ابتعد عن عشرات الأمراض بغذاءٍ خالٍ من "الغلوتين"

23 مايو 2018

كثيراً ما نسمع في عصرنا الحالي عن مرض حساسية القمح أو المرض الإنزلاقي، وهو نوع من اضطرابات ومشاكل الهضم، حيث تضعف قدرة الأمعاء الدقيقة على إمتصاص الطعام. وكثيراً ما نصادف المنتجات الخالية من مادة الـ "غلوتين" بكميّات كبيرة في الأسواق.
رانيا برو

لكن دراسة حديثة أشارت نتائجها إلى أن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين قد لا يحمي من يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي تعرف باسم حساسية القمح، من التعرض المحتمل لكميات ضارة منه.

يقول كبير الباحثين في الدراسة جاك إيه. سيدج، الرئيس التنفيذي لشركة "إميونوجن إكس" الأميركية: "يستهلك الأفراد الذين يتبعون نظاماً غذائياً يخلو من الغلوتين كميات فاقت تصوراتنا، قد تصل إلى 200 مليغرام يومياً".

وبخلاف الطعام، يتواجد الغلوتين في أدوية ومكونات غذائية وفي الصلصات وتتبيلات الأطعمة الجاهزة، بخاصة الصويا والكاتشاب والمايونيز، وفي أحمر الشفاه ومرطبات الشفاه والأطعمة المقلية ومصادر أخرى متعددة.

الغلوتين Gluten هو مركب بروتيني عبارة عن خليط من مادتي الغلوتنين والغليادين، وهي تشكل 80 بالمئة من البروتين الموجود في بذرة القمح ويتواجد بنسب معينة في دقيق القمح.

الدراسة التي نشرتها دورية "كلينكال نيوتريشن" تشير إلى أن الغلوتين موجود في مواد لا يدركها المتابعون للحميات الخالية من الغلوتين، فهم ما زالوا يتعرضون لمتوسط يتراوح بين 150 إلى 400 مليغرام من الغلوتين يومياً.

ويعتبر "مركز حساسية القمح" في جامعة شيكاغو أن الاستهلاك الآمن من الغلوتين بالنسبة لمن يعانون من المرض لا يتعدى عشرة مليغرامات يومياً.

وما يجب أن تعرفوه هو أن عبارة "خالٍ من الغلوتين" ليست موضة في الغذاء لبلوغ الرشاقة، بل هو أسلوب حياة، وقد يكون الطريقة الوحيدة لكي يبقى البعض على قيد الحياة. فمسألة الحساسية من الغلوتين موجودة منذ زمن، ولكنها كثرت مع انتشار أطعمة مثل البيتزا والمعجنات والباستا والكعك والحلويات. ويضاف إليها استخدام المبيدات الحشرية لمعالجة الآفات الزراعية.

أما أعراض حساسية الغلوتين فهي مقلقة ومزعجة، ومنها صداع مزمن، مشكلات جلدية، الإمساك والإسهال، الاعتلال العصبي والمزاجي، التوحد، العقم، أمراض الغدة الدرقية، الاكتئاب، آلام المفاصل، التهاب المفاصل الروماتويدي، وتشتت الانتباه والأنيميا.

والأخطر أنه في بعض الأوقات يتم تشخيص حالات الوفاة الناجمة عن حساسية الغلوتين على أنها نوبات قلبية، وأمراض في الأوعية الدموية، وتليف في الكبد، أو أنواع مختلفة من السرطان.

ويفضل اتباع نظام غذائي يعتمد على الفاكهة والخضار والألبان الطازجة وليس منتجات الألبان والأسماك.

بكلام آخر، فإن نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين ليس ترفاً ولا موضة لرشاقة القوام، بل ضرورة لحياة آمنة.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"