إليف شفق تكتب بالتركية والإنكليزية

ثقافة, تركيا, كاتبة, جائزة نوبل, الكتاب والأدباء, إليف شفق, جوائز أدبية, جامعة انقره, الأدب الصوفي, اورهان باموق

11 يناير 2010

أنّهم يعيشون اليوم بيننا وغداً سيعيشون في تاريخ الأدب العالمي علينا أن نعرفهم ونقرأهم ونفهمهم اليوم قبل الغد... في كلّ مرّة نختار لكم أديباً وكتاباً لنضع بين أيديكم دليلاً يرشدكم إلى أهم الكتابات الإبداعية والمؤلفات الأدبية الموجودة على الساحة الثقافية اليوم...

 

نبذة عامّة

ولدت إليف شفق في فرنسا وبعد طلاق والديها عاشت طفولتها مع والدتها الدبلوماسية، فانتقلت معها إلى الكثير من الدول وفي سنّ المراهقة تنقلت بين إسبانيا والأردن قبل أن تنقل مكان إقامتها إلى تركيا حيث درست العلوم السياسية ونالت دبلوم في العلاقات الدولية من جامعات أنقرة. واستطاعت ظروف حياة شفق أن تجعلها متنقلّة بين عالمين مغايرين، ما أضفى إلى شخصيتها الكثير من الغنى المعرفي والثقافي واللغوي والإنساني، كما أصبح الإنفتاح على «الآخر» سمة أعمالها وكذلك شخصيتها.
نشرت أولى رواياتها باللغة التركية Pinhan أو «الصوفية» وحازت عنها عام ١٩٩٨ جائزة «ميفلانا» التركية المرموقة التي تُمنح لأهم رواية خاصة بالأدب الصوفي. ومن ثمّ مزجت في روايتها الثانية «مرايا المدينة» بين الصوفية اليهودية والإسلامية في القرن السابع عشر كردّة فعل ضدّ كلّ شكل من أشكال النزاع الدامي والمؤذي في الشرق الأوسط. ومن ثمّ كرّست إسمها ككاتبة متميّزة بالرغم من حداثة سنّها بعد إصدار روايتها Mahrem « أو النطرة» التي خوّلتها المشاركة والفوز بأهم الجوائز على صعيد تركيا. وبعد ذلك توالت إصداراتها الأدبية التي حُوّلت إلى أفلام معروفة في تركيا، كما قدّمت كلماتها لأشهر الفنانين الأتراك مثل تيومان. تزوّجت شفق عام ٢٠٠٥ من الصحافي التركي أيوب خان وبعد ولادة طفلتها الأولى عاشت شفق «كآبة ما بعد الولادة»، فكتبت أوّل كتاب سيرة خاص بها لرصد هذه التجربة التي لم تمرّ عليها كسائر تجارب حياتها وجاء كتابها مزيجاً من الواقعي والخيالي.

وفي العام نفسه ٢٠٠٦، مَثَلت شفق أمام المحكمة في اسطمبول بعدما سمحت لإحدى شخصيات روايتها الصادرة حينها بالإنكليزية «لقيط اسطنبول» بالتطاول على محرمّات بلاد الأناضول، إذ تجرأت البطلة على انتقاد «المجزرة» التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن في القرن الماضي. وخاضت شفق نفس المعركة التي خاضها قبلها كتّاب أتراك معروفون كان آخرهم أورهان باموك. إلاّ أنّ المحكمة أعلنت براءتها من التهمة التي نُسبت إليها «إهانة الهويّة الوطنية» بعدما كانت مهدّدة بالسجن لمدّة ثلاث سنوات.
تُعتبر إليف من الكتّاب مزدوجي الثقافة أو الذين يحرصون دوماً على الخلط بين المفاهيم المتباعدة والمتناقضة أحياناً  لأنّها ككاتبة ترفض أن تضع نفسها رهينة القوالب القومية، وهي لا تتوانى في أدبها عن استخدام مصطلحات عربيّة وفارسيّة نبذها المحافظون من «قاموس» الجمهورية. وتمسكّت الكاتبة منذ بداياتها بمبدأ حريّة التعبير وقد انعكس ذلك على كتاباتها التي بدت على الرغم من سلاستها ثورية ومتمردّة، ما جعل اسمها دائماً تحت دائرة الضوء. وردّاً على كلّ الإتهامات التي تُكرّس فكرة تطاولها على الهويّة القومية صرّحت شفق غير مرّة أنّها لم تسع يوماً إلى إهانة الهوية التركية في أي كتاب من كتبها، بل عملت من أجل تقارب الشعوب فيما بينها مهما كانت متباعدة أو متقاتلة لأنها تريد أن تلغي في كتابتها الحدود القومية في العالم أجمع.

 أمّا روايتها الأخيرة الصادرة عن دار «دوغان» التركية Ask أو «عشق» فكانت بمثابة النقلة النوعية في مسيرة شفق الأدبية. «عشق» هي الرواية الأكثر مبيعاً في تاريخ شفق - وهي الكاتبة صاحبة المؤلفات الأكثر مبيعاً في تركيا اليوم- حيث وُزِّعت طبعته الخمسون بعد المئة في شهر آب، كما بلغ مجموع النسخ ٣٠٠ ألف نسخة في خمسة أشهر وهذا رقم قياسي في تاريخ النشر التركي إلى حدّ أنّه فاق ما سبق أن سجّله أورهان باموق الحائز جائزة نوبل من أرقام. وفيها تقدّم شفق موضوعها الأثير «الصوفية» وتتحدّث عن قواعد العشق الأربعين. وفيها تأخذ العشق بمعناه الإلهي الصوفي.
إليف شفق الروائية الشابة سناً والمخضرمة أدبياً عرفت كيف تصنع لنفسها هوية أدبية خاصة بها واحتلّت مركزاً مهماً على الساحة الثقافية العالمية وأصبحت الكاتبة التركية الأشهر في العالم اليوم.

 

هويّة أدبية

الإسم:
إليف شفق

الجنسيّة: تركية

محلّ وتاريخ الولادة: ستراسبورغ (فرنسا) عام ١٩٧١

الوضع العائلي: متزوجة وأم لطفلين

المهنة: كاتبة وصحافية في مجلّة «تايم» الأسبوعية الأميركية

 المؤلفات: صدر لها العديد من الروايات والمؤلفات باللغتين التركية والإنكليزية وتُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات... ومن أعمالها «الصوفية» و«مرايا المدينة» و«لقيط اسطنبول» و«الحليب الأسود» و«النظرة» و«عشق»...

أشهر مقولاتها: «الغرب والشرق ليسا كالماء والزيت... فمن الممكن أن يندمجا وينصهرا معاً دون أن يلغي أحدهما الآخر» (Time Magazine).