'قبيلة تدعى سارة'

ثقافة, سارة مطر, المرأة السعودية / نساء سعوديات, يوميات, جائزة الشيخ زايد للكتاب

08 سبتمبر 2009

الكتاب:«قبيلة تدعى سارة»... «يوميات أنثى سعودية حرّة»

الكاتبة: سارة مطر

الصادرة عن: «دار فراديس للنشر والتوزيع»

، اختارت الكاتبة سارة مطر أن تُرفق عنوانها المُلفت بعبارة «يوميات أنثى سعودية حرّة». وهذه العبارة كفيلة بإعطائنا الحق في اعتبار الكاتبة الشابة سارة مطر إحدى وليدات ثورة «بنات الرياض» التي قادتها بحنكة شديدة وذكاء حاد صاحبة «بنات الرياض» رجاء الصانع. فصارت «الأنثى» - كمعنى- موجودة في كل عنوان، فمرّة «نساء المنكر» ومرّة أخرى «أنثى سعودية»، وكأنّ هذه الكلمة ليست سوى طُعم لجذب القرّاء والقارئات للدخول في تفاصيل قصص الفتيات السعوديات التي طالما اعتُبرت من الممنوعات. ولكن العنوان الأنثوي المُستنسخ لم يتمّ وضعه على كتاب مستنسخ إذا صحّ التعبير، لكونه يقدّم مادة جديدة إن من ناحية الشكل أو المضمون.

فسارة مطر اختارت أن تسلك طريقاً مغايرة وأن تختلف عن الروائيات اللاتي زاد عددهن بشكل مفاجئ وأصبحت كثرتهن تدلّ على استسهال في كيفية كتابة الرواية وبتن يختبئن معظمهنّ وراء ذريعة الجرأة من أجل كشف الحقيقة بعيداً عن الإهتمام بالمنجز الأدبي العملاق. وهنا أجد أنه لا بدّ من احترام تواضع سارة مطر التي ارتأت تقديم «المدوّنة» بدلاً من «الرواية». ففي «قبيلة تُدعى سارة» تنشر سارة مدوّناتها التي تتصّف بالشفافية والصدق والعفوية، فمرّة تتحدّث عن انفتاح والدها ومرّة عن طبخ والدتها ومرّات أخرى عن أصدقائها وجامعتها وعيد ميلادها... التفاصيل في مدونّات مطر بمثابة ميزة تُعطي العمل نفساً جديداً ومختلفاً قد يُقرّب القارئ أكثر من المدوّنة خصوصاً عندما تتحدث عن بعض الأفلام والمسلسلات والمسرحيات مثل: «شاهد ما شافش حاجه» لعادل إمام أو «في بيتنا رجل» وغيرها... الجرأة لديها مختلفة إذ لا تعتمد على المشاهد الإباحية من أجل أن تؤكّد مساواتها بالرجل وإنما تقترض من الرجل لغته لتواجهه بها فتظهر وكأنها كائن غريب فيه عُصارة المرأة والرجل معاً: «أصبحت أفكّر كرجل نبت لي شارب ولحية... وتركته لأجله. تماماً كما يفعل كلّ الرجال على ظهر هذا الكوكب، إنهم يغادرون نساءهم حينما يريدون».

رغم بعض آرائها النسوية المتطرفة ورغبتها المعلنة أحياناً في الإنتقام من الرجال الذين يعبثون بمشاعر المرأة إلاّ أنّ سارة لا تنصب عداءها للرجل، فنراها في بعض النصوص تطلبه دعماً ورفيقاً لها في حياتها، كما تتغنّى بمواصفات والدها المنفتح وتمتدحه. ولكن مدونة سارة مطر على رغم بساطتها لم تخلُ من الشوائب التي ظهرت جليّاً في أسلوب الكتابة. هذا بالإضافة إلى عدم قدرة الكاتبة على تنظيم أفكارها أو تحديدها ما جعل من كتابتها أشبه بثورة مراهقة تريد أن تحوّل كلّ أفكارها المجنونة والمتناقضة إلى وقائع فعلية، وهذه الحماسة غير المحسوبة انعكست على مستوى اللغة الركيكة والمليئة بالأخطاء الإملائية. فهي في النهاية أنثى تبحث عن ذاتها الشخصية كما الأدبية وتعترف بذلك حينما تقول في الصفحة التاسعة: «شيئاً فشيئاً أصبحت أتواءم مع اسمي، وأحاول أن اختزله في شخصيتي، التي إلى الآن لا أعرف ماهيتها».