black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1091

بحث

حين روت أسمهان قصتها لمحمد التابعي

حين روت أسمهان قصتها لمحمد التابعي

الكتاب: أسمهان تروي قصتها

الكاتب: محمد التابعي

الناشر: دار الشروق

آمال الأطرش أو ايميلي أو أسمهان كما أطلق عليها الموسيقار الكبير داود حسني هي إحدى أساطير الغناء العربي الحديث. استطاعت رغم حياتها القصيرة (من 1912 إلى 1944) أن تتربع على عرش الأغنية وأن تضع اسمها بجوار أسماء بحجم أم كلثوم وليلى مراد. لكنها من ناحية أخرى احتفظت بموقع المطربة الأكثر إثارة للجدل، منذ لحظة ميلادها على ظهر السفينة التي هربت بوالدها سراً من تركيا، وحتى وفاتها المريبة في حادث سيارة مروع على طريق مصيف «رأس البر» في شمال مصر، ومروراً بعلاقاتها الخاصة وزواجها من أشهر الرجال في عالم الفن والصحافة والسياسة، متنقلة بين البلدان والجنسيات.
ولكن القصة الأكثر إثارة في حياة أسمهان ستظل دائماً ملف علاقاتها بالمخابرات الانكليزية والفرنسية وتوسطها السياسي بين كل منهما وبين أسرة الأطرش في سورية، فهل هذه إذن حقيقة تاريخية وما الدوافع والملابسات التي تقف وراء الحكاية برمتها؟


أصل الحكاية

هذه القصة تعرض لها بالطبع مسلسل «أسمهان» الذي قامت ببطولته الفنانة سلاف فواخرجي وعرضته قنوات تلفزيونية عديدة خلال شهر رمضان الماضي.. لكن مصدرها الأهم يظل كتاب «أسمهان تروي قصتها» الذي روت فيه سيرتها بنفسها وكما عاشها معها محمد التابعي أمير الصحافة المصرية وأحد أهم روادها والذي جمعته بأسمهان علاقة طويلة يمكن تتبع خيوطها داخل هذا الكتاب الذي أصدرت دار الشروق بالقاهرة أخيراً طبعة جديدة منه. ويطرح الكتاب عبر فصوله إجابات مقنعة وممتعة ومنصفة عن حياة الصوت الذي جمع بين طرب الشرق وحداثة الغرب.

يبدأ الكتاب بمقدمة كتبها التابعي لدى صدور طبعته الأولى عام 1961 والتي فيها يشير إلى أنه بدأ كتابة قصة أسمهان ونشرها في مجلة «آخر ساعة» على حلقات عام 1949. كما يشير إلى الضجة التي أحدثها النشر وانقسام الرأي العام وقتها بين معارض للنشر، إلى حد التهديد بقتل الكاتب، ومؤيد له يطالب بالمضي في كتابة القصة حتى نهايتها. وعلى أية حال فقد مضى التابعي في الكتابة والنشر، لكنه توقف عند سنة 1942 وهي السنة التي قطع خلالها علاقته بأسمهان ثم عاد بعد ذلك بسنوات ليضيف فصولاً أخرى ويكمل الكتاب على النحو الذي هو عليه.

ولكن كيف بدأت علاقة محمد التابعي بأسمهان؟ هذا السؤال يجيب عنه التابعي في الفصل الأول من الكتاب. يقول التابعي إنه سمع للمرة الأولى باسم اسمهان عام 1929 ورآها واستمع الى غنائها للمرة الأولى عام 1931 ولكن لم تتوطد علاقتهما إلا في عام 1939 أي في مستهل ذروة صعودها في عالم الفن حين حصلت على أجر قدره مائة جنيه عن غنائها في فيلم «يوم سعيد». أما فيلمها «غرام وانتقام» الذي لقيت حتفها قبل أن تراه، فقد حصلت عنه على 12 ألف جنيه، وهو كما يؤكد التابعي كان يزيد بثلاثة آلاف جنيه على أعلى أجر يدفع لمطربة مقابل بطولة فيلم سينمائي في ذلك الوقت، أي بين عامي 1943 و1944.

المجلة الالكترونية

العدد 1091  |  تشرين الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1091