نجوم مصابون بأمراض مزمنة

جولي صليبا (بيروت) ميشال زريق (بيروت) 19 مايو 2018

صحيح أنهم نجوم مشهورون ولديهم الكثير من المال الكفيل بتأمين كل احتياجاتهم، لكنهم في النهاية بشر مثلنا، مما يعني تعرّضهم للأمراض مثل أي شخص عادي.
ثمة نجوم يعانون أمراضاً مزمنة قد تؤثر في حياتهم اليومية، ويجدون أنفسهم مجبرين على تكريس قسم مهم من وقتهم لزيارة الأطباء وتلقّي العلاج اللازم. إلا أن أمراض النجوم قد تكون مفيدة لناحية زيادة الوعي حول تلك الأمراض وإنشاء الجمعيات التي تدعم المرضى وتوفّر لهم المساعدات المعنوية والمادية اللازمة.


أنجلينا جولي ومرض السرطان
في العام 2013، أعلنت أنجلينا جولي أنها خضعت لعملية استئصال الثديين بعدما تبين في الفحوص التي أجرتها أنها مصابة بتحوّل في جينة BRCA1، الأمر الذي يزيد من خطر تعرضها لسرطان الثدي.
وفي العام 2015، خضعت أنجلينا لجراحة جديدة لاستئصال المبيضين للتخفيف من خطر إصابتها بسرطان المبيض، لا سيما أن تاريخ عائلة جولي حافل بسرطانات الثدي والمبيض.
كانت خطوة أنجلينا في غاية الجرأة، وعزّزت وعي النساء في ما يتعلق بسرطان الثدي والمبيض، ونشأت يومها ظاهرة عُرفت بـ«ظاهرة أنجلينا» (Angelina Effect)، بحيث عمدت النساء إلى الاستفسار عن عوامل الخطر المحدق بهن والحدّ منها.
وعن قرارها الجريء، قالت أنجلينا إنها اتخذته كي لا تحرم أولادها منها، خصوصاً أنها حُرمت من أمها التي توفّيت في سنّ مبكرة بسبب السرطان.

باسل خيّاط ومرض جيني مزمن
خلال حلوله ضيفاً على برنامج «فحص شامل» على قناة «الحياة» مع الإعلامية راغدة شلهوب، اعترف النجم السوري باسل خيّاط بإصابته بـ«حمّى البحر المتوسّط»، وهو مرض مزمن ومصنّف جينياً، يقتصر علاجه على الأدوية المسكّنة، ولا جدوى فيه للعمليات الجراحية أو الحقن، وعوارضه كثيرة تتمثّل بنوبات متقطّعة من الألم وارتفاع في درجة حرارة الجسم والصداع القويّ المترافق مع التشنّجات المعويّة، مما يُجبره على تناول دواء خاص كلّما عاودته أعراض هذا المرض الذي قال إنّ من السهل التعايش معه، ولكن مع ضرورة الابتعاد عن الضغط الجسدي والنفسي.

مايكل فوكس وداء باركنسون
تم تشخيص النجم التلفزيوني والسينمائي مايكل ج. فوكس، الذي شارك في فيلم «العودة إلى المستقبل» (Back To The Future) بداء باركنسون عام 1991، حين كان عمره 30 عاماً فقط. إلا أن فوكس أبقى مرضه طيّ الكتمان قبل أن يعلن عنه، لا سيما أنه عاش أياماً صعبة أجبرته على ملازمة المنزل.
داء باركنسون هو اضطراب في الجهاز العصبي يؤثر في قدرة الشخص على المشي والتحرك. يحدث هذا المرض عندما تتفكك الخلايا العصبية في الدماغ وتموت فتفرز مادة كيميائية اسمها الدوبامين، مسؤولة عن السيطرة على حركات الجسم.
أما أعراض داء باركنسون فتشمل الخلل في التوازن، والرجفان، والصعوبة في الابتلاع، والصعوبة في إظهار تعابير الوجه، إضافة إلى أوجاع وآلام في العضلات.

حالة روبي تتطلّب العلاج الدائم
ولا تختلف حالة النجمة روبي عن باسل خيّاط، حيث إنّها تعاني مرضاً مزمناً في الكبد، ألا وهو التهاب الكبد الفيروسي- الفئة C، يُلزمها الخضوع للعلاج الدائم، وقد طلب منها الأطباء الاهتمام بصحتها والاستمرار في تلقّي العلاج للحدّ من مضاعفاته الخطرة والمزعجة. هذا المرض أصاب النجم خالد الصاوي وكذلك الفنانة سلافة معمار، ولكن من الفئة A، وقد شُفِيَت منه، في وقت يؤكد الأطباء احتمال الشفاء من هذا المرض إذا تمّت معالجته كما يجب.

كيم كاردشيان وداء الصدفية
في العام 2011، لاحظت كيم كاردشيان ظهور بقع حمراء متقشّرة على ساقيها، وتم تشخيص إصابتها بداء الصدفية (Psoriasis)، علماً أن والدتها كريس جينير تعاني المرض نفسه.
داء الصدفية مرض يصيب المناعة الذاتية للجسم، بحيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة بدل الأجسام الدخيلة. وتتجلّى الأعراض على شكل بقع حمراء مع حراشف فضية سميكة.
يمكن معالجة أعراض داء الصدفية للتخفيف من إزعاجها، لكن لم يتم التوصل لغاية الآن إلى علاج شافٍ لهذا المرض.

سيلينا غوميز وداء الذئبة
اضطرت نجمة البوب سيلينا غوميز إلى إلغاء جولتها الغنائية عام 2013 بعدما جرى تشخيصها بداء الذئبة (Lupus). واضطرت غوميز حينها إلى الخضوع لجلسات مطوّلة من العلاج والغياب عن جمهورها.
وفي أيلول/سبتمبر 2017، أعلنت سيلينا أنها خضعت لعملية زرع كلية وهي في سنّ الخامسة والعشرين بسبب مضاعفات داء الذئبة. بالفعل، منحت فرانسيا رايسا، صديقة غوميز، هذه الأخيرة إحدى كليتيها لإنقاذ حياتها والتأكيد على متانة الصداقة بينهما.
داء الذئبة مرض يصيب المناعة الذاتية، وهو شائع عند النساء أكثر من الرجال، لا سيما النساء اللواتي هنّ في سنّ الإنجاب. الجسم المصاب بداء الذئبة يهاجم خلاياه كما لو أنها خلايا مؤذية، مما يسبب الكثير من الأعراض المزعجة مثل الطفح الجلدي، وتقرحات الفم، ومشاكل في الكليتين، والتهابات في مختلف الأعضاء.
لا علاج شافياً لداء الذئبة، لكن يمكن التخفيف من أعراضه بواسطة الأجسام المضادة والستريوديات القشرية.
لايدي غاغا، ونيك كانون، وتوني براكستون وسيل يعانون أيضاً داء الذئبة، تماماً مثل سيلينا غوميز.

نادين الراسي بين ضغط الدم المرتفع وغسل الكلى
صارحت النجمة نادين الراسي أخيراً جمهورها بحقيقة إصابتها بمرض ضغط الدم المرتفع، لتفاجئهم بعد فترةٍ بخبر شفائها منه وطلب الطبيب منها الإقلاع عن تناول الأدوية نهائياً. وأشارت نادين إلى أنّ ما حصل معها كان معجزة، هي التي بدأت تعاني هذه المشكلة منذ 6 سنوات، خضعت خلالها لعلاجٍ طويل بالأدوية. ولكن يبدو أنّ سجل نادين الطبي لم يخلُ من الأمراض الأخرى، حيث إنّها واجهت أخباراً عدة حول مرضها الذي يجبرها على الخضوع لغسل الكلى، وقالت حينها إنّها تعاني مشكلة في وظائف كليتها، وكانت ترفض فكرة غسل الكلى، مؤكدةً أنّها بعزمها تستطيع تجاوز المحنة المرضية.

توم هانكس وداء السكري
في العام 2013، أعلن الممثل توم هانكس أنه مصاب بداء السكري – النوع الثاني، وكشف أنه عانى ارتفاعاً في مستويات السكر في الدم لأعوام عدة قبل تشخيصه بداء السكري. السبب في ذلك إهماله النصائح الطبية الموجّهة إليه، واعتماده أسلوب عيش غير صحي، وعدم تخلّصه من الكيلوغرامات الزائدة في وزنه.
ويسعى هانكس الآن للسيطرة على مرضه من خلال تناول الغذاء الصحي وممارسة التمارين الرياضية.
يُذكر أن داء السكري يزيد خطر التعرض لأمراض القلب، وفي حال لم تتم معالجته بشكل سليم، يمكن أن يفضي إلى العمى، ويُسبّب خللاً في وظاف الكلى وتلفاً في الأعصاب.

شريهان ورحلة العلاج الأشهر
لم يكن تاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2002 عاديّاً بالنسبة إلى محبّي نجمة الاستعراض المصرية شريهان، والتي اكتشفت إصابتها بسرطان الغدد اللعابية، وهو أحد أشرس وأخطر الأمراض السرطانية التي تصيب عدداً قليلاً من الأشخاص. شريهان خضعت لرحلة علاج طويلة تخللتها عمليات جراحية، تكاد تكون الأشهر في تاريخ الفن، وقد اضطرّت لإجراء جراحة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال الورم، كما خضعت لجراحة استغرقت 18 ساعة متواصلة، لتظهر بعد أكثر من 15 سنة متعافية. ورغم آثار المرض البادية،  لا تزال شريهان تحافظ على جمالها.

سعاد عبدالله والالتهابات
منذ أعوام عدّة والنجمة سعاد عبدالله تعاني التهابات في القولون، تُسبّب لها آلاماً مبرحة في منطقة الأمعاء. وقد خضعت لرحلة علاج طويلة في بريطانيا، بعد تعرّضها لوعكة صحية أقلقت متابعيها. ورغم أنّ هذا المرض ليس خطراً، إلّا أنّه يسبب إزعاجاً للمريض، بحيث لا علاج دائماً له من خلال الجراحات، مما يضطر المريض لتناول الأدوية المهدّئة، وهو إمّا يُشفى تماماً من المرض أو يصبح مزمناً يرافقه طوال حياته.