نتائج التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية

سلمى المصري, برنامج نهر الأردن, المملكة العربية السعودية, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, تونس, فرنسا, سوريا, الثقافة العربية, مهرجان سينمائي, مهرجان دبي السينمائي الدولي, ممثلي وسائل الإعلام العالمية العاملة, مهرجان المسرح العربي, التعليم الع

18 يناير 2010

الكتاب: التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية

الناشر: مؤسسة الفكر العربي

يطرح التقرير الثاني للتنمية الثقافية- الصادر عن مؤسسة الفكر العربي- مجموعة من الأسئلة الجوهرية حول الثقافة وأحوالها في العالم العربي، وذلك بهدف رسم معالم الخريطة الثقافية العربية وتحديد مواقع ضعفها وقوّتها والتأسيس لمنهجية عمل ثقافي يتسّم بالشمول والرصد لمجالات تتشكّل منها البيئة الثقافية العربية. أمّا المحاور الرئيسية التي دار التقرير في فلكها هي: «المعلوماتية والإعلام والتعليم والإبداع والحصاد السنوي».
ففي ملف «المعلوماتية: أفق بلا حدود للتنمية» تبيّن تفوّق دولة الإمارات عربياً لجهة استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات في المكاتب والمدارس والدوائر الحكومية وأعداد المشتركين، وهي احتلت المركز الخامس دولياً طبقاً للمؤشرات الخاصة بمستوى تقنيات المعلومات والاتصالات في قائمة أولويات الحكومات العربية، في ما جاءت المغرب في المركز ١١١ عالمياً. وإنما أبرزت نتائج التقرير في ما يخصّ هذا الملّف أنّ المواقع الثقافية العربية لا تعكس الثراء الشديد الذي تتميز به الثقافة العربية والتراث العربي، ويؤكد وجود ضعف في مواقع التعليم الإلكتروني والمكتبات الرقمية والأدب والفولكلور، وضعفاً شديداً أيضاً في محتوى مواقع البحث العلمي على شبكات الإنترنت.

أمّا ملف التعليم الذي تناول قضية «التمويل واستقلالية الإدارة في التعليم العالي»، فأظهر معدلات الإنفاق على التعليم العالي في البلدان العربية، وأشار إلى أن الإنفاق الحكومي السنوي على الطالب الجامعي لا يتجاوز ٨٠٠ دولار في كل من مصر والأردن وسوريا والمغرب، ويصل إلى نحو ١٫٨٠٠ دولار في لبنان وتونس، ويبلغ ٨٫٠٠٠ دولار في السعودية، في حين يصل في كل من إسرائيل وفرنسا إلى أكثر من ١٠٫٠٠٠ دولار، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ ٢٢٫٠٠٠ دولار.
وفي ما يخصّ ملف الإعلام فقد بحث هذا العام موضوع «الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام» إحدى قضايا «التماس» بين المضمون والوسيلة، وأكد التقرير أن الخطاب الثقافي يأخذ منحى ناقداً للآخر الغربي وخصوصاً الأميركي، منطلقاً من أطروحة «سيطرة المادية على الحياة في الغرب»، ومن أن التنوع السياسي أو العرقي في الغرب يعكس في جوهره حالة اقتصادية تعتمد على الطبقية الشديدة.

كما توزّع ملّف الإبداع على ثلاثة محاور هي: الإبداع الأدبي والسينمائي والمسرحي. وأكدت النتائج أنّ تفوّق الرواية على الشعر من حيث الكميّة لم تلغ أهمية هذا الأخير ومكانته في الوسط الثقافي، وأوضح التقرير أن الترجمات الروائية ساعدت على جعل الرواية العربية نفسها على محك الرواية العالمية. أما ملف الإبداع السينمائي فقد ركز على النمو المتفاوت لهذا الفن في مجتمعاتنا العربية، وشدّد على أهمية بعض المهرجانات السينمائية المهمة مثل مهرجان دبي ومهرجان أبو ظبي القادرة على استقطاب الجديد والجيّد في هذا المجال. وفي ملف المسرح العربي يؤكد التقرير أن هذا المسرح الذي تبنته الدول وأصبح جزءاً من المؤسّسة الرسمية لم يبتكر لنفسه آليات تطور تسمح له بالتعامل مع المستجدات السياسية والاجتماعية.

وخلص الحصاد إلى أن أكثر ما ميّز الاهتمام الفكري العربي بالنظام الدولي هذا العام انتباهه إلى موضوع المجتمع المدني على الصعيد العالمي وموقع مسألة التنمية في نشاطات قواه ومؤسساته، وأشار إلى أنه وعلى الرغم من وفرة الندوات والحلقات النقاشية التي شهدها العام المنصرم، بقيت حصة الفكر والمعرفة ضعيفة نسبياً.