بيروت تتوهّج في قصائد الشعراء

بيروت عاصمة عالمية للكتاب, شوقي بزيع, دار الفارابي

08 مارس 2010

الكتاب: «بيروت في قصائد الشعراء- دراسة ومختارات»

الكاتب: شوقي بزيع

الناشر: «دار الفارابي» ٢٠١٠

 

«ستّ الدنيا» لم تكن عروس العواصم العربية فحسب بل كانت عروساً زيّنت بغُنجها ودلالها وألَقها قصائد الشعراء أيضاً على اختلاف أمكنتهم وأزمنتهم... إنّها بيروت التي قُدّر لها أن تكون مسرحاً لأحلام الشعراء وأخيلتهم منذ القدم حتى اليوم، فكانت هي المدينة الصغيرة التي ألهبت بشقاوتها مشاعر زوّارها الذين افتُتنوا بكلّ ما فيها من تناقضات لم تزدها إلاّ سحراً وجمالاً وجاذبية. إلاّ أنّ بيروت الفاتنة بغموضها لم تكن يوماً محصورة في قالب واحد ولم تكن ذات صورة جامدة متكرّرة، لذا هي لم تُعرف بصفة معينة أو شكل محدّد، فكانت تتغيّر بتغيّر العين التي ترصدها. لذا استطاعت هذه المدينة- الأيقونة أن تُصبح وقوداً لمخيّلة شعرية غزيرة ومتوقدّة. من هنا ارتأى الشاعر شوقي بزيع الإحتفال ببيروت ضمن سياق «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» من خلال جمع وعرض مختلف القصائد التي كُتبت عن بيروت  منذ آلاف السنين حتى عصرنا هذا في أنطولوجيا تحمل عنوان «بيروت في قصائد الشعراء... دراسة ومختارات». إلاّ أنّ بزيع لم يعمد إلى تجميع القصائد الخاصة ببيروت فحسب، بل قدّم عملاً فردياً معمقاً يُحسب له وأرفقه بالمختارات كمقدّمة للكتاب. وجاءت هذه المقدّمة كدراسة دقيقة تصل إلى ٧٥ صفحة يروي الكاتب عبر صفحاتها حكاية هذه المدينة الشهرزادية التي تنجو كلّ ليلة من الموت لتحكي لنا قصصاً تقطع الأنفاس وتسرق لغرابتها العقول ولألباب. فيعرض الكاتب في مقدّمة «بيروت في قصائد الشعراء» الصادر عن «دار الفارابي» سيرة بيروت التاريخية والسياسية والعمرانية، لتكريس دور هذه المدينة التي وصلت الشرق بالغرب وللتأكيد على أنّ هذه العاصمة التي تشعّ في قصائد الشعراء هي في الحقّ المدينة التي لا تشبه أي مدينة أخرى لا في سكونها ولا توهجّها.


ومن الأبيات التي تغنّت ببيروت نذكر تلك التي كتبها ننّوس اليوناني في القرن الخامس الميلادي وهي تقول:

«يا بيروت،
أنت أرومة الحياة، مُرضعة المدن،
مفخرة الأمراء
أولى المدن المنظورة،
الأخت التوأم للزمن،
المعاصرة للكون، كرسيّ هرمس،
أرض العدالة، مدينة الشرائع،
عرزال البهجة،
معبد كلّ حبّ،
نجمة بلاد لبنان»...