الأعراس

زفاف الأمير هاري وميغان ماركل: كسر التقاليد الملكية البريطانية وحضور قوي للأميرة ديانا

جولي صليبا 02 يونيو 2018

يوم السبت 19 أيار/مايو 2018، تزوج الأمير هاري والممثلة الأميركية ميغان ماركل في حفل ضخم جمع بين فخامة الملكية البريطانية وبريق هوليوود. وتابع مئات الملايين من الناس في أنحاء العالم حفل زفاف الحفيد المفضل عند الملكة إليزابيث. أُقيمت مراسم الزفاف في كنيسة سان جورج، التي تعود إلى القرن الخامس عشر وتقع في قلعة ويندسور...


وأخيراً، تزوج الأمير هاري، 33 عاماً، من حبيبته ميغان ماركل، 36 عاماً، وأعلن قصر باكنغهام أن الملكة إليزابيث منحت الأمير وعروسه لقب دوق ودوقة ساسكس.

هذا الزفاف، بالنسبة إلى الكثيرين عبارة عن قصة خيالية، لا سيما أن ماركل ممثلة أميركية وامرأة مطلقة، وتكبر الأمير هاري بثلاثة أعوام. أما البعض الآخر فاعتبر زواج الأمير هاري من ميغان، ذات الأصول الأفريقية (لجهة والدتها) انهياراً للحواجز في بريطانيا الحديثة.


حبّ من النظرة الأولى

تماماً كما في الأفلام أو القصص الخيالية، ولد الحب من النظرة الأولى بين الأمير الشاب والممثلة الأميركية، علماً أن الأمير هاري التقى ميغان للمرة الأولى في موعد رتّبه صديق مشترك في تموز/يوليو 2016.

قال هاري إنه لم يسمع قط عن الممثلة ميغان ماركل قبلاً، ولم يشاهد مسلسلها التلفزيوني، فيما قالت ميغان إنها لم تكن تعرف أي شيء عن الأمير. وبعد موعدين فقط، اصطحب الأمير هاري الجميلة ميغان إلى بوتسوانا لقضاء عطلة والتخييم تحت النجوم.

ويوم إعلان خطوبة الثنائي في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، قال الأمير هاري: «وقوعي في غرام ميغان بهذه السرعة المدهشة أكد لي أن هذا ترتيب القدر. كل شيء كان مثالياً... دخلت هذه المرأة الجميلة إلى حياتي فجأة، وكذلك دخلت أنا إلى حياتها».

يُذكر أن نشأة الأمير هاري تختلف كثيراً عن نشأة ميغان التي ولدت ونشأت في لوس أنجلوس، وانفصل والداها عندما كانت في السادسة من عمرها. وبعد مشاركتها في عدد من الأدوار الصغيرة في الأفلام وعلى شاشة التلفزيون، حصلت على دور «راتشيل زين» في المسلسل الأميركي الشهير Suits. وكانت ميغان أيضاً ناشطة في مجال حقوق الإنسان، وتزوجت من المنتج السينمائي تريفور إنجيلسون عام 2011، لكنهما انفصلا عام 2013.


بروتوكول ملكي

وصل الأمير هاري إلى الكنيسة برفقة شقيقه وإشبينه الأمير ويليام. تلتهما الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب، ثم الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، وأخيراً دوقة كامبريدج كايت ميدلتون برفقة أطفال الشرف، ومن بينهم الأميران جورج وشارلوت.

وصلت ماركل إلى الكنيسة مع أمّها دوريا راغلاند، 61 عاماً، وارتدت فستاناً أبيض من دار «جيفنشي»، طغت عليه البساطة، فيما أبقت على المظهر الطبيعي في ماكياجها.

دخلت العروس لوحدها إلى الكنيسة، وخلفها فتيان وفتيات الشرف، ثم اصطحبها ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز في ممر الكنيسة وقدّمها إلى عريسها بدلاً من والدها، الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب صحية. وأشارت تقارير إلى أن توماس ماركل والد العروس، 73 عاماً، شاهد الحفل بالكامل عبر التلفزيون من كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.

وبعد توقيع العروسين على عقد الزواج، قدّم عازف التشيلو شيكو كانيه ميسون، 19 عاماً، الفائز بجائزة «بي بي سي» 2016 للموسيقيين الشباب، ثلاث مقطوعات غنائية بصحبة عازفين من أوركسترا «بي بي سي» الوطنية من وايلز ومن أوركسترا الغرفة الإنكليزية والفلهارموني.

وبعد انتهاء مراسم الزواج رسمياً، خرج دوق ودوقة ساسكس في رحلة عبر وندسور حيث اصطفّ عشرات الآلاف من المهنّئين ليتمنّوا لهما حياة سعيدة.


فستان بسيط وعصري

تفاجأ العالم أجمع بفستان العروس ميغان لأنه كان في غاية البساطة. الفستان ضيق ومحتشم مع كمّين طويلين ومفتوح في أعلى الكتفين، وقد صمّمته كلير وايت كيلير لصالح دار الأزياء الفرنسية «جيفنشي».

تميز الفستان بعصريته وأنوثته، واعتمد قصة A-Line البسيطة التي أبرزت قوام ميغان الممشوق. ذيل الفستان قصير نسبياً، لكن الطرحة امتدت بطول خمسة أمتار وتم تزيينها بأزهار بعدد دول الكومنولث. واعتُبرت الطرحة الأكثر تميزاً في إطلالة العروس ماركل، لا سيما أنها مصنوعة من تول الحرير ومطرزة يدوياً بزخارف الأزهار. يُذكر أن تكلفة فستان الزفاف بلغت 270 ألف دولار أميركي.

وقد رصّعت ماركل إطلالتها بتاج ملكي قديم، نادراً ما يظهر في العلن، امتلكته الملكة ماري سابقاً. تميز التاج البلاتيني بالألماس المرصّع عليه، والمزيّن بمشبك منفصل، مرصّع أيضاً بالألماس.


الدموع تخون والدة العروس

خانت الدموع السيدة دوريا راغلاند، والدة العروس ميغان ماركل، في حفل الزفاف. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وثّقت لحظة بكاء السيدة راغلاند، في هذا اليوم المميز.


الأميرة ديانا حاضرة في زفاف ابنها

انتشرت الورود البيضاء المفضلة لدى الراحلة الليدي ديانا، والدة الأمير هاري، في كنيسة سانت جورج وعلى شرفاتها وأبوابها، حيث أُقيم حفل الزفاف. وقد استخدمت منسّقة الزهور فيليبا كرادوك وروداً بيضاء مع أزهار الفاونيا وأعواد نباتات الزان والبتولا وشجرة النير، علماً أن الكثير منها تم جمعه من حدائق ويندسور ومتنزّهاتها. فقد تم زرع هذه الورود البيضاء في قصر كنسنغتون تكريماً لذكرى الأميرة ديانا، لأنها كانت المفضلة عند «أميرة القلوب».

ثمة تكريم آخر لليدي ديانا في حفل الزفاف تمثّل بإلقاء الليدي جاين فيلويس، شقيقة الأميرة الراحلة ديانا، كلمة مؤثرة.

أما اللافت فهو ترك مقعد شاغر في الكنيسة، قرب الأمير ويليام، كما لو أن الأمير هاري أراد التأكيد أن والدته الراحلة الأميرة ديانا حاضرة في زفافه.


كعكة زفاف غير تقليدية

انهمك ستة خبّازين، على مدى خمسة أيام، في إعداد كعكة زفاف الأمير هاري التي بدت بمظهر كسر كل الأعراف. وقالت كلير بتاك، مصمّمة كعكة الزفاف، إن التصميم أقرب إلى «البناء» منه إلى كعكة الزفاف التقليدية.

ولم يقتصر خرق التقاليد على مظهر كعكة الزفاف فقط، وإنما تعدّاه إلى طعمها، بحيث اختار العروسان كعكة مصنوعة من الليمون وزهر البيلسان مع الزبدة المجمّدة، بدل كعكة الفواكه التقليدية في الأعراس الملكية. كما تم تزيين الكعكة بأزهار نضرة.


خرق للتقاليد الملكية

يمكن القول إن حفل زفاف الأمير هاري حطّم التقاليد والأعراف في تاريخ العائلة المالكة البريطانية.

● بعد وصول العروس بالسيارة إلى كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور، دخلت إلى ممشى الكنيسة بمفردها، بعدما تعذر على والدها توماس ماركل الحضور.

● ألقى القس مايكل كاري، الأميركي من أصل أفريقي، عِظة حماسية عن «قوة الحب» في حفل الزفاف الملكي. واللافت أن هذا القسّ هو الأول في التاريخ الذي يستعين بجهاز الآيباد الخاص به لتذكيره بأبرز نقاط العِظة التي أثارت إعجاب الحاضرين والمشاهدين حول العالم.

● للمرة الأولى أيضاً في تاريخ العائلة المالكة البريطانية، تمت الاستعانة بكورس إنجيلي أنشد «Stand by Me»  كتحية لجذور العروس ماركل الأفريقية.

● خالف الأمير هاري التقاليد الملكية البريطانية، وقرر وضع خاتم الزواج في إصبعه، علماً أن هذا الخاتم مصنوع من البلاتينوم.

● في بداية مراسم الزفاف، تمت مناداة العروسين باسميهما الرسميين، رايتشل ميغان وهنري تشارلز ألبرت دايفيد، ولكن سرعان ما ناداهما الكاهن باسميهما الرائجين، ميغان وهاري.


تكلفة خيالية لعرس أسطوري

بلغت تكلفة زفاف الأمير هاري والممثلة الأميركية ميغان ماركل 2.7 مليون دولار أميركي. أما فستان ماركل فكان بقيمة 270 ألف دولار أميركي، علماً أنه من تصميم كلير وايت كيلير من دار «جيفنشي».

توزعت المصاريف الباقية على الشكل الآتي:

● الأزهار: 130 ألف دولار أميركي.

● الخيمة الزجاجية: 400 ألف دولار أميركي.

● الطعام والمشروب: 680 ألف دولار أميركي.

● خواتم الزواج والحفلة وغيرها: 1.2 مليون دولار أميركي. هذا دون أن تتضمّن كلفة الزفاف  مبلغ 40.1 مليون دولار لتغطية تكاليف الأمن والحماية.


حشد من المشاهير بين المدعوين

تم توجيه الدعوة الرسمية إلى 600 شخص من مختلف الجنسيات، وبينهم العديد من المشاهير والنجوم، أبرزهم الممثل جورج كلوني وزوجته المحامية أمل علم الدين، ولاعب كرة القدم ديفيد بيكهام وزوجته فيكتوريا، والإعلامية أوبرا وينفري، ولاعبة كرة المضرب سيرينا ويليامز مع زوجها ألكسيس أوهانيان، والنجم إلتون جون، والممثلة بريانكا شوبرا، والمغني جايمس بلانت، والنجم توم هاردي مع زوجته الممثلة شارلوت ريلي، والنجم إدريس ألبا والعديد من زملاء ماركل في مسلسل Suits.

في المقابل، احتشد الآلاف من الناس في الشوارع الضيقة لبلدة ويندسور التي تبعد ثلاثين كيلومتراً من غربي العاصمة البريطانية لندن. وتحتضن المدينة أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم، سكنها 39 ملكاً بريطانياً منذ العام 1066.