّ الطاقات السلبية في محيطها إلى أمور تتعلّم منها وتستفيد. تخلط أوراقها في كلّ عام، تعيد ترتيب الأولويات وتمضي قُدماً في تقديم «الجديد» الذي بدأت تبحث عنه بعد مرور عقدين من النجومية. نوال الزغبي الأم والإنسانة تواجه مخاوف الفشل والنجاح، تتحدّث عن الأنانية والأمومة، وترك ابنتها «تيا» للمنزل كما أصول تربيتها لتوأمها في حوارٍ من القلب.


- عامٌ مرّ على لقائنا الأخير، وشهد على نجاحات ومشاريع كثيرة... في Flashback سريع، ما المحطات التي تتوقّفين عندها؟
كلّ محطة عشتها العام الفائت كانت مختلفة عن الأخرى ولها نكهتها الخاصة، ولكلّ محطة ذكرى في داخلي وتشكّل خطوة إلى الأمام. كلّ إطلالة على المسرح أو لقاء تلفزيوني أو أغنية وفيديو كليب لها رونقها الخاص. خضت الكثير من التجارب الناجحة هذا العام، والأغنيات التي أطلقتها حصدتُ أصداء نجاحها الإيجابية.

- تتحدّثين عن الإطلالات التلفزيونية والحفلات وهي حقّاً هذا العام نقطة تحوّل بعد أن كنتِ في السنوات الأخيرة بعيدة قليلاً عن الناس...
أنتَ قلتها... كنتُ بعيدة، وأردتُ أن أعود وأكون أقرب إلى الناس والجمهور وأن ألمس ردود فعلهم على أعمالي وأتشارك معهم لحظات جميلة.

- ألا ترين أن كثرة الإطلالات من شأنها أن تحرق صورة الفنان وتوقعه في التكرار؟
طالما أن لديكَ أعمالاً ناجحة وأموراً مهمة للتحدّث في شأنها، فأنتَ بالتأكيد لن تحرق صورتك... قدّمتُ أعمالاً ناجحة كثيرة ولديّ مواضيع ومشاريع متعدّدة لأناقشها في وسائل الإعلام.

- عندما تدقّ ساعة التقييم، هل يكون على انفراد أم بالاجتماع مع فريق عملكِ؟
أتّبع الأسلوبين معاً... فأنا بحاجة لأن أكون مقتنعة بما أقدّمه وأن أقيّم نفسي وأراجعها، ومن ثمّ تأتي وجهات نظر المحيطين بي ومن أثق بآرائهم لتقييم ما أقدّمه.

- قدّمتِ منذ فترة أغنية خليجية بعنوان «لا تلعب معايا»؛ لمَ نشعر بأنّ الأغنية ظُلِمَت قليلاً ولم تأخذ حقّها كما يجب؟
على العكس... الأغنية أخذت حقّها في الانتشار والنجاح «وزيادة»... هي أغنية خليجيّة بحتة من كلمات خالد المريخي وألحان الموسيقار الدكتور طلال، وقد حظيت بدعم كبير وانتشار واسع في دول الخليج، وبُثَّت عبر أثير الإذاعات والشاشات، ولمستُ ردود فعل إيجابية عليها، وأنا لم أدعمها في لبنان لأنّها باللهجة الخليجيّة، وتتخللها نغمة خليجيّة غير إيقاعية، وهذه الألوان يُحبّها الكثيرون من أدائي.

- اعتدنا أن نرى نوال الزغبي المتجدّدة في الكليبات؛ هل أنتِ راضية عن العمل المصوّر للأغنية؟
في هذا العمل كانت هناك إطلالات و«لوكات» حديثة ومتجدّدة، أمّا بالنسبة الى فكرة الكليب، فقد أردناها بسيطة. وعموماً، الأغنيات الخليجية عندما تُصوّر، فإمّا أن تكون فكرة الكليب بسيطة أو تُنفّذ بأجواء خليجيّة بحتة. والجميع يتذكّر كليب «مُنى عينه» مثلاً، فحين قدّمته كان بسيطاً جدّاً. الأمر يتعلق بالفكرة والموضوع واللحن، وفي «لا تلعب معايا» قدّمني وليد ناصيف بفكرة وصورة مختلفتين.

- سمعنا منذ مدّة أنّ الألبوم بات جاهزاً، لنُفاجأ بـ«سينغل» جديد؛ ما هي أخبار الألبوم؟ وهل لا يزال يتمتع بالوهج نفسه في وقت تطغى موضة الأغنيات المنفردة على الساحة؟
أنا واحدة من الفنانين الذين اعتمدوا سياسة إصدار الأغنيات المنفردة منذ مدّة وحتى اليوم، وقد صدرت أخيراً أغنيتي الجديدة بعنوان «قالوا» من كلمات مازن ضاهر وألحان فضل سليمان، وسنصوّرها على طريقة الفيديو كليب. وبالنسبة الى الألبوم، فهو يتضمّن أغنيات متنوّعة اللهجات والأنماط الموسيقية، ولكنني ما زلتُ أبحث عن أغنيتين أو أكثر فيها جديد لم أقدّمه بعد، أو إذا صحّ التعبير رسمتُ في ذهني شكل أغنية معيّنة أبحث عنها. أما عن وهج الألبومات فأؤكد أنّ العمل الجميل يحصد صدى لدى الجمهور، سواء كان أغنية أو ألبوماً كاملاً.

- نلاحظ أنّكِ حريصة على التعاون مع أسماء جديدة، سواء في «بالقلب» و«قالوا»...
أحرص فعلاً على ذلك، ولكنها في الحقيقة ليست أسماء جديدة على الساحة.

- هي أسماء جديدة على صعيد تعاوناتكِ الغنائية!
هذا صحيح... أنا حريصة على اختيار أسماء لم أتعامل معها من قبل، سواء كانوا لبنانيين أو مصريين أو سوريّين... أحبّ أن أمنح الفرص للموهوبين لأتعامل معهم على صعيد الكلمة واللحن وحتى الإخراج. كما أكرّر العمل مع أشخاص كنت قد تعاونتُ معهم في السابق في حال وُجِدَ لديهم أي عمل جديد، فأنا لا «أساير» على حساب عملي... هدفي دائماً أن أقدّم أعمالاً جديدة ومميّزة.

- عندما تتعامل هذه الأسماء مع نوال الزغبي؛ هل تثقين بأنّهم سيُقدّمون لكِ الجديد أم سيعطونكِ أفضل ما لديهم من أفكار؟
الاثنين معاً... ذلك أنني أبحث دائماً عن التجديد والاختلاف. وللأمانة، عندما أتعامل مع الأسماء الجديدة، أشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بحيث إنهم يُقدّمون الأفضل والأجمل لي، وهذا تحدٍّ جميل.

- إلى أي مدى يصعب تعاملهم مع نوال الزغبي؟
بصدق، التعامل يكون صعباً للغاية عليهم، فأنا فنانة لي باعٍ طويل في الفن، وفي رصيدي مجموعة أغنيات، وأملك أرشيفاً غنائياً حافلاً بالأعمال، وقدّمتُ كلّ أنواع الأغنيات ومختلف الألحان، واليوم بدأتُ برحلة البحث عن الجديد. أنا أتحدّى نفسي بهذه المواهب الصاعدة، واليوم سأتعامل مع مخرج جديد في «قالوا» يصوّر للمرّة الأولى فيديو كليب... وجدتُ لديه جديداً وفكرة مميّزة. منذ سنوات اكتشفتُ موهبة جاد شويري في الإخراج، وآمنتُ برندا العلم وميرنا خياط، أحببتُ أفكارهم وقدّمتُ جديداً من خلالهم.

- بعد هذا الباع الطويل، هل أنتِ متصالحة مع فكرة أنّه سيأتي يومٌ لن تجدي فيه ما يُرضيكِ على الساحة؟
غالبيّة الأعمال على الساحة تشبه بعضها البعض اليوم، وكل أغنية «ضاربة» بتنا نعتبرها إنجازاً. في فتراتٍ سابقة، كانت معظم أغنياتنا «ضاربة»، ولكنّ الجمهور ملّ، ولم نعد قادرين على معرفة ذوقه في بعض الأحيان، وأنا اليوم أقدّم كلاماً ولحناً مختلفين، أقوم بما عليّ فعله والباقي على الله.

- هل تؤمنين بضرورة تقديم أغنيات أقل نجاحاً من أخرى بهدف الرسوخ في ذاكرة الناس؟
لا أعتمد هذه السياسة إطلاقاً، فأنا لستُ من الذين يُطلقون الأغنيات بهدف إثبات وجودي على الساحة الفنية، وقد أبتعد عاماً واحداً أكتفي خلاله بإصدار أغنية ناجحة وضاربة. ولكن يجب أن نعي ونؤمن بأنّ هناك أغنيات تحقق نجاحاً مدوياً، وأخرى يكون نجاحها عادياً جدّاً، وبعضها يمرّ مرور الكرام، وأغنية نؤمن بنجاحها الكبير وتُحقّقه.

- يتداول الكثيرون خبر عزوفكِ عن طرح فيديو كليب أغنية «برج الحمل»؛ ما حقيقة الأمر؟
إطلاقاً... الكليب سيُبصر النور قريباً، ولكنّنا قرّرنا تأجيله حتى نصدر «لا تلعب معايا».

- بذلك تنفين الحديث عن عدم رضاكِ عن العمل...
السبب يرتبط بالتسويق وبطرح أغنية قبل الأخرى فقط، وأي خبر آخر لا يمت الى الحقيقة بِصلة.

- هذه أغنيتك الثانية من ألحان الدكتور طلال؛ هل ترين أنّ الإصدارات الفنية باتت اليوم رهناً للمستثمرين الموسيقيين الذين حلّوا مكان شركات الإنتاج، بإمكانيات إنتاجية ضخمة ولكن بانتشار محدود؟
بدايةً، ثمة العديد من شركات الإنتاج الصغيرة اليوم، وهناك أيضاً شركة «روتانا». وللحقيقة، أعمالنا ليست رهناً لأحد، ونحنُ اليوم قادرون على الإنتاج على نفقتنا الخاصة، ولكن هناك بعض الشركات التي تقوم أحياناً بإنتاج أغنية وفيديو كليب ضخماً للفنان، وهذا أمر مرحّب به سواء بالنسبة إليّ أو إلى أي فنان آخر، وعندها تكون الشركة قد أراحتنا من بعض تكاليف الإنتاج وهمومه.

- ستشاركين في السباق الرمضاني لهذا العام من خلال «تتر» غنائي...
طُرِحَت عليّ فكرة تقديم أغنيات لمسلسلات عدة، ولكنني لم أُبدِ بعد موافقتي على أيّ منها.

- ما العوامل التي تجذبكِ لتقديم شارة مسلسل رمضاني؟
المسلسل والأبطال... ناهيك عن الحبكة الدرامية والأغنية بحدّ ذاتها.

- في رمضان الفائت غنّيتِ شارة تراجيديّة وأخرى كوميديّة... ما رأيكِ بهذا التناقض؟
جميل جدّاً... والأغنيتان كانتا ناجحتين، والمسلسلان بديا مختلفين ويتوجّهان إلى شرائح مختلفة من الجمهور. ولعلّ هذه العوامل كانت أبرز ما شجّعني على خوض التجربتين، وهذا العام قد لا أقدّم أي شارة غنائية في حال لم يكن نجاحها يوازي نجاح أي من الأغنيتين.

- هل تعلّلين سبب نجاح «الناس العزاز» بأنّكِ عشتِ التجربة واستطعتِ إيصال الإحساس الى الجمهور؟
الإحساس المرهف طاغٍ على أدائي، والناس صدّقوا إحساسي الذي حملته بصوتي في الأغنية، التي هي بمثابة «عشقٍ» بالنسبةِ إليّ، والجمهور أحبّها وشعر بها، وهي تُشاركهم وجعهم، لأنّ ما من شخصٍ لم يعش خذلاناً ومشاكل ومصاعب. الأغنية إنسانية واجتماعية بحتة، ولن تموت أبداً، لأنّ من الصعب أن نعثر على أغنية مماثلة دائماً.

- أشبّه هذه التجربة الغنائية بتجربة «فوق جروحي»...
هذا صحيح.

- في دراسةٍ لمركز الصحة النفسية العالمي، يربط العلماء بين الطاقات الإبداعية للفنانين وتأثرهم بمحيطهم والمشاكل ليُعبّروا عن ذلك في أعمالهم؛ هل تخفين وجعكِ ومشاكلكِ في حياتكِ المهنية أم تترجمينه في بعض الأحيان؟
أنا كسائر الناس، لي أفراحي ومشاكلي ومعاناتي، وأعيش كلّ يومٍ بيومه. أبكي وأضحك وأعيش لحظات وحدة، ولكن ما يُميّزني هو إحساسي بصوتي الذي أترجم من خلاله حالات ومواضيع عدة، وأقدّم موسيقى جميلة وكلاماً يُلامس إحساس الجمهور، وبذلك أكون قد أصبتُ الهدف.

- إذا طرحت السؤال بصيغة مغايرة... هل تنعكس سيكولوجية أعمالكِ على حياتكِ اليومية؟ أم هناك نوع من الجدار الفاصل بين العمل والحياة الخاصة في ما يتعلّق بطروحات أعمالك؟
أنا قادرة تماماً على الفصل بين العمل وحياتي الخاصة، لأنّني في حال لم أفصل بينهما فهذه «كارثة». تخيّل مثلاً أن أمضي فترةً في البكاء على أغنية «الناس العزاز»... أنا أعيش حالة الأغنية، أحفظها، وعندما أسجّلها أكون في قمّة الإحساس، وبعدها ينتهي الأمر.

- اختلاف أسلوب الحياة بين الوحدة والأضواء في اليوم الواحد لدى الفنان؛ هل يجعله يعيشُ فصاماً؟ وهل استطعتِ أن توازني بين هاتين الفترتين؟
الأمر نسبيّ ويختلف من فنان إلى آخر. على الصعيد الشخصي، أنا فنانة متواضعة و«إجريّي على الأرض»، عشتُ نجومية كبيرة وما زلتُ أعيشها، في حياتي مراحل صعود وهبوط، وفي هذه المراحل الصعبة اكتشفتُ حقيقة الناس والحياة وطبيعة عملي، وتعلّمتُ أن أخلق توازناً، واكتشفت أنّ النجومية كذبة كبيرة.

- عبارة صادمة من فنانة نجمة...
أبداً... أحبّ حياتي كما هي، ولكنّني واثقة بأنه سيأتي يوم أقرّر فيه التخلّي عن الغناء والنجومية، وأطلق مشروعاً خاصاً بي بعيداً من الأضواء. التوازن أهم شيء في حياة الفنان والإنسان، ويُعلّمه كيفية ألاّ يفقد ما بناه.

- ما هي زبدة تجربة 25 سنة من النجومية؟
اكتشفتُ ماذا يعني الفن والكذبة الكبيرة المُسمّاة «نجومية»، وبتُّ قادرة على التمييز بين الحقيقة والكذب.

- بعد مضي كلّ هذه السنوات؛ ما الذي يبقى للفنان؟
أعماله، اسمه، صيته الحسن... هذا ما يبقى للفنان. في المستقبل، وعندما سيذكرون اسم نوال الزغبي، سيقولون إنّها سيدة، فنانة وأنيقة، صاحبة صوت جميل وأعمال مميّزة. تمثّل بي الكثيرون... وهذا أكثر ما يعني لي.

- حريصة على الالتزام بمواعيدكِ؛ هذه السمة النادرة لدى الفنانين... هل ترسّخ صورتكِ كفنانة محترفة أكثر في ذهن الجمهور؟
أُقدّر الناس الذين يحترمون مواعيدهم وأعتبرهم أشخاصاً خلوقين متواضعين وناجحين، لأنّ الالتزام بالمواعيد أهم ما في حياة الإنسان. وأنا من الأشخاص الذين يأتون قبل الموعد في بعض المرّات، وإذا تأخّر الطرف الآخر أغادر، مما يجعل الكثيرين يستاؤون من هذا التصرّف، ولكنّني محقّة في ذلك، لأنّني أحترم نفسي بقدر ما أحترم الناس.

- نراكِ مدمنة على الرياضة؛ ما السبب؟
أحبّ الرياضة كثيراً ومنذ سنوات طويلة، فهي تُخلّصني من التوتر وتحسّن مزاجي وتحافظ على صحة جسمي وعقلي. توقّفتُ لفترة عن ممارسة الرياضة، ولكنني عدتُ إليها أخيراً.

- إلى أي مدى ترين أنّ نشاطك على السوشيال ميديا بدأ يُشكّل مصدر أخبار للصحافة؟ وهل يُزعجكِ ذلك؟
هذا مزعج ولكنّني أفعل ما يُريحني... الناس والصحافة سيتحدّثون، سواء تابعت فلاناً أو نشرتُ صّورة.

- وصل الأمر بالبعض حدّ اللحاق بك لمعرفة من تتبعين على السوشيال ميديا...
(تقاطعني)... يقولون إنّني معجبة بالشخص أو قد أتزوّجه مثلاً.

- هذه حكاية الـ Follow للممثل كيفانش تاتليتوغ...
تبعته من طريق الخطأ وقمتُ بإزالة المتابعة.

- تصريحاتك الأخيرة مثيرة للاهتمام؛ تصفين الرجل تارةً بالنذل وتارةً أخرى بأنّه يغار من المرأة... إلى أي مدى أنتِ متمرّدة على الرجل؟
الرجل إنسان مهم وضروري في حياة المرأة، ولكنّ الرجل الذي أتحدّث عنه هو الرجل النذل العديم الأخلاق.

- في الحديث عن الرجل والزواج، تقولين إنّك قد تتزوّجين وتعقّبين بالقول إنّ من يفشل في المرّة الأولى لا يكرّر التجربة...
إلّا في حال وُجود الرجل الخارق... رجل الأحلام، فما من أنثى لا تحلم برجل، والعكس صحيح.

- هل تبحثين في الحبيب الناضج عن الحب الحكيم أم الرومانسي؟ وأي حبٍّ أنتِ؟
أبحث عن الاثنين معاً... لا شيء يُضاهي الرومانسية التي تجدّد العقل والقلب وتُغيّر مسار الحياة، والحب الحكيم يُكمّلها... على الصعيد الشخصي، الحب الحكيم يأتي في المرتبة الأولى، ويليه الحب الرومانسي.

- مضت أسابيع على احتفال العالم بيوم الأم؛ ما كانت أمنيتكِ في ذاك اليوم؟
أمنيتي تتمثّل بسعادة أولادي بكلّ ما للكلمة من معنى. أتمنّى لهم حياةً كريمة وأن يعيشوا أجمل الأيام. أجد ثمرة تعبي وسهري عليهم... عندما أراهم سعداء.

- باللاتينية نقول Carpe Diem... هل بدأتِ تحصدين ما غرسته فيهم من قيم؟
طبعاً بدأتُ أحصد ذلك... وفي نهاية المطاف، عندما تبذل جهداً في تربية الأولاد، ستجد نتيجته في ما بعد ولن يذهب تعبك سدى.

- هل أعدتِ خلط أوراق تربية أولادكِ بعد قرار «تيا» ابنتك العيش مع والدها؟
بالنسبة إلى «تيا»، باتت اليوم راشدة، وتستطيع أن تختار أين تعيش. قرّرت أن تختبر تجربة العيش مع والدها، وأنا لم أعارض الفكرة، فهي عاشت معي طوال السنوات الماضية ويحقّ لها اليوم أن تختار أين تعيش، وفي نهاية المطاف أنا أمّها و»بحبّها قد الدني».

- ألا تخافين في المستقبل أن يترككِ نجلاكِ التوأم للعيش مع والدهما؟
إطلاقاً، ليست لدي أي مشكلة في ذلك، وهذا حقّهما أيضاً.

- هل انزعجتِ عندما أزالت «تيا» وشم اسمكِ عن يدها؟
عموماً، أنا لا أحب الوشم، ومنذ أن رسمته على يدها أزعجتني الفكرة.

- في تربيتكِ لأولادكِ، هل أنتِ شفافة و«فجّة» أم تغلّفين لهم الأمور؟ وكيف توصلينها إليهم؟
أحاول أن أوضح لهم الأمور كما هي، لا أضغط عليهم، وفي بعض المرّات أتركهم يقعون في الخطأ ليتعلّموا منه، والآن أفضل من أي وقتٍ مضى حتى يتعلّموا من أخطائي. أولادي أصدقائي، أناقشهم في أمور الحياة ولا أفرض عليهم شيئاً.

- ألم تتمنّي يوماً أن تكون كلّ تفاصيل حياتكِ وأولادكِ بعيدةً من التداول في الإعلام؟
بالتأكيد كنتُ أحبّ، ولكنّ الظروف شاءت عكس ذلك. كنتُ أتمنّى أن تكون حياتي الخاصة بعيدة تماماً من دائرة الضوء والتداول، ولكنْ هناك أمور لا تستطيع السيطرة عليها.

- متى تتغلّب الأنانية على الأمومة في شخصية نوال الزغبي؟
في بعض المرّات يجب أن تكون أنانيّاً حتى لا تخسر نفسك، وفي مواقف أخرى يجب أن تتنازل، ولكنّ الأمومة والأنانية لا ترتبطان، ولا أترك الثانية تتغلّب على الأولى في أي موقف.

- رأيناكِ أخيراً أنتِ ونجوى كرم؛ كم كانت عفوية هذه اللحظة!!
أحبّ نجوى كرم كثيراً، فهي صديقتي ورفيقة دربي، وبيننا «عِشرة عمر». هي فنانة كبيرة نفتخر بها وإنسانة صاحبة شخصية رائعة.

- تداول الكثيرون على السوشيال ميديا مقطع غنائها معكِ... شعرنا وكأنّها لحظة يندر وجودها بين الفنانين...
لقاءات الفنانين ليست نادرة، فنحن نلتقي دائماً، ولكن ما قامت به نجوى كرم نادر فعلاً... فهي حضرت حفلي وكانت سعيدة وتغنّي، وفي الحقيقة هذا أمر لا نراه لدى الفنانين إطلاقاً.

- وهل ستبادلينها مشاهدة إحدى حفلاتها؟
كنتُ سأشاهد حفلتها على متن رحلة Stars On Board ولكنّني كنتُ مريضة حينها.

- للمرّة الأخيرة... هل أغلقتِ الباب على التمثيل وتقديم البرامج؟
على التمثيل نعم أغلقتُ الباب، وعلى تقديم البرامج... فأنا لستُ ممثلة ولا مذيعة. ولكن في حال وُجِدَ البرنامج الذي يُشبهني وفكرته تستهويني فلمَ لا أخوض تجربة تقديم البرامج!

- عندما يُقدم الفنان على خطوة خارج «كاره»؛ هل يحتسب الربح أم الخسارة؟
الخسارة قبل الربح... وهذا على الصعيد الشخصي، إذ عندما لا أملك الموهبة أو الإلمام الكافي لأُقدِم على مشروع أو خطوة فهذه تكون خسارة، لذا أتوقّف قبل أخذ المبادرة للخطوة.

المرأة لا تستطيع أن تطالب بحقوقها وحدها
تُعبتر نوال الزغبي من أكثر المدافعات عن حقوق المرأة واستقلاليّتها في المجتمع، وتقول إنّها سعيدة بما حقّقته النساء العربيّات حتى اليوم، ولكن المرأة تناضل كثيراً، وقد لا تصل لنيل كامل حقوقها، إذ أنّ مصدر القرارات في الحكومات هو الرجل ما يُصعّب عليها أن تثبت نفسها على الساحة كما يجب. وتقول نوال للمرأة: "ثقي بنفسكِ... الإحباط وعدم التفاؤل من الأمراض التي قد تفقدنا الأمل وتجعلنا نتراجع إلى الوراء".

حوار وPhotoshoot Producer: ميشال زريق

تصوير: شربل بو منصور

ستايلست: جوني متى - تصفيف شعر: رنزي زغيب

ماكياج: إيلي فغالي - أزياء: زهير مراد - مجوهرات: فيفيان دبّاس

شكر خاص: فندق البستان على حسن الضيافة والاستقبال وBouchra Consultancy