على أطراف الأصابع

كتب, نجيب محفوظ, دار العين, كتاب على أطراف الأصابع, مصطفى ذكري, الأدب العالمي, السينما الغربية

04 نوفمبر 2009

الكتاب: «على أطراف الأصابع»

الكاتب: مصطفى ذكري

الناشر: «دار العين للنشر»،٢٠٠٩  

أصدر الكاتب والسيناريست المصري مصطفى ذكري أخيراً كتابه الجديد «على أطراف الأصابع» الذي اختار له عنواناً فرعياً إيضاحياً «يوميات». يتضمن الكتاب ٥٦ يومية متتالية من يوميات مصطفى ذكري يُدخلنا خلالها الكاتب في عمق حياته وتفاصيلها الصغيرة. إلاّ أنّ استعراض تفاصيل الحياة اليومية لم يمنع الكاتب من إظهار أفكاره الوجودية والفلسفية والحياتية الكبرى، بل إنّه يتكأ على هذه التفاصيل ليتطرّق من خلالها إلى القضايا المهمة مثل الأدب والفن والنقد والذاكرة والكتابة والإلهام...

فالكاتب لا يُخفي مدى تأثره بالأدب العالمي والسينما الغربية مثل بروست ودوستويفسكي وكافكا وهمنغواي وألفريد هيتشكوك وتاركوفسكي... ويُعلن أحكامه بصراحة ومباشرة واضحتين، فيُحلّل مشهد الجريمة في الحمّام في فيلم «سايكو» واختلاف النظرة إليه بعد التقدّم الكبير الذي طرأ على صناعة السينما العالمية. وينقد أيضاً مشهد البداية في فيلم «القربان» للمخرج أندريه تاركوفسكي. ونجده يتحدّث كذلك عن الأدباء العرب، فيُشكّك في ذوق نجيب محفوظ وأهمية إدوار الخرّاط فيقول مثلاً: «بعد الأربعين لا يُمثّل لي نجيب محفوظ الشيء الكثير، حتى الأعمال التي أحببتها في فترة الدراسة الجامعية، مثل «زقاق المدق» و«الحرافيش» لا أستطيع العودة إليها مرّة أخرى».

يوميات مصطفى ذكري لا تُشبه أي يوميات أو كتاب سيرة سبق أن قرأناه، إنّه كتاب يتراوح فعلاً بين «التأمّل الفلسفي وبين التسجيل المرهف ليوميات تحمل وزراً وجودياً». إلاّ أنّ تكثيف الكتاب ب«التناص» واستعارة المقولات المأثورة والتطرّق إلى أسماء كبار الكتّاب والأدباء والفنانين العالميين والعرب في طريقة مبرّرة أحياناً وغير مبرّرة أحياناً أخرى، يُمكن أن تولّد لدى القارئ شعوراً بأنّ الكاتب استثمر كلّ معارفه الثقافية والسينمائية إلى حدّ أنّه نزع من كتابه صفة «اليوميات» بعدما أعطاه منحىً نقدياً بحتاً.