مهرجان كان السينمائي لعام 2018 عربي ونسائي بامتياز

كان - الريفييرا الفرنسية - عمّار عبد ربّه 27 مايو 2018

جرت العادة أن تتجه أنظار العالم في شهر أيار/مايو من كل عام إلى مدينة «كان» المستلقية على شاطئ الريفييرا الفرنسية أو «الكوت دازور» للمشاركة في أكبر مهرجان سينمائي، هو مهرجان «كان» الذي لطالما اختال على سجادته الحمراء أشهر نجوم السينما العالميين... وكضرب من الجنون الذي تتميز به «كان»، سُمح لهذا المهرجان بأن يعرض في آن واحد فيلماً يتحدّث عن النقابات والبطالة في فرنسا، وآخر بعنوان «سولو» وهو الحلقة الجديدة من سلسلة «حرب النجوم».في هذا العام، احتلت السينما العربية مكانة غير مسبوقة في «كان»، بحيث شارك في المسابقة الرسمية فيلمان، هما «يوم الدين» للمصري أبو بكر شوقي، و«كفرناحوم» للبنانية نادين لبكي. كما شاركت أفلام أخرى في المسابقات الجانبية، مثل «قماشي المفضّل» للسورية غايا جيجي، و«صوفيا» للمغربية مريم بن مبارك...أيضاً تألقت السينما العربية بعدد من الفعاليات التي أهمها الحفل الذي كان قد قدّمه مهرجان الجونة السينمائي على يخت رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، والاحتفال بالذكرى العشرين لعرض فيلم «المصير» للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين.

عدسات المصوّرين رصدت عدداً من النجمات المشهورات والشخصيات الإعلامية ومدوّنات الموضة والمؤثرات العربيات اللواتي تألّقن على السجادة الحمراء للمهرجان، وأسرن الحضور بإطلالاتهن، ونذكر منهن ليلى علوي ودرّة زرّوق ودانييلا رحمة وشهيرة فهمي وبشرى وغايا جيجي وكارن وازن وجيسكا قهواتي وليلى سليماني ودينا إمام وبوسي شلبي ودارينا الجندي وعُلا الفارس وديما صادق وريّا أبي راشد وديالا مكي وغيرهن.كذلك تألقت فساتين المصمّمين العرب في خيارات النجمات، وعلى رأسهم إيلي صعب وزهير مراد وجورج حبيقة وطوني ورد وربيع كيروز ونيكولا جبران وهاني البحيري وعائشة رمضان وغيرهم.

كما كان لافتاً استحداث جناحين في «سوق» مهرجان «كان»، هما جناح المملكة العربية السعودية وجناح دولة فلسطين. وقد أعلنت الهيئة العامة للثقافة والمجلس السعودي للأفلام عن عدد من القرارات المشّجعة لتصوير وإنتاج أفلام سينمائية في المملكة في الأشهر المقبلة.وفي سياق آخر، أعلن مهرجان «كان» السينمائي موقفاً واضحاً من كل قضايا التحرش الجنسي، وتبنّى حقوق النساء التي شوهت عالم السينما العالمية في الأشهر الأخيرة، بحيث أوكل المهرجان رئاسة لجنة تحكيمه الى الممثلة كايت بلانشيت، وفوق سجادته الحمراء تظاهرت 82 امرأة يعملن في مجال السينما محتجّاتٍ على التمييز في الأجور، وفي الدعوات للمشاركة في المهرجانات العالمية وقلّة عدد المخرجات النساء، في خطوة تاريخية لافتة لم يرَ المهرجان لها مثيلاً.وقد شاركت عربيات في هذه التظاهرة النسائية، منهنّ الشاعرة والمنتجة الفلسطينية آن ماري جاسر، المخرجة السعودية هيفاء المنصور والمنتجة المصرية دينا إمام وغيرهن.