أسبوع الموضة العربي في دبي: تصاميم تحتفل بالورود والحياة على إيقاعات الـ Dolce Vita

ميشال زريق (دبي) 26 مايو 2018

احتضنت دبي للمرّة السادسة على التوالي، أسبوع الموضة العربي Arab Fashion Week برعاية مجلس الأزياء العربي، وهذه المرّة اختار القائمون عليه أن يكون مختلفاً بعد أن كان يُجرى سابقاً في City Walk والميدان، ليُبحر المصمّمون والحضور على متن سفينة Queen Elizabeth 2، التي افتُتِحَت حديثاً، في أول أسبوع موضة عائم في العالم.


رسالة بيئية وإنسانية
المؤسّس والرئيس التنفيذي لمجلس الأزياء العربي جايكوب أبريان، وفي دردشةٍ مع «لها»، قال إنّ النسخة السادسة من أسبوع الموضة العربي مختلفة جدّاً عمّا سبقها، كما أنّها تضيء على التجربة الإنسانية من جهة من خلال مبادرة Fashion for Good والتي تهدف الى تشجيع تعليم الفتيات قبل حضّهنّ على الزواج، وقد تمّ عرض فستانَي زفاف من إيلي صعب وريم عكرا ليعود ريع مبيعاتهما للمبادرة، وتجربة بيئية إبداعية من جهةٍ أخرى مع عرض AFC Green Label والذي يوجّه رسالةً بيئية تنموية توعوية الى كلّ مصمّمي الأزياء من خلال اعتماد نظام التدوير واحترام البيئة والطبيعة في التصاميم والأقمشة، وقد حظي العرض بحفاوةٍ كبيرة. وشدّد أبريان على أنّ الرؤية الخاصة بأسبوع الموضة العربي هي دعم مجموعات الـ Resort والـPre-Fall والتي تشكّل أكثر من 70 في المئة من إجمالي رأس مال مستثمري الموضة والمتاجر الكبيرة.

على مدى أربعة أيام، وفي أكثر من 18 عرض أزياء، قدّم مصمّمون عرب وأجانب أحدث ابتكاراتهم وإبداعاتهم في عالم الموضة، فشهدنا عودة طبعات الورود والشك بورود الدانتيل تارةً، الريش والشراريب والترتر تارةً أخرى. فمن الـ Dance Floor إلى حقول الورد والريف البرتغالي، عصرية التصاميم الإيطالية، والإبحار في رحلةٍ إلى موسكو مع أزياء عربيّة وعباءات بنفحات غربيّة، وقطع نابضة بالحياة بألوان الصيف وغروب الشمس، لنُشاهد على منصّة العرض أزياء مستوحاة من أجواء La Dolce Vita برؤية روسية حديثة، من دون أن ننسى طبعاً الحصّة المحفوظة للعرائس وفساتين بتصاميم فريدة لتكمّل حكاية الحب واليوم الكبير. التطريز كان حاضراً بقوّة في بعض التصاميم، ففيها شهدنا عودة أكسسوارات الرأس وتيجان الورود المستوحاة من عروض Dolce & Gabbana والجزمات الجلد العالية الشبيهة بما قدّمته FENDI سابقاً منسّقةً مع فساتين طويلة وأخرى جلدية، وكان لافتاً أيضاً عودة الـ Structural Dresses والتركيز على قصّات الأقمشة وتنسيقها ودمجها في القطعة الواحدة.


أسرار المصمّمين
المصمّم البرتغالي طوني ميرندا، كشف لـ«لها» أنّه أراد تقديم تصاميم تُحاكي المرأة العربية صاحبة الفلسفة والرؤية المختلفة في عالم الموضة، وقد استوحاها من عالمه الخاص ومن طفولته التي عاشها بين الحقول والزهور والريف البرتغالي الشهير بطبيعته الخلّابة، ورغب في نقل الحضور إلى هذه الأجواء.

أما المصمّمة المصرية رنا يسري صاحبة دار Asory، فذهبت في اتجاهٍ معاكس، مع تقديمها تصاميم مستوحاة من الوردة السوداء Black Rose، والتي تصف كلّ ورقةٍ منها امرأة من نساء «أسوري»، واللواتي يتكاملن ليمثّلن الوردة السوداء، ولفتت الى أنّها لا تحب تقديم السائد، وتعتمد في تصاميمها على عنصر الاختلاف والمفاجأة.

ولكي تكون تصاميم السعودية أروى العماري، صاحبة دار Aram، مستوحاة من تأثير الحبر في الورق الأبيض، أتت مزيّنة بخطوط بسيطة ولكن لها تأثير كبير في النظر ضمن 29 قطعة في مجموعتها الثالثة، والتي تشدّد على أنّها تصاميم محتشمة وتليق بالنساء العربيات والمحجبات، وهي اليوم في طور التحضير لمجموعة من الأحذية والأكسسوارات الجلدية.

وقد لا يكتمل أسبوع الموضة العربي في دبي، بدون حضور المصمّمة اللبنانية عائشة رمضان، والتي قدّمت مجموعة بعنوان Dance ومستوحاة من الرقص، وتعاونت خلالها مع الرسّامة الإيطالية كيكو، التي نفّذت النقوش والطبعات الخاصة بالتصاميم. وعندما التقينا عائشة في ختام عرضها في الكواليس، بدت متأثرة جدّاً، فعلّقت قائلةً: «أتأثر في نهاية كلّ عرض لأنّني أرى نتاج تعب وعمل جادّ قد يستمرّ لأكثر من نصف عام، وهذه المجموعة بالتحديد محبّببة إلى قلبي، لأنّني أصبحت أكثر نحافة وكنتُ أرقص دائماً وأرتدي الفساتين وليس ملابس الرياضة، وأفرّغ شحنات التوتر بالرقص، واليوم لكلّ فستان حكاية، وكل قطعة تستطيع المرأة أن ترقص وهي ترتديها».